“رويترز عربية” تكف أخيراً عن اعتبار أورشليم القدس جزءًا من الضفة الغربية

Image by KaPilz from Pixabay

على مدى شهر أبريل/نيسان المنصرم، أشارت وكالة الأنباء العالمية الشهيرة “رويترز” باللغة العربية، أثناء تغطيتها لانتشار وباء كورونا في الشرق الأوسط، إلى مدينة أورشليم القدس على أنها جزء من أراضي الضفة الغربية الخاضعة إدارياً للسلطة الفلسطينية، في حين أنها عاصمة إسرائيل على أرض الواقع. وها هي مقتطفات من 12 مقالاً تم فيه تناول الموضوع بصورة خاطئة:

وسجلت الأراضي الفلسطينية 309 إصابات بفيروس كورونا منها 36 في مدينة القدس و13 في قطاع غزة، وحالتي وفاة. (13 أبريل/نيسان 2020)

أعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوم السبت تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا في القدس لامرأة في السبعينات من عمرها وبذلك يرتفع عدد وفيات الفيروس في الأراضي الفلسطينية إلى ثلاث حالات. (18 أبريل/نيسان 2020)

قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة يوم الثلاثاء إن حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا سجلت في مدينة القدس لسيدة مما يرفع إجمالي الوفيات في الأراضي الفلسطينية إلى أربع حالات. (21 أبريل/نيسان 2020)

وتظهر أعلاه لقطة شاشة لمقال كانت “رويترز عربية” قد نشرته في يوم 21 أبريل/نيسان 2020 معتبرةً أورشليم القدس عاصمةً لإسرائيل.

إن وصف مدينة أورشليم القدس أو حتى “القدس الشرقية” على أنها جزء من “الأراضي الفلسطينية” لهو خطأ أساسي، حيث أن أراضي السلطة الفلسطينية تشمل المناطق “أ” (الخاضعة مدنيًا وأمنياً للسلطة الفلسطينية) و “ب” (الخاضعة إدارياً للسلطة الفلسطينية وأمنياً لإسرائيل) من الضفة الغربية، وفقاً لاتفاقيات أوسلو، بالإضافة إلى قطاع غزة (الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ إنقلابها على الشرعية في العام 2007).

وقد عدلت وسائل إعلام عديدة، كانت قد لجأت في الماضي إلى هذا الوصف، عن سياستها التحريرية لتصف الواقع كما هو ولتكف عن الإشارة إلى القدس أو إلى أماكن أخرى متنازعٌ عليها في الضفة الغربية (في المناطق “ج” الخاضعة لإسرائيل) على أنها “أراضٍ فلسطينية”. وهذا ما فعلته “AP“، “DPA“، “لوس أنجلوس تايمز“، “نيويورك تايمز” ومؤخراً “وول ستريت جورنال“.

وبعد أن اتصلت مؤسسة “كاميرا” بوكالة “رويترز” وشرحت لها الأمر، أبدت الوكالة تعاونها وتراجعت عن الإشارة إلى القدس على أنها جزء من الأراضي الفلسطينية.

فعلى سبيل المثال، أغلب المقالات الصادرة عن “رويترز” تتحدث عن إصابات كورونا “بين الفلسطينيين” المقيمين في شرق القدس وليس “في الأراضي الفلسطينية” التي لا تضم أي جزء من القدس. وقد تناول مقال كان قد صدر بتاريخ 23 أبريل/نيسان 2020 الموضوع على النحو التالي: “قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة يوم الخميس إنه تم تسجيل ست إصابات جديدة بفيروس كورونا بين الفلسطينيين خمس منها في مدينة القدس.”

مقالات أخرى تتناول أعداد المصابين بفيروس كورونا في القدس بدون الحديث عن “الضفة الغربية” أو “الأراضي الفلسطينية”، مثل المقال التالي والمنشور بتاريخ 5 مايو/أيار 2020:

وبلغ إجمالي عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا 538 حالة كان آخرها ست حالات سجلت يوم‭ ‬الثلاثاء، أربع حالات منها في السموع بمحافظة الخليل واثنتان في الطور بالقدس.

مقال أخر صادر بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2020 حرص على التمييز بين “غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية” من دون الإشارة إلى هذه المناطق والتي تخضع لأطر قانونية، إدارية وسياسية مختلفة تحت مسمى “الأراضي الفلسطينية”:

جرت العادة أن تنتشر فوانيس رمضان التي تضيء بالكهرباء والزينات الملونة في شوارع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في الأيام التي تسبق شهر الصوم لكن الأمر اختلف هذا العام وسط القيود التي فرضتها جائحة فيروس كورونا والمشاكل الاقتصادية المتنامية.

في الوقت ذاته، حينما يتعلق الأمر بالاستشهاد بعبارات صادرة عن مسؤولين من السلطة الفلسطينية معتبرةً القدس جزءًا من الأراضي الفلسطينية، فتنقل “رويترز” العبارات كما هي. وخير مثال على ذلك مقال نُشر بتاريخ 14 مايو/أيار 2020:

ستغطي تبرعات صندوق {وقفة عز} كافة المناطق الفلسطينية لتشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ولن ننسى أهلنا الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في سوريا ولبنان.

ولكن الخطأ وارد… حيث نشر المراسل علي صوافطة مقالاً بتاريخ 17 مايو/أيار 2020 باسم “رويترز” معتبراً أن القدس تقع “في فلسطين”:

وبذلك يرتفع عدد الإصابات المسجلة في فلسطين إلى 560 إصابة، فيما بلغ عدد حالات الشفاء 452 حالة، أي بنسبة 81.4% من مجمل الإصابات المسجلة.
وقالت وزيرة الصحة إن عدد الحالات النشطة، أي التي لا تزال مصابة، ارتفع إلى 103 حالات منها 59 في مدينة القدس و8 في ضواحي القدس، 30 في محافظة الخليل، 2 في محافظة نابلس، و4 حالات في المحافظات الجنوبية.

وقد أسرع فريق منظمة “كاميرا” بالاتصال بطاقم تحرير وكالة “رويترز” مطالباً إياه بتصحيح هذا الخطأ، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها فريق “رويترز” باللغة العربية في ذات الخطأ وأنه كان قد سبق له أن قام بالتصحيح في الماضي القريب.

أنظر إلى التقرير الصادر عن الموضوع باللغة الإنجليزية في موقع “كاميرا”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *