بي بي سي عربية تصحح خطأها بشأن ما ورد للأسرى بعد أربعة أشهر

كتبت: هدار سيلع

في 3 نوفمبر 2022، قام محررو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في نسختها العربية بتعديل تقرير تم نشره في موقع الهيئة بـ28 يونيو، الذي شكك في حقيقة أن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة – هشام السيد وأفيرا منغستو – هما مدنيان.

وقد قدم التقرير بشكل مضلل “انتماء كل من هشام السيد وأفيرا منغستو لخلفية عسكرية“، عارضا هذه المعلومات في صورة : “تقول إسرائيل أو تقول حماس”، مما يعزز الأكاذيب الإضافية بشأن الموقف الإسرائيلي من هذه المسألة.

في مناقشة تسجيل أصدرته حماس ظهر فيه السيد، جاء في التقرير في نسخته الأصلية:

العنوان الفرعي: “عرضت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حماس، مقطعا مصورا، لمن قالت إنه جندي إسرائيلي أسير لديها.
ما ورد في داخل النص: “وتصر حماس على الصفة العسكرية للسيد، وإن كانت التقارير تشير إلى أنه دخل قطاع غزة بصورة فردية في وقت ما من عام 2015، وضمن ظروف غامضة. أما مصادر إسرائيلية فتتحدث عن السيد، وكذلك عن منغستو، بوصفهما مجندين سابقين في صفوف الجيش الإسرائيلي، تم تسريحهما لأسباب نفسية.”

في الواقع، أفيرا منغيستو ليس “مجندًا سابقًا”. وبسبب حالته العقلية، تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية وبالتالي كان مدنيًا طوال حياته.

“مصادر إسرائيلية” ليست الوحيدة التي وصفت منغستو والسيد بأنهما مدنيان (وفقا للصياغة غير الدقيقة التي استخدمتها بي بي سي العربية: “مجندان سابقان”): حتى المنظمات غير الحكومية مثل هيومن رايتس ووتش اعترفت بهذه الحقيقة منذ فترة طويلة. وعلاوة على ذلك، وفقا لممثل هيومن رايتس ووتش الذي التقى بالمؤسس المشارك لحماس والمسؤول الكبير محمود الزهار في عام 2016، عندما عُرضت عليه الحجة القائلة بأن حماس تحتجز مدنيين إسرائيليين مرضى عقليا كأسرى، كان الادعاء الذي استخدمه لرفض هذه الحجة هو أنه “لا يوجد مدنيون في إسرائيل” لأن الجميع يخدمون في الجيش و”الإسرائيليون الذين يدخلون غزة جواسيس”.

ومع ذلك، قدمت بي بي سي العربية، ادعاء حماس – الذي لا أساس له من الصحة – بأن “منغستو” و”السيد” هما جنديان على قدم المساواة مع الحقيقة الموثقة جيدا بأنهما مدنيان. هذه حالة واضحة من التكافؤ الزائف الذي يضر بفهم الجمهور للحقائق. وفي هذا الصدد، تواصلت كاميرا العربية مع بي بي سي، بشأن هذه المسألة في أوائل يوليو، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء إلا بعد أربعة أشهر – 87 يوم عمل من تقديم الشكوى الأصلية. وهذا أكثر من 8 أضعاف الإطار الزمني لمعالجة الشكوى، كما حددته هيئة الإذاعة البريطانية نفسها.

النسخة المعدلة من المقال الآن تنص على:

العنوان الفرعي: “عرضت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، حماس، مقطعا مصورا، لأسير إسرائيلي لديها.

النص: “وتصر حماس على الصفة العسكرية للسيد، وإن كانت التقارير تشير إلى أنه دخل قطاع غزة بصورة فردية في وقت ما من عام 2015، وضمن ظروف غامضة. أما مصادر إسرائيلية فتتحدث عن السيد وكذلك عن منغستو بوصفهما مدنيين، فمنجستو أعفي من الخدمة العسكرية بسبب مرضه النفسي، أما هشام السيد، فقد أظهر تحقيق لمنظمة هيومان رايتس واتش، أنه لم يكن له أي ارتباط بالجيش أو الحكومة الإسرائيلية وقت أسره، وأنه أيضاً يعاني من مرض نفسي.”

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *