كانت شبكة “سكاي نيوز عربية” محور اهتمام فريق (كاميرا العربية) بسبب حالات سابقة من التحيّز الإعلامي الذي رصدناه لدى متابعتنا لكيفية تغطيتها للشأن الإسرائيلي الفلسطيني، بصورة ألقت بظلال كثيفة من الشك على تباهي الشبكة بكونها منبرًا للإعلام الحرّ كونها تحمل اسم شبكة “سكاي” البريطانية ذائعة الصيت عالميًا.
على الرغم من الإعلان حديثًا عن اتفاقية السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتخذ “سكاي نيوز عربية” من عاصمتها أبو ظبي مقرًا لها، فإن الشبكة تواصل في بعض الأحيان استخدام المصطلحات التي تنزع، ولو ضمنًا، الشرعية عن إسرائيل بحدودها المعترف بها دوليًا (قبل 1967). وهكذا مثلاً أعادت “سكاي نيوز عربية” مؤخرًا (وتحديدًا في تقرير مصوَّر لها تم نشره على موقعها الإلكتروني يوم 12 أغسطس/آب 2020) توصيف التجمعات السكنية الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بـ”المستوطنات” (أنظر الصورة أدناه).
غير أن ما استرعى انتباه فريقنا هذه المرة يدور حول ما يبدو وكأنه تبعية كاملة لـ”سكاي نيوز عربية” للخط السياسي لدولة الإمارات، مما يجعلها- بالمناسبة- تقف أيضًا في خانة غيرها من وسائل الإعلام التي تتظاهر بالحيادية فيما أنها تخدم عمليًا أجندات سياسية وإعلامية لدول معينة. وفيما يخصّ موضوعنا فقد اختارت “سكاي نيوز عربية” العنوان التالي لتقريرها حول الإعلان الإسرائيلي – الإماراتي – الأميركي المشترك الذي صدر يوم 13 أغسطس/آب 2020 بشأن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات:
اتصال هاتفي ثلاثي يوقف ضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية
ويبدو جليًا من صياغة العنوان أعلاه أنه جاء لتهميش اتفاق السلام والتشديد على الإنجاز السياسي الذي حققته دولة الإمارات، من منظورها، متمثلاً بموافقة إسرائيل على تجميد خطتها السابقة لضم أجزاء من الضفة الغربية. وهكذا تجاهلت “سكاي نيوز عربية” عمدًا الحدث التاريخي نفسه ألا وهو عقد اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة الإمارات. ويُستدل من استطلاع سريع لعناوين وسائل الإعلام الأجنبية الأخرى الناطقة بالعربية، التي يتابعها فريقنا باستمرار، أن جميعها أكدت أهمية الحدث الدبلوماسي بحد ذاته، حيث نورد تأكيدًا لذلك بعض تلك العناوين:
“ اتفاق سلام إماراتي – إسرائيلي برعاية أميركية مقابل وقف ضم الضفة”
بي بي سي العربية: “ الإمارات وإسرائيل تتفقان على إقامة علاقات رسمية”
وكالة رويترز بالعربية: “إسرائيل والإمارات تتفقان على تطبيع العلاقات في تغيير للمشهد السياسي بالمنطقة”
وكالة الأنباء الفرنسية / موقع france24 بالعربية: “اتفاق “تاريخي” لتطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل”
EuroNewsبالعربية (علمًا بأن مكاتبها الرئيسية تقع في الإمارات): “ترامب: اتفاق “تاريخي” حول تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل”
موقع دويتشه فيله الألماني بالعربية: “ الإمارات وإسرائيل تعلنان تطبيع علاقاتهما برعاية ترامب ”
شبكة سي إن إن العربية (لديها أيضًا مكاتب في الإمارات): “بيان مشترك: اتفاق على “تطبيع كامل” للعلاقات بين الإمارات وإسرائيل”
شبكة الحرة الأميركية:“ِ اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات”
وعليه يبدو أن غياب المفردات الرئيسية الخاصة بالحدث موضوع التغطية، أي “اتفاق السلام”، عن تغطية “سكاي نيوز عربية” له لم يكن وليد الصدفة بل جاء لاعتبارات سياسية واضحة انطلاقًا من رغبة دولة الإمارات في تحاشي الانتقادات الموجهة إليها بتقديم “التطبيع المجاني” لإسرائيل وتأكيد أهمية الاتفاق المذكور من حيث مساهمته في عرقلة خطة الضم الإسرائيلية المنوَّه بها.
أنظر التقرير المنشور أصلاً بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”