“إندبندنت عربية” تصف إرهابيين بأنهم “جنرالات الصبر”…

مرة أخرى تفشل النشرة العربية لصحيفة “إندبندنت” في الالتزام “بالمعايير العالمية المعروفة وميثاق السلوك والعرف الراسخ” التي تسير عليها النشرة الإنجليزية (رغم إعلان هيئة التحرير لتلك المبادئ عند تدشين الموقع باللغة العربية). هذه المرة كان خليل موسى، مراسل الصحيفة في الضفة الغربية، هو الذي كتب ما يلي بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني:

بالتقدير والاحترام يتعامل الفلسطينيون مع الأسرى في السجون الإسرائيلية باعتبارهم ‘أسرى الحرية’، وضحوا بزهرة شبابهم من أجل أن ينعم بقية أفراد الشعب الفلسطيني بالاستقلال والتحرر. وتتضاعف تلك النظرة حين يتعلق الأمر بالأسرى القدامى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 سنة، إذ يوصفون بـ’عمداء الأسرى’، فيما يوصف الذين أمضوا في السجن مدة زمنية تفوق الـ25 سنة ب’جنرالات الصبر’.

ويبلغ عدد عمداء الأسرى في السجون الإسرائيلية أكثر من 121 سجيناً ويزداد عددهم سنوياً مع وجود أكثر من 500 أسير محكومين بالمؤبد، اعتُقل معظمهم عندما بلغت الانتفاضة الثانية أوجها بين عامي 2002 و2003.

[…]

ثم يواصل موسى تقريره حول مطالبة السلطة الفلسطينية لإسرائيل بإطلاق سراح مجموعة مكونة من 25 سجيناً، تم اعتقالهم جميعاً قبل عام 1993.

من هم إذن الفلسطينيون الذين تم سجنهم في إسرائيل منذ عامي 2002-2003، ويبدو أنهم مقبلون على جعلهم “جنرالات للصبر” بعد فترة وجيزة؟

ما نوع الأشخاص الذين يقال إن الفلسطينيين معجبون بهم لأنهم “يضحون بزهرة شبابهم” من أجل “استقلال وتحرير” غيرهم؟

والأهم من كل ذلك: بأي جريمة حوكموا؟

هذه التساؤلات لا يجيب عنها خليل موسى.

وعليه، ولإظهار مدى طمسه (هو و”إندبندنت”) للإرهاب، نورد فيما يلي عدة أمثلة على عدة “جنرالات صبر” فلسطينيين محتملين:

  • اعتقل مخطط اعتداءات حماس الإرهابية مجدي زعتري في سبتمبر/أيلول 2003 ثم حكم عليه في مايو/أيار 2005 بالسجن المؤبد 23 مرة متراكمة، لقتله 23 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 3 أشهر و73 سنة. وكان زعتري أقدم على تجنيد وتسليح الانتحاري الذي فجر نفسه بين ركاب حافلة كانت تسير على الخط 2 في القدس في أغسطس 2003، كما ساعد الانتحاري يوم الاعتداء على ارتداء ملابس يهودي متزمت (حريدي) ثم أوصله إلى موقف الحافلة، حيث ركبها.
  • حكم في مايو/أيار 2004 على صانع المتفجرات التابع “للجهاد الإسلامي” أنس جرادات والمعتقل منذ مايو/أيار 2003 بالسجن المؤبد 35 مرة متراكمة، لقتله 14 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 16 و68 عاما إضافة إلى 17 جنديا إسرائيليا. وكما يرد وبحق ضمن سيرة حياته المنشورة على موقع الجهاد الإسلامي، كان جرادات العقل المدبر من وراء الاعتداءين التفجيريين الانتحاريين في الحافلتين في عام 2002، واللذين استهدفا الضحايا.
  • تم في مارس/آذار من عام 2003 اعتقال صانع المتفجرات العضو في حماس عبد الله البرغوثي، ليحكم عليه في ديسمبر/كانون الأول من عام 2004 بالسجن المؤبد 67 مرة متراكمة، لقيامه بقتل 66 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 2 و79 عاما وجندي إسرائيلي، إضافة إلى جرح ما يزيد عن 500 شخص آخر. وقد أقر البرغوثي بقيامه بصنع عبوات ناسفة فتاكة (حمل انتحاريون جميعها باستثناء واحدة) استهدف بها الضحايا، كما أعرب عن اسفه لعدم تمكنه من قتل المزيد منهم قبل اعتقاله. وخلال تلاوة حكمه افتخر البرغوثي بأنه علّم العديد من زملائه كيفية صنع القنابل، مؤكدا أن إسرائيل ستوجه خلال مدة وجيزة تهما أضخم من تلك التي وجهت إليه (علما أن ذلك لم يتحقق، إذ تبقى العقوبة المفروضة على البرغوثي هي الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل).
  • مجنِّد الانتحاريين في حماس رائد خوطري تم اعتقاله في مارس/آذار 2003 وحكم عليه في يوليو/تموز 2004 بالسجن المؤبد 22 مرة متراكمة، بعد إدانته بقتل 20 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 15 و35 سنة إضافة إلى جندي إسرائيلي، كما أصاب بجروح ما يزيد عن 100 آخرين. وكان خوطري قام بتجنيد الانتحاري الذي فجر نفسه في المدنيين في اعتداء “الدولفيناريوم” بتل أبيب خلال شهر يونيو/حزيران / يونيو 2001.
  • تم اعتقال مجند الانتحاريين ومسيّرهم في حماس محمود أبو وردة في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، ثم الحكم عليه في عام 2004 بالسجن المؤبد 48 مرة متراكمة لإدانته بقتل 33 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 16 و66 عاما و13 عسكريا إسرائيليا وجرح عشرات الآخرين. وكان الانتحاريون الثلاثة الذين جندهم وسيرهم أبو ورد قد ارتكبوا اعتداءاتهم خلال أسبوع واحد وبين 25 من فبراير/شباط و5 من مارس/آذار 1996. (وجاء في موقع حماس الرسمي أن أبو وردة علق على الحكم الصادر بحقه بقوله إن منفذي العمليات الاستشهادية لا ينتحرون، إنما يستشهدون إرضاء لربهم، كما خاطب قضاته والإسرائيليين اليهود ممن حضروا محاكمته قائلا إن اليهود كانوا يعيشون بإباء وشرف تحت حماية الدولة الإسلامية، بينما قامت أمم وحضارات أخرى بإهانتهم. أما الآن فهم يقدمون على قتل المسلمين ليل نهار، ولكن دولتهم سيقضي عليها الشباب المسلمون، ثم راح يهدد قضاته مؤكدا لهم أنهم لو زادوا حكمهم عليه 50 مؤبدا، إلا أن دورهم آت لا محالة.)
  • اعتقل عباس السيد القائد في حماس في شهر مايو/أيار من سنة 2002، وتم الحكم عليه في يناير/كانون الثاني من عام 2006 بالسجن المؤبد 35 مرة متراكمة، لقتله 33 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 21 و90 سنة إضافة إلى جنديين إسرائيليين. وبصفته رئيسا لمجموعات حماس في مدينة طولكرم تمثل أحد الاعتداءين اللذين كان مسؤولا عنهما في ارتكاب “تفجير عيد الفصح” في عام 2002، والذي يعتبر أكبر اعتداء إرهابي دموي في تاريخ إسرائيل.   
  • تم اعتقال ناصر عويص أحد قادة فتح (“تنظيم” وكتائب شهداء الأقصى) في أبريل/نيسان من عام 2002، ثم حكم عليه في مايو/أيار 2003 بالسجن المؤبد 14 مرة متراكمة، بعد إدانته بقتل 12 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 9 أشهر و79 سنة، إضافة إلى شرطيين. وكان عويص هو من قام بتجنيد مرتكبي الاعتداء وتدريبهم وتزويدهم بالسلاح وإرسالهم لإطلاق النار على الضحايا. وعلق على الحكم الصادر بحقه بقوله إنه “بمحاربته للاحتلال” لم يكن قد “ارتكب أي سوء”.  
  • اعتقل في أبريل/نيسان من عام 2002 ثابت مرداوي القائم على إرسال الإرهابيين لتنفيذ فعلتهم، وصدر بحقه حكم بالسجن 21 مرة متراكمة زائد 40 سنة، لإدانته بقتل 15 مدنيا تراوحت أعمارهم بين 22 و85 سنة إضافة إلى 6 جنود وجرح 191 آخر. وقد اعترف مرداوي بإرسال 5 انتحاريين و3 إرهابيين تمثلت مهمتهم بإطلاق النار، ولكنه لم يعبر عن ندمه. يلاحظ أن مرداوي وخلال المعركة التي دارت في جنين والتي اعتقل خلالها أظهر اللامبالاة بحياة الفلسطينيين أيضا، إذ كشف للمحققين معه أنه هدم بيوت عدد من الفلسطينيين من خلال تفجير بالونات الغاز كجزء من معركته ضد الجنود الإسرائيليين.

أنظر إلى التقرير الأصلي بنسخته الإنجليزية، كما ورد في موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *