انحياز واضح ضد إسرائيل في تغطية “فرانس 24” باللغة العربية لمواجهات دارت في أورشليم القدس بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية

القدس. الصورة من: كاميرا عربي

لقد أظهرت العديد من القنوات الغربية الناطقة بالعربية قدر من التحيز الأعمى في سياق أعمال العنف التي شهدتها مدينة أورشليم القدس مؤخراً، وكذلك جهل بمفردات الصراع القائم بشأن الأماكن المقدسة. ولعل هذا المقال نبذة أولى عن بعض النماذج التي رصدتها مؤسسة “كاميرا”.

في حديث تحليلي أدلت به مراسلة قناة “فرانس 24” باللغة العربية في أورشليم القدس ليلى عودة، في سياق تغطية القناة الفرنسية الحكومية لمواجهات دارت في البلدة القديمة بين شبان عرب وقوات الأمن الإسرائيلية، أظهرت الصحفية انحيازاً فاضحاً ضد إسرائيل يفتقد للحد الأدنى من المهنية الإعلامية.

أولاً، تتحدث ليلى عودة عن “عملية اقتحام للمسجد الأقصى” (رداً على سؤال المقدمة التي استخدمت نفس التعبير)، في حين أن كل ما في الأمر أن مجموعة من اليهود قاموا بزيارة الموقع المقدس للديانتين اليهودية والإسلامية على حدٍ سواء (ولم يقتربوا من مبنى المسجد)، كما يزور المكان الكثير من السياح الملحدين والهندوس عبدة الأبقار بدون أن تقوم الدنيا ولا تقعد. فالحديث عن “عملية اقتحام” غير مبرر على الإطلاق.

ثانياً، تدعي عودة بأن دخول اليهود إلى الموقع هو سبب اندلاع الموجهات بين شبان عرب والأمن الإسرائيلي. فما هو دليلها على ذلك؟ ولماذا لا نعتبر أن السبب وراء أعمال الشغب هو هجوم الشبان العرب على طاقم الشرطة الإسرائيلية المتواجد في المكان حيث أنهم بادروا باستخدام العنف؟

ثالثاً، تصف مراسلة “فرانس 24” الزوار اليهود بأنهم جميعهم من “المستوطنين”. فما أدراها أين يسكنون؟ هل فحصت بطاقات هويتهم أو لديها دليل على أن التسعة وخمسين زائر يهودي هم حقاً من سكان المستوطنات؟

رابعاً، في الوقت الذي تعتبر فيه المراسلة الزوار اليهود بأنهم مستوطنين، مقتحمين وسبب اشعال فتيل الأزمة، تصف الشبان العرب الذين قاموا برشق اليهود ورجال الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، مبادرين بالعنف، بأنهم “مرابطين مقدسيين”! وهذا يعد تحيزاً صريحاً لطرف على حساب الآخر ودعماً وشرعنةً لما قاموا به الشبان العرب من أعمال عنف وتخريب للممتلكات العامة.

خامساً، تصف الصحفية المبتدئة مواطني دولة إسرائيل العرب بأنهم “فلسطينيين من أراضي ال48”، كما أنها ليست المرة الأولى التي نسمع ونقرأ فيها هذا التعريف على قناة “فرانس 24”. فماذا يعني مفهوم “أراضي ال48”؟ هناك دولة قائمة اسمها “إسرائيل”، وهي من أقدم دول العالم (استقلت بالعام 1948، قبل 75% من دول العالم اليوم) وعضو في منظمة الأمم المتحدة. ومواطني الدولة هم جميعهم إسرائيليين بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني.

وعليه تطالب مؤسسة “كاميرا” قناة “فرانس 24” باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار مثل هذه الممارسات في المستقبل، حيث أن هذه الطريقة في عرض الأحداث وتغطية الصراعات تفقد القناة الإخبارية مصداقيتها أمام العالم.

بقلمد. مئير مصري، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في أورشليم القدس ومستشار بمؤسسة “كاميرا”.

أنظر إلى التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *