“بي بي سي عربي” تصحح جزئياً إشارتها الخاطئة إلى تل أبيب على أنها عاصمة إسرائيل

قطعة من صورة جاستين ماكنتوش. Picture taken by Justin McIntosh,, CC BY 2.0 , via Wikimedia Commons

بين يوليو/تموز 2020 ويناير/كانون الثاني 2021، قدم فريق منظمة “كاميرا” باللغة العربية ما لا يقل عن عشر شكاوى لرؤساء تحرير موقع “بي بي سي عربي” المختلفين بشأن الاستخدام الخاطئ لاسم تل أبيب للإشارة إلى دولة إسرائيل أو إلى الحكومة الإسرائيلية، وذلك في إطار النهج الإعلامي المنتشر والذي يصر على اعتبار تل أبيب عاصمة إسرائيل.

خلال الأسابيع الماضية، قامت “بي بي سي عربي” بتصحيح الخطأ في المقالات كانت قد نشرت باللغة العربية وفي مقالاً واحداً كانت قد نشرت باللغتين العربية والإسبانية. في التصحيحات التي قامت بها “بي بي سي عربي”، تم استبدال اسم “تل أبيب” (كإشارة إلى إسرائيل) بكلمة “إسرائيل” أو “الحكومة الإسرائيلية” في بعض الأحيان. أي أن التصحيح نسبي نظراً لعدم استخدام اسم “أورشليم القدس” للإشارة إلى البلد، كونها عاصمة إسرائيل الفعلية. ولكن على الأقل فإن “بي بي سي” البريطانية وكذلك “دويتشه فيله” الألمانية قبلتا بواقع لا شك فيه، وهو أن تل أبيب ليست عاصمة إسرائيل.

القنوات الناطقة بالعربية التي اتبعت نفس الموقف حتى يومنا هذا هي: “سي إن إن عربي” وقناة “الحرة” الأمريكية. أما عن القنوات الناطقة بالإنجليزية، فأهمها: “نيوزويك” (الولايات المتحدة)، “هآرتس” (إسرائيل)، “وكالة فرانس برس” (فرنسا)، “إنديا توداي” (الهند)، “ذي إندبندنت” (المملكة المتحدة)، “ذا تايمز” (المملكة المتحدة) و”الغارديان” (المملكة المتحدة). جريدة “لوس أنجلوس تايمز” كانت قد صححت نفس الخطأ في السابق (قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى أورشليم القدس) معلنةً في أحد أعدادها:

“هذا المقال أعطى انطباعاً وكأن تل أبيب هي عاصمة إسرائيل. في حين أن العاصمة هي أورشليم القدس، حتى وإن كانت الولايات المتحدة وكذلك أغلب دول العالم لا تعترف كلياً بهذا الأمر وتضع سفاراتها في تل أبيب.”

والجدير بالذكر هنا هو أن لقناة “بي بي سي عربي” عادة غريبة تتمثل في تقديم أحداث سياسية كانت قد وقعت في أورشليم القدس، كاجتماعات أو قمم، على أنها وقعت في تل أبيب…

أحد النماذج التي وردت مؤخراً كان نقل المسؤول الفلسطيني الراحل صائب عريقات إلى المشفى الإسرائيلي “هداسه عين كرم” لتلقي العلاج إثر اصابته بفيروس “كورونا”. فعلى الرغم من أن المشفى يقع في أورشليم القدس، إلا أن “بي بي سي عربي” قد أشارت إليه في الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2020 على أنه في تل أبيب! وكذلك التقرير الذي أخبر بوفاة السيد عريقات في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2020 نقل بشكل أعمى إعلان منظمة التحرير الفلسطينية المدعي بأن المغفور له فارق الحياة في تل أبيب.

والمثال نفسه ينطبق على مقال الصحفي في قناة “بي بي سي عربي” علي هاشم الذي وصف في شهر يونيو/حزيران 2019 اجتماعاً كان قد ضم مستشاري الأمن القومي لإسرائيل، الولايات المتحدة وروسيا بقمة “تل أبيب”، في حين أن الاجتماع كان قد تم انعقاده في أورشليم القدس.

إلا أن فريق تحرير القناة قد قام مشكوراً بتصحيح كل هذه الأخطاء في نهاية المطاف، بناءً على طلب منظمة “كاميرا”.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *