تحيز بي بي سي ونهجها التحريري أصبح حالة ميؤوساً منها تماماً

بيت الإذاعة لبي بي سي. مصدر الصورة: كاميرا عربي

12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

بيت الإذاعة لبي بي سي. مصدر الصورة: كاميرا عربي

اندلعت موجة غضب ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في وقت سابق من هذا العام بعد عرض الفيلم الوثائقي (غزة: كيف تنجو من منطقة حرب)، والذي أتضح أن نجل أحد الوزراء في حكومة حماس قام بالمشاركة فيه والظهور به والحديث بدون الكشف عن هذه الحقيقة والمعلومة الدقيقة.
وقد كانت هذه الواقعة مجرد مثال بارز على نهج التحيز الطويل الأمد لهذه المؤسسة ضد إسرائيل في تغطيتها لأحداث الشرق الأوسط.

وحاليًا، دفعت فضيحة جديدة تتعلق بالتحيّز التحريري في هذه الشبكة إلى استقالة مديرها العام، تيم ديفي، وكذلك استقالة ديبورا تورنس، رئيسة أخبار بي بي سي.
وجاءت الاستقالة بعد التلاعب التحريري المضلل في مقطع يظهر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو التلاعب الذي أصبح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وأصبح محوراً للنقاش العام.

ومع ذلك، فإن هذا الخداع غير المبرر يبدو ضئيلاً مقارنة بسجل خدمة بي بي سي عربي المروع، كما كشف عنه بالتفصيل المذكرة المسربة للمستشار المستقل مايكل بريسكت.

وقد أكدت نتائج تحقيقه ما وثقته أبحاث مراقب الإعلام كاميرا لسنوات والتي كشفت أن خدمة بي بي سي عربي، بصورتها الحالية، أصبحت منصة للتطرف وكراهية اليهود بشكل روتيني.

تعمل هذه الخدمة على نحو يبدو وكأنها تتجاهل تماماً الإرشادات التحريرية، متجاهلة تماماً للمبادئ الأساسية للخدمة العامة التي يفترض أن تقوم عليها هيئة الإذاعة الوطنية.
والثمن الذي يدفعه الجمهور لا يُقدَّر بثمن. فبدلاً من الصحافة الموضوعية، تقوم بي بي سي عربي بترديد دعاية حماس، مما يطيل أمد النزاع في المنطقة ويعزز من قوة الجماعة الإرهابية.

توضيح من المؤلف لا يتضمنه النص الأصلي: كشفت مؤسسة كاميرا عن تغريدات ومقالات تحريضية كتبها العديد من العاملين في الخدمة العربية لبي بي سي، وهي تغريدات حث بعضها على قتل اليهود وإيذاء المدنيين الأبرياء وحتى قتلهم.

التمثيل السخيف للتغطية الإخبارية هو خيانة للمجتمعات التي تغطيها وللجماهير التي يفترض أن تُطلع عليها. شعار بي بي سي التاريخي “لتتحدث الأمة إلى الأمة” يصبح بلا معنى حين تصور بي بي سي عربي الإرهابي القاتل للفتاة البالغة من العمر 15 عاماً مالكي روث بصورة متعاطفة، كما يروي والدها أرنولد روث اليوم لصحيفة جويش كورينيكل.

تكشف هذه النسخة أيضًا أن بي بي سي عربي خدعت الجمهور ليعتقد أن إرهابياً من حماس كان مدنياً بريئاً وتوفي نتيجة غارة إسرائيلية. للأسف، مثل هذه الأخطاء روتينية بالكامل: فقد اضطرت بي بي سي في خدمتها العربية للاعتراف بالوقوع في الخطأ التحريري بل والقيام بأكثر من تصحيحين أسبوعياً خلال عامي حرب غزة.

والمرجح أن قائمة الأخطاء أكبر من ذلك، لكن، كما نكشف اليوم، لم تقم الرقابة الداخلية لـبي بي سي بقبول أي شكوى ضد بي بي سي عربي خلال نفس الفترة.

يتجاوز الضرر جمهور الشرق الأوسط. فقد دافع محرر الأخبار العالمية في بي بي سي جوناثان مونرو بقوة عن خدمة بي بي سي العربية تحت إشرافه، وأوضح أنه يعتبرها مصدر خبرة يمكن للصحفيين الناطقين بالإنجليزية الاستفادة منه. وليس من المستغرب أن تغطية بي بي سي للشرق الأوسط غالباً ما تنحاز لأجندة غير موضوعية تقبل كل التشويهات ضد إسرائيل دون تحدٍ أو تدقيق.

كون بي بي سي منصة للتطرف يمثل تهديداً للمجتمع البريطاني بأسره. ولا شك أن ذلك يعزز “شيطنة إسرائيل” التي أشار إليها الحاخام دانييل ووكر ، والتي تغذي معاداة السامية التي أدت إلى الهجوم الإرهابي الدامي في يوم الغفران على أحد المعابد في مانشستر. 

(توضيح من المؤلف لا يتضمنه النص الأصلي: الحاخام دانييل ووكر هو حاخام أحد المعابد اليهودية في مدينة مانشستر البريطانية ، وهو المعبد الذي تعرض لهجوم على يد إرهابي بريطاني من أصل سوري ، والذي قام بقتل عدد من اليهود وأصاب بعضهم بسكين حاد كان معه عند تواجدهم في المعبد وقت الصلاة في يوم عيد الغفران اليهودي) 

بالنسبة لبريطانيا والجالية اليهودية، فقد حان الوقت لوضع حد لذلك. فالـبي بي سي عربي تستضيف وبشكل روتيني ضيوفا يمكن وصفهم بمعادين للسامية على شاشاتها ، وتوظف صحفيين واعلاميين نشروا منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحتفي بهجمات 7 أكتوبر وهجمات إرهابية أخرى.  

إنها مؤسسة باتت خارج نطاق الإصلاح ويجب إغلاقها، كما يطالب أرنولد روث، تكريماً لذكرى ابنته. 

وفي المستقبل، يمكن إنشاء خدمة جديدة باللغة العربية ضمن بي بي سي، يتولى تشغيلها موظفون جدد بالكامل، وتعمل وفق سياسة صارمة قائمة على عدم التسامح مطلقاً مع معاداة السامية أو التطرف بأي شكل.

ويشكل هذا جزءاً من الإصلاح الأوسع الذي يجب أن تخضع له بي بي سي لمعالجة التحيز المنهجي الذي حدده بريسكت واضع التقرير. 

عموما ومع تداعيات رحيل ديفي وتورنيس، تواجه بي بي سي سنوات مقبلة صعبة، وقد أصبح نهجها التحريري وتمويلها من أموال دافعي الضرائب محل تساؤل لافت ، خاصة مع اقتراب تجديد الميثاق في 2027.
وفي ظل هذا المستقبل المضطرب، إذا لم يتم إعادة هيكلة القناة بالكامل، وما زالت تعمل كما هي الآن، فإن ذلك يمثل خطرًا لأنها قد تستمر في المشاكل نفسها أو تؤثر سلبًا على بي بي سي من الداخل.

للإطلاع على النص الأصلي عبر موقع “جويش كرونيكل” أنقر هنا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *