لقد تضمن تقرير أصدرته صحيفة “إندبندنت عربية” اللندنية في الرابع من مايو/أيار 2023، بقلم مراسلها في قطاع غزة عز الدين أبو عيشة، ثلاثة أخطاء. ولعلها ليست المرة الأولى التي تصدر عن “إندبندنت عربية” أخطاء من هذا النوع، أغلبها نتاج تسرع وعدم تدقيق في المعلومات المنقولة عن وكالات الأنباء العالمية – وبعضها نابع عن تحيز ضد إسرائيل. ها هو نص الفقرة المشار إليها:
“كما قال رئيس مجلس مستوطنة سديروت نيغيف عيدان، إن الحكومة الحالية حولت المستوطنين في غلاف غزة لمواطنين من الدرجة الثانية، ولم تستطع القبة الحديدية اعتراض عشرات الصواريخ ولم تسهم في حماية الجبهة الداخلية.”
في سياق تغطيتها للمواجهة الأخيرة التي دارت بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي، وصف المحرر المدن والبلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة والتي قُصفت بالقذائف والصواريخ، في المنطقة المعروفة إعلامياً تحت مسمى “غلاف غزة”، بالمستوطنات؛ علماً بأنها تقع في المجال السيادي لدولة إسرائيل وفي رقعة غير متنازعٌ عليها. وبالتالي فسكانها ليسوا “مستوطنين” وإنما مواطنين إسرائيليين.
والجدير بالذكر أن المقال نفسه يعرف سديروت أسفل الصورة الظاهرة في بداية النص (المأخوذة عن موقع وكالة الأنباء الفرنسية)، والتي تحتوي على أكبر تجمع سكاني في المنطقة الحدودية، على أنها “مدينة” وليست “مستوطنة”. كما أن اسم البلدة المذكورة في ذات الفقرة هو “سادوت نيغيف”، وليس “سديروت نيغيف”، واسم عمدتها “تامير عيدان”.
لقد قامت مؤسسة “كاميرا” على الفور بالاتصال بمحرر التقرير لطلب تصحيح الأخطاء. وعد السيد عز الدين أبو عيشة “كاميرا” بعرض الملاحظات على إدارة تحرير الجريدة البريطانية لتصحيح الأخطاء “في غضون ثلاثة إلى أربعة أيام”، حسب قوله، إلا أن ذلك لم يتم حتى هذه اللحظة، رغم تكرار الطلب.
