تمكن فريق “كاميرا العربية” من إقناع وكالة “رويترز” للأنباء بتصحيح تقرير لها كانت قد نشرته باللغة العربية يوم 22 فبراير/شباط 2019. وقد تناول التقرير المذكور احتجاجات الفلسطينيين الجارية على حدود قطاع غزة مع إسرائيل واصفًا إياها بما يلي:
“وتدعو الاحتجاجات […] إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى الأراضي التي طُرد منها آباؤهم عام 1948”
وعلیه لم یبق أمامنا سوى أن نشير إلى أن استخدام كلمة “طرد” مصطلحًا حصريًا لوصف أحداث 1948 التاريخية يشكل استخدامًا مضللًا، مع العلم أن قضية مغادرة مئات الآلاف من الفلسطينيين لديارهم إبان حرب 1948 صارت موضع خلاف شديد بين المؤرخين أنفسهم، غير أن غالبيتهم تقرّ بأن معظم هؤلاء الفلسطينيين لم يتم طردهم عنوةً بل غادروا مدنهم وقراهم طواعية لجملة من الأسباب دون أن يجبرهم أحد على الفرار (أنظروا بهذا الشأن تقريرًا سابقًا لـ”كاميرا” باللغة الإنجليزية بهذا الخصوص).
وتتسق النسخة الإنجليزية من تقرير رويترز الآنف الذكر مع هذه الحقيقة التاريخية مثلما ينسجم معها تقريران سابقان نشرهما موقع “رویترز العربية” خلال شهر يناير/كانون الثاني 2018. إذ وصفت النسخة الإنجليزية للتقرير الاحتجاجات في القطاع بأنها “تدعو إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى الأراضي التي فر منها أسلافهم أم أجبروا على الفرار عام 1948” [ترجمة “كاميرا العربية”]. وكان التقریران السابقان لرويترز باللغة العربية فيفيد كلاهما بشكل متطابق تقريبًا بأن الفلسطينيين “يطالبون […] بحق العودة إلى ديارهم التي طُرد منها آباؤهم وأجدادهم أو فروا عند قيام إسرائيل بعد حرب عام 1948”.
واستجابت وکالة “رويترز” لمراجعة فريق “كاميرا العربية” إياها بطلب تصحيح الصيغة المضللة المنوَّه بها. وتتناغم الصيغة المعدَّلة الواردة حاليًا في موقع الوكالة مع الحقيقة التاريخية كونها تطابق صيغة تقارير رويترز نفسها المذكورة أعلاه حيث جاء فيها ما يلي:
“وتدعو الاحتجاجات […] إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى الأراضي التي فر منها آباؤهم أو أُجبروا على الفرار عام 1948.”
ويشار إلى أن صيغة التقرير الجديدة ما زالت تتضمن كلمة “آباء”, غير أن الفلسطينيين يطالبوا اليوم بالعودة إلى أراضٍ وديار كان سكانها قد غادروها قبل اكثر من سبعين سنة. وعليه كانت تقارير “رويترز” المختلفة تستخدم حتى الآن مصطلحات بديلة كـ”أسلاف” أو “أجداد” لوصف اللاجئين حيث يعتبر فريق “كاميرا العربية” هذه المصطلحات أكثر دقة.