“كاميرا عربية” تقنع “إندبندنت عربية” بالإقرار بحقيقة كون إسرائلييْن محتجزيْن في قطاع غزة مدنييْن.. ولكن..

أجرى فريق “كاميرا عربية” على مدى الأشهر الماضية اتصالات متكررة مع موقع “إندبندنت عربية” أسفرت عن تغيير صياغة مراسله في قطاع غزة، عز الدين أبو عيشة، لدى تغطيته قضية المواطنيْن الإسرائيلييْن المحتجزيْن منذ سنوات في قطاع غزة، أفيرا منغيستو وهشام السيد. وبالتالي أقرّ المراسل أبو عيشة في تقرير له عن القضية (في أبريل/نيسان الماضي) بحقيقة كون الاثنين مدنييْن وليسا عسكرييْن، على الرغم من أنه أضاف متحفظًا أن الأمر يعود إلى الرواية الإسرائيلية المصادق عليها من منظمة العفو الدولية (أمنستي). كما لاحظ فريقنا سعي المراسل أبو عيشة لتحرّي الدقة في الأمر عند تغطيته للقضية يوم 5 يونيو/حزيران الماضي، حيث كتب أن أي صفقة تبادل مقبلة محتملة بين إسرائيل وحماس ستشمل

“رفات جنديين فقدا في العملية العسكرية على غزة في عام 2014، وهما هدار غولدين وأورون شاؤول، وآخرَين مدنيَين يحملان الجنسية الإسرائيلية لكن أصولهما عربية وغير معروف مصيرهما بعد، وهما هشام السيد وإفرا منغيستو”

غير أن هذا النهج السليم لم يدُم طويلاً لشديد الأسف. إذ تضمن التقرير التالي  للمراسل أبو عيشة، والذي جاء بعد مضي 4 أيام على سابقه لا أكثر (9 يونيو/حزيران الماضي)، الفقرة ذات الصياغة الملتبسة الآتية:

أما الأسيران الآخران فهما، هشام السيد من أصول عربية ويحمل الجنسية الإسرائيلية، وأفيراهم منغستو، يهودي من أصول إثيوبية، دخلا غزة سيراً على الأقدام في وقتَين مختلفَين وفي ظروف غير واضحة. وتقول إسرائيل و”منظمة العفو الدولية” إنهما مدنيان، فيما يفيد ذووهما بأنهما جنديان سُرحا من الجيش.”

أربعة جنود

(…)

وتحتجز “حماس” أربعة إسرائيليين في قطاع غزة، من بينهم الجنديان أرون شاؤول وهدار غولدين، (…) بينما تدعي إسرائيل أنهما قُتلا، وتؤكد “منظمة العفو الدولية” هذه الرواية، في حين لم تفصح “كتائب القسام” عن أي معلومات بشأنهما، لكنها أرسلت إشارات تدل أنهما على قيد الحياة.

يجب الإشارة إلى أن حتى هذه الصيغة أفضل من بعض سابقاتها، غير أنها تحتوي على نقاط غير دقيقة تجافي الحقيقة وهي كالآتي:

  • لم يتم تسريح المواطن منغيستو من الخدمة العسكرية، علمًا بأنه لم يكن مدرجًا أصلاً على قوائم المجندين.
  • إن ذوي منغيستو لم يقدموا أي رواية أخرى بشأن (عدم) انخراطه بالخدمة العسكرية.
  • لم تستغرق مدة الخدمة العسكرية التي كان المواطن هشام السيد قد أداها إلا ما دون ثلاثة أشهر قبل تسريحه منها في نوفمبر/تشرين الثاني 2008.
  • بالتالي كان السيد، لدى تسلله سيرًا على الأقدام إلى قطاع غزة في أبريل/نيسان 2015، مدنيًا منذ أكثر من ست سنوات، كما أنه كان يعاني بإقرار الشهادات الطبية من الاضطرابات النفسية.
  • بخلاف إيحاء الصيغة المعتمدة في تقرير المراسل أبو عيشة بأن هناك خلافات في الرأي بين الجهات المعنية (إسرائيل، عائلتا منغيستو والسيد، منظمة العفو الدولية)، فإن هناك توافقًا كاملاً بينها حول الحقائق المشار إليها أعلاه. 

وعليه فإن قرار المراسل أبو عيشة (أو محرري موقع “إندبندنت عربية”) وضع أفيرا منغيستو وهشام السيد في نفس الخانة مع الجندييْن المفقودة آثارهما (هدار غولدين وأورون شاؤول) تحت عنوان “أربعة جنود“، ما هو إلا تضليلاً واضحًا للقراء. إننا نتمنى، ختامًا، ألا ينجرّ موقع “إندبندنت عربية” وراء المنطق الأعوج لقيادات حماس التي تدّعي، في محاولة يائسة منها للتستر على حقيقة احتجاز حركتهم مدنيين إسرائيليين أبرياء، بأنه لا يوجد مدنيون في إسرائيل وأن أي إسرائيلي يدخل قطاع غزة ليس إلا جاسوسًا (تصريح منسوب إلى محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس، خلال لقائه بممثلين عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” عام 2016).

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *