التعاطي الصحفي لوكالة AP مع قضية “التهجير الجماعي” عام 1948 ومحوها لأي ذكر لحرب الإبادة العربية

“لا يمكن للفلسطينيين أن يكونوا مسؤولين عن تقرير مصيرهم”، بهذه الكلمات عبر ماتي فريدمان، المراسل السابق لوكالة أسوشييتد برس في مقال تحليلي له منشور في عام 2014 عن الوضع السياسي للفلسطينيين وتعاملهم مع حق تقرير مصيرهم السياسي. فريدمان شرح وبإيجاز أسلوب التعاطي الخاطئ لعدد من وسائل الإعلام الدولية وتعاملها مع القضية الفلسطينية والشأن الإسرائيلي. فريدمان وفي تعاطيه مع هذه النقطة أشار إلى أن غالبية القصص الصحفية تتعاطى مع الفلسطينيين باعتبارهم دوما ضحايا ، بحسب النهج التحريري لكل وسيله إعلام ، وهو ما يمكن التعرف عليه من خلال مراجعة النهج التحريري للتعاطي مع إسرائيل أو الفلسطينيين في بعض من وسائل الإعلام.

(توضيح إضافي من المترجم لا يتضمنه النص الأصلي: وضع ماتي فريدمان تقريرا تحليليا في مجلة tabletmag اليهودية الرصينة …شارحا وبدقة تداعيات التعاطي الخاطئ لكثير من وسائل الإعلام في التعامل مع القضية الفلسطينية وإسرائيل من ناحية المصطلحات ووصف الحالة السياسية..ويمثل هذا المقال مرجعا هاما بالنسبه لهاتين الناحيتين)

في تقرير لها منشور في يومي ١٤ و١٥ مايو/أيار حول “النكبة” أو “الكارثة” الفلسطينية، قامت وكالة أسوشيتد برس بالتعاطي مع ذكرى النكبة متبعة نهج صحفيا عقيماً.

وقامت الوكالة الأميركية للأنباء والتي تعتبر من وكالات الأنباء العالمية الرائدة بإسهاب في شرح تفاصيل ذكرى النكبة ، بالإشارة إليها باعتبارها “الذكرى السنوية السادس والسبعين لطرد الفلسطينيين الجماعي مما يعرف الآن بإسرائيل، وهو الحدث الذي يقع في قلب نضالهم الوطني”، الملاحظ هنا وفي هذا التقرير الإخباري إن الوكالة لم تشير ولو بـ”كلمة واحدة” عن سبب وقوع هذه النكبة وتداعياتها ، والمقصود هنا بالحرب التي شنتها خمسة جيوش عربية، بالتعاون مع الفلسطينيين من السكان المحليين من أجل القضاء على الدولة اليهودية الوليدة (“الفلسطينيون يحتفلون بمرور 76 عامًا من السلب على ممتلكاتهم ككارثة محتملة أكبر تتكشف في غزة”، جوزيف كراوس، 14 مايو/أيار ).

وفي اليوم التالي، نشرت وكالة أسوشييتد برس تقريرًا مطولًا ثانيًا بعنوان: “الفلسطينيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط يحتفلون بـ”نكبتهم” الحقيقة ، وعيونهم معلقة بالحرب في غزة”، وبالمثل لم يتضمن التقرير المشار إليه سابقا إلى أي تلميح يتعلق بالجهد العربي المشترك للقضاء على الدولة اليهودية الجديدة عام ١٩٤٨.

ووفقاً لتقاريرها التي تتسم بالانتقائية، فإن “النكبة تشير إلى ٧٠٠ ألف فلسطيني فروا من ما يعرف الآن بإسرائيل قبل وأثناء الحرب التي أعقبت قيامها عام ١٩٤٨”. وفي كلا التقريرين امتنعت وكالة أسوشييتد برس عن ذكر الجهة أو الطرف الذي بدأ تلك الحرب (المقصود هنا حرب الاستقلال عام ١٩٤٨) ، ومن غير المفهوم السبب الذي دفع بالوكالة الأميركية للقيام بذلك، ولأي غرض.

عموما لم يعد المقال الذي كتبه جوزيف كراوس وآبي سيويل وسامي مجدي في ١٥ مايو عن النكبة والذي نشرته الوكالة يظهر على موقعها الإخباري أو على قاعدة بيانات الأخبار Lexis-Nexis، ولكن تم وضعه عبر هذا الموقع.

