صحفي في قناة “بي بي سي عربي” يتأسف على تهنئة الإمارات لإسرائيل بمناسبة عيدها الوطني

أثناء احتفال إسرائيل بذكرى استقلالها والذي يعد عيدها الوطني في الخامس عشر من أبريل/نيسان 2021، تم إطلاق قذيفة على محيط مدينة سديروت الإسرائيلية من قطاع غزة. ولم تتطرق قناة ‘بي بي سي عربي” على الإطلاق لهذا النبأ، على الرغم من تغطية “بي بي سي” الإنجليزية للحدث وكذلك على الرغم من علم مراسلي القناة في المنطقة بتفاصيل الواقعة. رداً على هذ الاعتداء والذي يعد خرقاً للهدنة القائمة بين إسرائيل وحركة حماس، قام الجيش الإسرائيلي بعملية محدودة النطاق في القطاع.

ويذكر أن إسرائيل قد حصلت على استقلالها من المملكة المتحدة في الرابع عشر من مايو/أيار 1948، ولكن يتم إحياء هذه الذكرى سنوياً وفقاً للتقويم العبري ولذلك وافق هذا التاريخ الخامس عشر من أبريل/نيسان هذا العام.

في الوقت الذي لم تذكر فيه “بي بي سي عربي” واقعة الاعتداء على إسرائيل، نشرت تقريراً على موقعها الإلكتروني تحت عنوان “مغردون: الإمارات تهنئ إسرائيل بذكرى استقلالها بينما غزة تحت القصف”، أتت فيه بعدد من التغريدات المعلقة على التهنئة الإماراتية:

“سفارة دولة الإمارات في إسرائيل تتمنى لمواطني دولة إسرائيل عيد استقلال سعيد!”

والغريب في الأمر أن جميع التغريدات التي نقلها التقرير، معتبراً إياها تعبيراً عن رأي الشارع العربي، معادية للتهنئة ومتهمة الإمارات بالتخاذل في حق القضية الفلسطينية. وعلى الرغم من أن أغلب التغريدات عارضت حقاً البرقية الإماراتية، إلا أن الكثير من التغريدات الأخرى رحبت بها ولم تذكر في التقرير. في حين أن التقرير اعى حرصه على تقديم مختلف أراء المغردين.

والأكثر غرابة هو أن نكتشف بأن أحد المغردين المناهضين لسياسة التطبيع الإماراتية والذي عبر عن معارضته لها من خلال تغريدة، هو نفسه من مراسلي قناة “بي بي سي عربي”! اسمه فيراس كيلاني وهو من مواليد سوريا في العام 1976 وحاصل على الجنسية البريطانية منذ العام 2015. ولكنه وحتى يومنا هذا يعتبر نفسه “لاجئ فلسطيني” ويقول أن أسرته تنتظر العودة على فارغ الصبر فيما أصبح “دولة إسرائيل” قبل ثلاث وسبعون عاماً. كما هو واضح، فقد حذف الإعلامي تغريدته؛ إلا أنها لا تزال مُسجلة على هذا الرابط.

نذكر هنا بأن ميثاق “بي بي سي” الإعلامي يشدد على ضرورة أن يلتزموا صحفيوا القناة بالحد الأدنى من الحياد والموضوعية في تغطية وتحليل الأحداث. ومن الواضح ومن خلال متابعة كتاباته ونشاطه المتواصل أن السيد فراس كيلاني لا ينطبق عليه هذا الوصف. كما له تقرير مسجل قد صدر قبل ثلاثة أعوام عن “يوم النكبة” وآخر عن “مسيرة العودة” غاية في التحيز وعدم الموضوعية.

وعليه نطالب إدارة قناة “بي بي سي عربي”، إن كانت ما زالت ترغب في الحفاظ على سمعتها كقناة موضوعية ومحايدة، واستناداً إلى ميثاقها، ألا تكلف فراس كيلاني مجدداً بتغطية أحداث خاصة بإسرائيل أو متعلقة بها.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *