في مقدمة مقطع فيديو يتناول تداعيات تفشي وباء كورونا في قطاع غزة، قد تم نشره على حساب “بي بي سي” العربية على اليوتيوب في السادس عشر من أبريل/نيسان 2020، يمكن قراءة ما يلي:
“فالقطاع الذي يعيش تحت وطأة الحصار الإسرائيلي منذ العام 2007، يُعَّد الأكثر كثافة سكانية في العالم.”
وقد إتصل على الفور فريق عمل القسم العربي لمنظمة “كاميرا” بقناة “بي بي سي” العربية لتوضيح الآتي:
أولاً، لا يجوز الإدعاء بأن “قطاع غزة يعيش تحت وطأة الحصار الإسرائيلي”، حيث أن الحصار المفروض على القطاع هو حصاراً مشتركاً بين إسرائيل ومصر؛ وذلك منذ إنقلاب منظمة حماس الإرهابية على المؤسسات الفلسطينية الشرعية وفرض سيطرتها بالحديد والنار على القطاع. وينبغي الإشارة هنا إلى أن العديد من وكالات الأنباء قد كفت عن إستخدام هذه العبارة الغير دقيقة وإستجابت لتصحيح “كاميرا” لها في السابق مثل وكالة رويترز على سبيل المثال.
ثانياً، لا يُعَّد قطاع غزة، البالغ 4987 نسمة للكيلومتر المربع، الأكثر كثافة سكانية في العالم، وذلك بحسب معطيات موقع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في منتصف العام 2007. فيأتي القطاع في المرتبة الرابعة بعد ماكاو (21346)، موناكو (15322)، سنغافورة (8188)، هونغ كونغ (6491) وقبل جبل طارق بقليل (4522). وبحسب الإحصائيات الفلسطينية نفسها، المستمدة من تقرير الجـهـاز الـمـركـزي لـلإحـصـاء الـفلسطيني للعام 2009، فُيعَّد قطاع غزة في المرتبة الخامسة من حيث الكثافة السكانية (5453 نسمة للكيلومتر المربع). وأما عن الكثافة السكانية لمدينة غزة وحدها، فهي أقل كثيراً من مئات المدن في العالم. قناة “بي بي سي” العربية نفسها قد أكدت في السابق بأن عدد سكان مدينة غزة لا يفوق إحدى أحياء العاصمة البريطانية لندن.
وبالرغم من عدم إقدام “بي بي سي” العربية حتى الآن على تصحيح الخطأ الأول، إلا أنها قد تراجعت عن الخطأ الثاني في الواحد والعشرين من إبريل/نيسان 2020 وقامت بإعادة صياغة العبارة الوارد ذكرها في بداية المقال على النحو التالي: “يُعَّد [قطاع غزة] واحدًا من الأكثر كثافة سكانية في العالم.”
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.