في مقالٍ نشر لها في جريدة “الغارديان” البريطانية بتاريخ 5 يوليو/تموز 2021، روت الصحفية نازيه بروين تفاصيل تعرض رجل يهودي في مدينة لندن للعنف على خلفية طائفية مرتين في أقل من ساعة واحدة. الواقعة تعود إلى مساء الثالث من يوليو/تموز من نفس العام، في سياق عدد كبير من الهجمات المعادية للسامية التي تعرضت لها الطائفة اليهودية البريطانية مؤخراً. إلا أن الصحفية لم تذكر في مقالها العبارات التي تلقاها الرجل، بدايةً أثناء وجوده في حافلة عمومية، ومن ثم حينما صعد داخل إحدى محطات مترو الأنفاق.
لقد تنقالت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل الخبر بناءً على أقوال الضحية وشهود عيان، حيث قال له أحد المعتدين، وبدون سابق إنذار أو أن يكون دار بينهما حديث: “سوف أقطع رأسك من أجل فلسطين.” ثم حاول المجرم أن يتعدى جسدياً على المجني عليه واسمه يوسف قبل أن ينجح الأخير في تفاديه ومحاولة كسب الوقت إلى أن استنجد سائق الحافلة بالشرطة. كما تعرض يوسف لاعتداء مشابه بعد دقائق معدودات من قبل معتدٍ آخر. والاعتداءات موثقة من خلال كاميرات المراقبة.
إن إبراز تفاصيل الواقعة ولا سيما التهديد المرتبط بالقضية الفلسطينية هام للغاية لأنه يدل على أن هناك علاقة بين تناول وسائل الإعلام للصراع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين من ناحية وتعرض الجاليات اليهودية للخطر من ناحية أخرى. ولقد تم إبراز هذه العلاقة من خلال منابر إعلامية أخرى غطت الحدث: “بي بي سي”، “التايمز”، “مترو”، “ديلي ميل”، “ماي لندن”، “ديلي ميرور” و“ذا صن”.
والجدير بالذكر أن الحوادث المعادية للسامية كانت قد شهدت تزايداً ملحوظاً عقب المواجهة الأخيرة التي دارت بين إسرائيل وحركة حماس في مايو/أيار من العام الجاري. كما رصدت الهيئة البريطانية لمكافحة معاداة السامية في المملكة المتحدة (CST) 351 هجوماً عنصرياً يستهدف يهود بريطانيا بين الثامن والحادي والثلاثون من مايو/أيار، أي أثناء المواجهة العسكرية، وهي أعلى نسبة اعتداءات منذ بدء الهيئة أعمال الرصد عام 1986. كما اعتبرت الهيئة أن هذا الازدياد كان متوقعاً نظراً لتسليط الإعلام على الأحداث الجارية في قطاع غزة وبشكل يفتقد عامةً للحد الأدنى من التوازن والموضوعية.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”