في أغسطس/آب الماضي، نشرت “كاميرا في بريطانيا” قائمة بآراء عبد الباري عطوان، البغيضة في تقرير حمل عنوان “حان الوقت لكي يتوقف الإعلام البريطاني عن استضافة عبد الباري عطوان“.

ومنذ ذلك الحين، ظهر رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، ومقرها لندن، عبر بث الخدمة العربية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كمعلق يُزعم أنه محايد بصورة مستقلة – وشمل تعليقه أيضا على بعض من القضايا الخاصة بالشؤون الإسرائيلية – ثلاث مرات على الأقل منذ هذا الوقت، كان آخرها في 27 مارس/آذار 2022.
هذه الاستضافة والظهور المتكرر عبر الشاشة تدحض ادعاء عطوان الذي أعلن عنه في شهر نوفمبر الماضي بأنه “محظور” من الظهور في جميع القنوات التلفزيونية البريطانية، بسبب “الضغوط الإسرائيلية”، حسب مزاعمه.
وكانت كاميرا المملكة المتحدة قد أشارت في السابق إلى أن ادعاء عطوان كاذب (لا توجد جهة تمنعه عن الظهور إعلاميا)، فضلا عن أنه وفي مناسبات أخرى فقد ظهر أيضا عبر شاشة قناة فرنسا 24 الفرنسية الحكومية.
(توضيح لا يتضمنه النص الأصلي: تكرر ظهور عبد الباري عطوان عبر القنوات الفضائية سواء البريطانية أو الأوروبية، وهو ما ينفي تماما مزاعم منعه عن الظهور كما يدعي)
وفي أعقاب سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة في إسرائيل، ظهر مرة أخرى دعم عطوان العلني للإرهاب، وتجريده من الصفة الإنسانية للمدنيين الإسرائيليين، وهو ما يظهر بالأمثلة التالية:

في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 نيسان/أبريل في تل أبيب، الذي قُتل فيه ثلاثة مدنيين:
في الدقيقة 2:49 – يُشير إلى مرتكب الجريمة، رعد حازم، على أنه “بطل”، (الترجمة الإنجليزية تحذف هذه العبارة(.
في الدقيقة 3:14 – “يقول عطوان: هل رأيت الإسرائيليين كيف فروا؟ واللـه مثل الفئران، مرعوب، لا أعرف إلى أين أذهب، بسبب شخص واحد، شاب فلسطيني، هل تتخيل؟ هذه هستيريا، هذا هو، هذا هو العدو، مشكلة العدو، كما قلت، هو أنه يعتقد أن كل الفلسطينيين مثل السلطة الفلسطينية.
في الدقيقة 4:05 – يقول عطوان: انظر إلى المعجزة، والده ضابط أمن، وهو الشاب، يحمل مسدساً ويذهب إلى تل أبيب، ويفتح النار على المستوطنين (العنوان الفرعي: المستعمرون)، انظر، لن نقبل أبداً، من المستحيل أن نقبل أن الضحايا هم من المدنيين بأي حال من الأحوال، كلهم عسكريون أو شرطة أو أمن، حسناً، عندما يقول بينيت، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، للمستوطنين: “أخرجوا سلاحكم وتجوّلوا حاملين السلاح، هذا كل شيء، أنتم جميعاً لستم مدنيين”.
ثانياً، جميعهم جنود في الاحتياط العسكري الإسرائيلي، لذلك نحن لا نشتري قصة “المدنيين”، ولا ينبغي للعالم كله أن يشتريها”.
في الدقيقة 4:58 – أربع عمليات، قُتل نحو 15 إسرائيلياً، معظمهم من العسكريين وقوات الأمن الإسرائيلية والشرطة، (في الواقع، قُتل ثلاثة ضباط شرطة في الهجمات إلى جانب 11 مدنياً)، حتى هؤلاء الشباب لو أرادوا إطلاق النار لقتلوا أعداداً كبيرة، المئات واللـه.
في الدقيقة 6:05 – حرر أحد المحاربين تل أبيب لمدة تسع ساعات.
في الدقيقة 9:59 – مخيم جنين فيه أمهات يلدن، نساء ينجبن كاملات، ينجبن شهداء.
في الدقيقة 11:23 – استشهد “حازم” دفاعاً عن نفسه، ومسجده، وعقيدته، وأمته (العربية / الإسلامية)، الآن هناك صحوة غير عادية، الناس يوزّعون الحلوى في كل مكان، في لبنان والمغرب والجزائر وفلسطين، وحتى إخواننا في الخليج.
كما تضمن منشور تويتر لـ “عطوان”، وهو يعرض الفيديو، الادعاء بأن حازم “وحّد الأمتين العربية والإسلامية”.
ملحوظة: تم حذف هذا الفيديو لانتهاكه القواعد والمعايير المتبعة والمعمول بها في Youtube.

تويتر، 9 أبريل: (تغريدة لعبد الباري عطوان عبر منصه أكس)
“بعد أن فرغ رعد حازم من عمليته في تل الربيع (الاسم السابق المزعوم لتل أبيب: لم يكن هناك مكان كهذا على الإطلاق) توجه الى مسجد يافا للصلاة وقراءة القران كان مؤمنا متعبدًا مثل كل ابناء شعبه وعندما طالبه جنود العدو بالاستسلام صوب بندقيته باتجاههم طالبًا لقاء ربه طاهرًا مصليا شهيدًا بعد الرعد العواصف والقادم اعظم والايام بيننا
وفي مقال افتتاحي في موقع رأي اليوم نشر بتاريخ 9 إبريل 2022 :
يقول… رعد حازم بطل عمليّة شارع ديزنغوف الأخيرة في وسط مدينة تل أبيب، وتم تدمير منزلهم، لشراسة المُدافعين عنه، وخوفاً من خسائر أكبر. مخيّم جنين بات أيقونة المُقاومة الفِلسطينيّة لصلابة رجاله وعشقهم للشّهادة.
نبذة عن معركة جنين 2002: الشهيد رمضان عبد اللـه شلح (أبو عبد اللـه) زعيم حركة “الجهاد الإسلامي” الراحل قال لي إنه أعطى حُريّة القرار للخليّة المُقاتلة المُحاصرة في المخيّم في حينها، فكان الرّد هو القتال حتى الشّهادة، وأبناء هؤلاء يُكرّرون المشهد نفسه، والتّضحية نفسها، وعلى رأسهم الشهيد رعد حازم، الذي قدّم والده فتحي خطبة تأبينيّة وداعيّة ستَدخُل التّاريخ لمعانيها الجهاديّة المُؤثّرة والشّجاعة، ولهذا طالب عوزي دايان، نائب رئيس هيئة الأركان السّابق، وجِنرال الاحتِياط الحالي، باغتِياله بصاروخ فوراً.
العمليّات الأربع هزمت الكيان المُحتل لأنّها ضربت في الخاصرة القويّة وليس الرّخوة للاحتِلال، أيّ في المُدُن الكُبرى المُحتلّة، تل أبيب، بئر السبع، الخضيرة، بني براك
رغم أن جميع الإسرائيليين يحملون السّلاح، ويُصنّفون في خانة جُنود الاحتِياط لخدمتهم الإجباريّة في الجيش الإسرائيلي.
“شُهداء عمليّات تل أبيب والخضيرة وبئر السبع وبني براك”
وهي العملية التي أتت في أعقاب هجوم 29 آذار/ مارس في بني براك، الذي قُتل فيه أربعة مدنيين وضابط الشرطة الإسرائيلي أمير خوري.
وفي تغريدة له عبر إكس (تويتر) سابق نشرها في 30 مارس يقول عطوان:
“صباح الأرض الطاهرة المقدسة والمعمّدة بدماء الشهداء في يومها وعيدها، وأحدثهم وليس آخرهم ضياء الحمارشة، الشهيد ابن جنين البار، فلسطين تنتفض ضد القهر والظلم والتهميش، وترسم بدماء أبطالها حدا فاصلا بين الكرامة والهوان، تفاءلوا بالنصر تجدونه وهو قادم بإذن اللـه.
بقلم: هدار سيلع
للاطلاع على النص الأصلي للتقرير باللغة الإنجليزية على موقع “CAMERA UK” لمؤسسة “كاميرا”.