وبالإضافة لذلك أيضا تجنبت مقالة كراوس المنشورة في ١٤ مايو/أيار حقيقة أن الجانب العربي هو الذي شن الحرب (الفاشلة) التي كان من المفترض أن تمحو إسرائيل من على الخريطة، وهذه الحرب أيضا هي التي ولّدت أزمة اللاجئين المستمرة: “حوالي ٧٠٠ ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم قبل وأثناء الحرب العربية الإسرائيلية عام ١٩٤٨ التي أعقبت إنشاء إسرائيل.

(توضيح إضافي من المترجم غير مشمول بالنص الأصلي: البيانات الرسمية العربية أثناء وقبل الحرب طالبت سكان فلسطين بتركها لأن الجيوش العربية تنوي شن حرب شاملة مدمرة وتقصف مختلف المدن التي يعيش فيها اليهود… بالتالي يجب عليهم الرحيل سريعا ..وقد أعترف بهذه الحقيقة أيضا الكثير من المؤرخين العرب ممن عاشوا هذه الفترة)

ويتضح إن قضية اللاجئين تعتبر نتيجة للحرب التي شنتها الدول العربية على إسرائيل، ومع ذلك فإن قصتي الأسوشيتد برس التي تم نشرهما عن “النكبة” لم تذكرا هذه النقطة الأساسية أبدًا، بالتالي فإن التقارير التي تعتمد على التوجه التحريري الانتقائي تمثل وسيلة بعض من الوكالات والمواقع الإخبارية والصحفيين لمحو المسؤولية عن دور الفلسطينيين في التسبب في هذا المصير الذي يتعرضون له منذ عقود.

إن إعداد التقارير عن “النكبة” دون الإشارة إلى انضمام جيوش الدول العربية إلى السكان العرب المحليين لشن حرب للقضاء على الدولة اليهودية يشبه إعداد التقارير عن حرب إسرائيل الحالية في غزة دون الإشارة إلى ممارسات القتل والاغتصاب والتعذيب التي قامت بها حماس في ٧ أكتوبر/تشرين الأول ، وهي الممارسات التي اعتمدت على التشويه والتدمير والنهب لكل ما هو داخل إسرائيل.

بالمناسبة، في نفس اليوم الذي كانت فيه وكالة أسوشييتد برس مشغولة بتجاهل الحرب التي شنها العرب عام ١٩٤٨ والتي عجلت بتفجر أزمة اللاجئين، عادت الوكالة لاستخدام معطيات تاريخية انتقائية لتبرير مذبحة حماس الوحشية في ٧ أكتوبر ، والتي تصنف حاليا باعتبارها أسوأ مذبحة لليهود منذ المحرقة، حيث قامت منظمة حماس الإرهابية في هذا اليوم بذبح وحرق عائلات في منازلهم وقتل شباب يحتفلون في حفل موسيقى.

وتقول الوكالة في تقرير لها التالي… (نتنياهو يدافع عن الانتقادات في الداخل والخارج بسبب افتقاره إلى خطة تحدد من سيحكم القطاع بعد الحرب في غزة) وقد بدأت الحرب الأخيرة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول مع اجتياح حماس لجنوب إسرائيل، عبر بعض المناطق نفسها التي فر إليها الفلسطينيون من قراهم قبل عقود.

وبالتالي، وفقًا لرواية وكالة أسوشييتد برس، لم يكن الفلسطينيون أبرياء تماما من تداعيات ما حصل في”النكبة” ولكن أيضا توصيف معنى هذه “الكارثة” ،من وجهة نظر الوكالة،  يقلل أيضًا من أي مسؤولية يتحملها الفلسطينيون بعد ذلك وإلى الأبد ، تماما مثل وحشية ما حصل في ٧ أكتوبر بعد ٧٥ عاماً.

(توضيح إضافي من المترجم غير مشمول بالنص الأصلي:  تعتمد بعض من النصوص الصحفية على أسلوب “الانتقائية” في عرض المعلومات ، بشكل يخدم الهدف الرئيسي من رسالة المحرر السياسية ، وهو أسلوب عربي معروف بعرض معلومات تاريخية تبدو صحيحة وتجاهل معلومات أخرى لتحقيق هدف سياسي معين من عرض رسالة النص ) وبالعودة إلى عام ١٩٤٨ فإن وكالة أسوشيتد برس كانت على علم بالخطوات الدقيقة التي اتخذها سكان فلسطين، بمساعدة خمس دول عربية غازية على غزو دولة إسرائيل ، وهذه الحرب هي التي حددت مصير العرب الفلسطينيين بعد ذلك. وفي مقال منفصل نشرته وكالة أسوشيتد برس في ١٥ مايو/أيار، بعنوان “يوم في التاريخ: 15 مايو/أيار، هجوم على دولة إسرائيل الجديدة من قبل خمس دول”، أوضح بوضوح ما يلي: “في ١٥ مايو/أيار ١٩٤٨، بعد ساعات من إعلان استقلالها، تعرضت دولة إسرائيل الجديدة لهجوم من قبل ٥ دول”. شرق الأردن ومصر وسوريا والعراق ولبنان”.

ممرضات يعتنون باللاجئين اليهود من الهجمات العربية في يافا، بالقرب من تل أبيب عام ١٩٤٨. (تصوير زولتان كلوغر/GPO)

(توضيح إضافي من المترجم غير مشمول بالنص الأصلي: العديد من العرب وافقوا على العيش في إسرائيل ..ولم ينضموا للجيش العربية أو المقاتلين المحليين ممن هاجموا إسرائيل..وكانت النتيجة التي توضحها المعطيات التاريخية هي إن من وافق على العيش في إسرائيل بات مواطنا له كل الحقوق وعليه العديد من الالتزامات مثل أي مواطن يهودي في دولة إسرائيل..أما من حمل السلاح ورفض حق إسرائيل في الحياة فلقد بات لاجئا ومشردا)

علاوة على ذلك، فإن قراء كلا المقالين ممن يشيران إلى “الطرد الجماعي” للفلسطينيين، ربما لم يعرفوا إن الغالبية العظمى من العرب الفلسطينيين قد فروا من قراهم الواقعة داخل أرض فلسطين بسبب انصياعهم لأوامر قياداتهم في هذا الوقت ،  أو بناءً على طلب عدد من القادة العرب الذين وعدوهم بالعودة عقب الانتصار على إسرائيل في حرب ١٩٤٨، وبالطبع كانت هناك خطوات تسببت في تهجير السكان العرب مع تداعيات هذه الحرب ، ولكن كان عددهم أقل بكثير من اللاجئين.

في المقابل، نلاحظ في الفقرة الواقعة تقريبا بعد ١٣ فقرة بالتقرير الإخباري ،  وعندما تناول جوزيف كراوس قضية التهجير الجماعي لليهود من الأراضي العربية والإسلامية في مقالته المنشورة بتاريخ ١٤ مايو، لم يكن هناك أي ذكر لعمليات “الطرد الجماعي” ، وبدلا من ذلك، أشار كراوس بشكل ملطف وخفيف إلى “مئات الآلاف من اليهود الذين جاءوا إلى إسرائيل من الدول العربية خلال الاضطرابات التي أعقبت تأسيسها، رغم أن القليل منهم يريدون العودة”.

صحيح أن قلة من اليهود من الأراضي الإسلامية يريدون العودة إلى بلدان معادية قامت بتطهير عرقي كامل أو شبه كامل لسكانها اليهود، لكن كراوس وفي نفس الوقت يتجاهل أن هؤلاء اليهود الذين جردوا من ممتلكاتهم، والذي يبلغ عددهم تقريبا نحو ٨٠٠ ألف شخص فضلا عن الملايين من أحفادهم ممن ولدوا بعد ذلك، لم يحصلوا على أي تعويض مقابل منازلهم وممتلكاتهم وأعمالهم وأصولهم التي سلبت منهم وفقدوها ، والتي تركوها وراءهم – بعد أن طردوا من أوطانهم الأصلية مفلسين تقريبًا بعد مواجهة المذابح والمذابح والمضايقات والانتهاكات وأعمال التمييز ضدهم.

وعلى عكس العرب الفلسطينيين الذين شنوا الحرب على الدولة اليهودية الوليدة وتم تهجيرهم لاحقًا، فإن اليهود الأصليين الذين طردوا من أوطانهم القديمة لم يشنوا أبدًا حربًا ضد العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس والمغرب وما هو غير ذلك من الدول العربية التي شردوا منها.

بالإضافة إلى ذلك، تقول قصة 14 مايو المنشورة في الوكالة ، كذبًا عن اللاجئين الفلسطينيين: “بعد حرب عام ١٩٤٨، رفضت إسرائيل السماح للاجئين بالعودة. . . عموما وفي الواقع، كما ذكر د. أليكس سفيان مدير مساعد ومدير الأبحاث في مؤسسة CAMERA، إنه وفي بادرة حسن نية على هامش مفاوضات لوزان عام ١٩٤٩، عرضت إسرائيل استعادة ١٠٠ ألف لاجئ فلسطيني حتى قبل أي مناقشة عامة لقضية اللاجئين ، أما الدول العربية، التي رفضت التفاوض وجهًا لوجه مع الإسرائيليين، فقد رفضت العرض لأنه يعني ضمنيًا اعترافها بوجود إسرائيل .

(نداف سافران، إسرائيل: الحليف المحاصر، مطبعة جامعة هارفارد، ص ٣٣٦)

وأخيراً، أفاد كراوس أيضا بصورة خاطئة في 14 أيار/مايو قائلاً: “في غزة، يشكل اللاجئون وأحفادهم حوالي ثلاثة أرباع السكان”…

هذه المعلومة غير صحيحة ، ووفقاً للأونروا، يبلغ إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في غزة ١.٨ مليون فرد (وهذا رقم تقريبي) – أو ٦٥% من إجمالي سكان غزة البالغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة. وليس “ثلاثة أرباع“.

(توضيح : يشمل العدد الأصلي للاجئين في غزة فقط بضعة آلاف من لاجئي عام ١٩٤٨، والعدد المتبقي هو من نسلهم)

عموما وبعد مراسلة مؤسسة كاميرا مع وكالة أسوشيتد برس حول أوجه القصور الصارخة في تغطيتها لـ “النكبة”، نشرت وكالة الأنباء قصة ثالثة عن “الكارثة” الفلسطينية (“يروي الفلسطينيون تاريخًا مؤلمًا مع الحرب في غزة كتذكير”).

وعلى عكس القصتين السابقتين، تضمنت وكالة الأسوشييتد برس هذه المرة بعضًا من التاريخ الأساسي للرفض العربي والعداء الذي أدى إلى ظهور مشكلة اللاجئين الفلسطينيين:

قبل عقود من عام ١٩٤٨، سعى اليهود الفارون من معاداة السامية والاضطهاد في أوروبا إلى إقامة دولة يهودية في مكان اعتبروه موطن أجدادهم (أرض إسرائيل- فلسطين التاريخية). في نوفمبر ١٩٤٧، بعد الحرب العالمية الثانية والمحرقة، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين الانتدابية، التي كانت تحت سيطرة البريطانيين، إلى دولتين – واحدة عربية والأخرى يهودية. ورفضت غالبية الفلسطينيين والعالم العربي القرار. وبعد إعلان إسرائيل استقلالها في ١٤ مايو ١٩٤٨، ورحيل القوات البريطانية، غزت جيوش الدول العربية المجاورة إسرائيل، مما أدى إلى نشوب الحرب.

وتحمل إسرائيل كلا من الفلسطينيين والدول العربية مسؤولية أحداث ١٩٤٨ لأنهم رفضوا قرار التقسيم الذي أقرته الأمم المتحدة وأعلنوا الحرب عليها بعد ذلك. كما تشير إلى أن الفلسطينيين الذين لم يغادروا عام ١٩٤٨ هم مواطنون إسرائيليون (حصلوا على حقوق المواطنة الإسرائيلية الكاملة).

وترفض إسرائيل فكرة حق العودة لأنه إذا تم تنفيذها بالكامل فإنها ستهدد وجودها كدولة ذات أغلبية يهودية. ويشير التقرير إلى أن مئات الآلاف من اليهود أُجبروا على الخروج من الدول العربية أو فروا منها في أعقاب تأسيس إسرائيل واستوعبتهم الدولة المستقلة حديثًا. وقال الزعماء الإسرائيليون إن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تستوعبهم الدول العربية المجاورة أو في دولة فلسطينية مستقبلية. وكان مصير اللاجئين نقطة خلاف رئيسية في محادثات السلام التي تعود إلى التسعينيات.

وفي حين أن قصة وكالة أسوشيتد برس اللاحقة هذه (رغم أنها معيبة) قامت بعمل أفضل نسبيًا في تغطية حرب ١٩٤٨ على نطاق أوسع، إلا أنها التزمت بالصيغة البالية التي تستبعد الوكالة الفلسطينية فيما يتعلق بحالة دير ياسين المحددة. وذكرت الصحفية نورين ناصر من وكالة أسوشيتد برس أن “الميليشيات اليهودية هاجمت، وقُتل أكثر من ١٠٠ فلسطيني، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، فيما يشار إليه الآن باسم مذبحة دير ياسين”.

لكن ناصر لم تلمح إلى ما اعترفت به بعض المصادر العربية، وهي أن الغالبية العظمى من القتلى كانوا مقاتلين متورطين في مهاجمة اليهود، فضلا عن مقتل عدد من الفلسطينيين أثناء الحصار العربي على مدينة القدس، حيث حاول السكان العرب المحليون عزل وتجويع المجتمع اليهودي المحاصر. وفي هذا الصدد يقول عايش زيدان وهو أحد شهود العيان عن هذه الحقبة التاريخية في حديث لصحيفة التلغراف:

“الإذاعات العربية تحدثت عن نساء يقتلن ويغتصبن، لكن هذا غير صحيح… أعتقد أن معظم الذين قتلوا كانوا من المقاتلين والنساء والأطفال الذين ساعدوا المقاتلين. لقد ارتكب القادة العرب خطأ كبيرا. ومن خلال تضخيم الفظائع، ظنوا أنهم سيشجعون الناس على القتال بقوة أكبر. وبدلاً من ذلك، أثاروا حالة من الذعر وهرب الناس”  (ديلي تلغراف، ٨ أبريل ١٩٩٨).

(معلومة إضافية من المترجم غير موجودة بالنص الأصلي: كان الراديو ومحطات الإذاعة العربية هي المصدر الرئيسي للمعلومات في هذا الوقت بالمنطقة والعالم)

ويحاول التقرير الذي نشرته نورين ناصر خلال عنوان فرعي له حمل عنوان “ما أهمية ذكرى النكبة اليوم؟” ربط ذكرى “النكبة” بمخاوف الفلسطينيين المحيطة بحرب غزة الحالية التي بدأت بمذبحة حماس في ٧ أكتوبر في جنوب إسرائيل.

وفي هذا الصدد يقول المقال: “الخوف الآن هو أنه إذا غادر الفلسطينيون غزة تمامًا، فلن يُسمح لهم بالعودة أبدًا، مثل أولئك الذين أجبروا على المغادرة عام ١٩٤٨”.

(توضيح إضافي من المترجم غير مشمول بالنص الأصلي: هذا رأي سياسي بحت..ولا يراعي الفرضية أو الحتمية الحيادية التي يجب ان تتمتع بها تقارير الوكالات العالمية)

هناك نقطة أخرى – تم حجبها عمدًا من قبل الدعاية المناهضة لإسرائيل مدعومة بالتغطية الإخبارية المذعنة للوكالة التي تعتمد في سرديتها على السردية الفلسطينية – وهي أن ما حصل في عام ١٩٤٨، حصل أيضا في عام ٢٠٢٣، حيث شن الفلسطينيون وحلفاؤهم حربًا غير مدروسة ضد إسرائيل، ودفعوا العواقب المؤسفة، ثم زعموا زوراً أنهم ضحايا للعدوان الإسرائيلي.

(توضيح إضافي من المترجم غير مشمول بالنص الأصلي: اعترفت دوائر فلسطينية رسميه بأن إيران تحديدا تقف وراء دعم مذبحة حماس في السابع من أكتوبر ضد إسرائيل لكي توقف عملية التطبيع المرتقبة بين إسرائيل وبعض من الدول العربية وعلى رأسها العربية السعودي ..وهي المصادر التي قالت ذلك علانيه في القنوات العربية عقب حصول هذه المذبحة من حماس)

يذكر وفي هذا الصدد تم تحديث هذا المنشور في 20 مايو/أيار ليشمل على معلومات تتعلق بتغطية وكالة أسوشييتد برس لمذبحة حماس في ٧ أكتوبر/تشرين الأول، والتي ربطت ما حصل في النكبة عام 1948 بما جرى في السابع من أكتوبر.

بقلم: تمار ستيرنثال

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *