باب “الجزيرة” الدوار: الإيقاف عن العمل ثم العودة من جديد بعد نشر “فيلماً وثائقياً” ينكر المحرقة…

أثار “فيلم وثائقي” نشرته قناة “الجزيرة” عام 2019، بدعوى تثقيف المشاهد العربي حول المحرقة، ضجة بينما احتوى على مقاطع تنفي قيام ألمانيا النازية بإبادة يهود أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.

وبعد يوم واحد من إذاعة الفيلم، قامت القناة بحذفه من موقعها على شبكة الإنترنت ونأت بنفسها عن إنتاجه كما أوقفت اثنين من إعلامييها عن العمل لقيامهما بإنتاجه، وهما الصحفية الفلسطينية منى حوا والمنتج والمحرر السوري عامر السيد عمر. كما وجهت رسالة إلى موظفي الشبكة، موقعة من المدير التنفيذي للدائرة الرقمية ياسر بشر، دعت فيها إلى إنشاء “برنامج إلزامي للتدريب والتوعية بالنزاهة الصحفية”.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، عاد عمر إلى الظهور على شاشة الجزيرة بالعربية اعتباراً من مايو/أيار 2020، بل أنه تولى التدريس في دورة تحت عنوان “فن الحكاية على وسائل التواصل الإجتماعي” أقيمت في إسطنبول بالتعاون مع “معهد الجزيرة للإعلام” وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2019، أي بعد أقل من سبعة أشهر من إيقافه عن العمل. وعند كتابة هذه الأسطر ما زال “معهد الجزيرة” يصفه بأنه أحد خبرائه.

وفي فترة ظهور الشريط قامت “كاميرا عربية” بتوثيق ما لا يقل عن تسعة أمثلة على إنكار المحرقة في الوثائقي. وعدا الأكاذيب الأخرى التي تضمنها ثمة مقولات مضللة من بينها:

1. وصف إبادة ستة ملايين يهودي على أيدي النازيين بأنه “رواية تبنتها الحركة الصهيونية”.

2. الإشارة إلى أن سبب كون اليهود يحتلون الصدارة في ذكرى الحرب العالمية الثانية يرجع إلى كون الأربعينيات شهدت “مجموعات يهودية تملك موارد مالية ومؤسسات إعلامية ومراكز بحث ومعاهد أكاديمية قادرة على إبراز الضحايا اليهود بقدر أكبر”.

3. وصف إسرائيل بأنها “أكثر المستفيدين من المحرقة” (بسبب هجرة اليهود إلى إسرائيل والتعويضات التي دفعتها لها ألمانيا).

4. اتهام إسرائيل (بطبيعة الحال) بأنها “تلجأ إلى نفس التبريرات التي لجأ إليها النازيون في حملتها للتطهير العرقي وإبادة الفلسطينيين“، ذلك أن “الأيديولوجية الرئيسية من وراء تأسيس دولة إسرائيل تعتمد على فرضية قومية ودينية وجغرافية متغذية بروح النازية ومبادئها الأولى”.

ويفيد بروفايلا حوا وعمر على “لينكد إن” بأنهما ظلا يعملان في قناة “الجزيرة” منذ عام 2016 ومنذ عام 2015 على التوالي.

ويمثل بروفايل حوا على “لينكد إن” والذي تفيد ضمنه أيضاً بأنها “مشغلة ذاتياً”، إشارة وحيدة إلى أنها ما زالت تتلقى أجرها من “الجزيرة”.

وفي مايو/أيار الماضي، وخلال حملة “حارس الأسوار”، شاركت حوا في مظاهرات مناهضة لإسرائيل في كندا، وضمن تغريدة تم حذفها لاحقاً أشادت مراسلة “بي بي سي عربي” في عمّان ليلى بشار الكلوب بدعاية حماس الببغاوية الصادرة عنها باعتبارها “عملاً صحفياً متميزاً”.

وشاركت مؤخراً حوا التي تقيم في فانكوفر والدوحة بالتناوب في ندوة أقيمت في العاصمة القطرية جنباً إلى جنب مع نجمة “لندن تايمز” الجديدة منى الكرد.

ورغم استمرار حوا وعمر في تقديم نفسيهما على أنهما صحفيان في “الجزيرة”، إلا أن أياً منهما لم يعترف علناً بالخطأ الذي ارتكباه في الشريط الأصلي، ناهيك عن الاعتراف بأن الإبادة الجماعية لليهود لم تكن مجرد “رواية صهيونية”، إنما العكس هو الصحيح، فقد نشرت حوا بياناً غير مسبوق حين تم إيقافها عن العمل. كما صورت بعد ذلك إسرائيل (“الاحتلال” أو “الكيان” أو “النظام الصهيوني” كما درجت على وصفها) بأنها “نازية” فيما لا يقل عن أربع مناسبات ضمن تويتر وحده. بل أكثر من ذلك: ليس ثمة أي دليل على كون حوا وعمر اشتركا يوماً في “برنامج تدريبي وتوعوي” من النوع الذي وعدت به “الجزيرة” بهدف تحسين تغطيتها لليهود وغيرهم من الأقليات.

أنظر إلى التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *