مراجعة “کاميرا” تحدو بهيئة الإذاعة البريطانية إلى نشر جملة توضيحية على موقعها بشأن إزدياد عدد السكان المسيحيين في إسرائيل

صورة تجمع لرئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين لدى استقباله رؤساء الطوائف المسيحية في البلاد عام 2017. الصورة نقلا عن: مارك نیمن / مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي, CC BY-SA 3.0 , عبر ويكيميديا كومنز

تمكن فريق “مرصد هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)” التابع لمؤسسة “كاميرا” من إقناع طاقم محرري “بي بي سي” بنشر جملة توضيحية في موقع الهيئة بالإنجليزية، وذلك فيما يتعلق ببرنامج تم بثه عبر شبكة الإذاعة الرابعة BBC-4. إذ كان مقدم برنامج “العالم عند الساعة الواحدة” المذيع جوني ديموند قد ادّعى خلال حلقة البرنامج التي قدمها يوم 26 ديسمبر/كانون الثاني 2018 بأن الانخفاض الطارئ على عدد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط بأسرها خلال السنوات الأخيرة يطال دولة إسرائيل أيضًا، بالإضافة إلى العراق والأراضي الفلسطينية، حيث قال:

“إن أربعة أخماس من مسيحيي العراق لجأوا أو قُتلوا. وفي إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بينما ازداد عدد أتباع الديانات الأخرى بشكل حاد، فقد انخفض عدد السكان المسيحيين.”

وإذا كان ادعاء ديموند الخاص بالتراجع الديمغرافي للمسيحيين سواء في أراضي السلطة الفلسطينية أو في العراق يتناغم مع الحقيقة، فإنه يجافيها كلما تعلق الأمر بإسرائيل. إذ تشير المعطيات التي نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية إلى أن عدد المسيحيين المقيمين في دولة إسرائيل ازداد بشكل مضطرد منذ تأسيسها عام 1948، كما أن النمو السكاني المسيحي في إسرائيل ظل مستمرًا منذ بدء الألفية الجديدة. وبالتالي بات إجمالي عدد المسيحيين الإسرائيليين حسب آخر معطيات دائرة الإحصاء (أنظر بيانها الذي صدر حديثًا بمناسبة حلول عيد الميلاد 2018 [باللغة العبرية]) ليشكلوا نسبة تعادل 2% من مجموع المواطنين الإسرائيليين (يتسنى التأكد من صحة المعطيات أيضًا عبر كتاب الحقائق الرسمي التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذي تستند إليه موسوعة “ويكيبديا” لدى تناولها الموضوع).

وفي أعقاب شكويَيْن متتاليتيْن قدمهما فريق “مرصد بي بي سي” استجابت الهيئة البريطانية للطلب بإعادة النظر في المعطيات الخاطئة المذكورة، ثم نشرت جملة توضيحية جاء نصها كالتالي: “في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة [الشرق الأوسط] برمتها انخفاضًا مستمرًا لأعداد [المسيحيين] فإن عدد السكان المسيحيين في إسرائيل قد ازداد في الآونة الأخيرة بنسبة 2.2% عام 2017 على سبيل المثال”.

غير أن هذا التوضيح بقي مقتصرًا في البداية على صفحة التصحيحات والتوضيحات التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، فيما ظل البرنامج الإذاعي المشار إليه قائمًا على موقع “بي بي سي” دون وجود أي رابط خاص بالتوضيح المذكور. واستدعى الأمر شكوى أخرى من فريق “مرصد بي بي سي” جعل هيئة الإذاعة البريطانية تحيط المرصد علمًا بأنها أرفقت الرابط المذكور بالبرنامج.


تقرير “مرصد بي بي سي” باللغة الإنجليزية 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *