في إحدى “الحلقات الحرة” التي تدار بدون مقدم، حيث يقدم الضيف نفسه ويدير الحوار بشكل ذاتي، وهو نمط جديد اعتادت عليه عدد من الفضائيات الغربية، اتهمت الممثلة والمخرجة لبنانية الأصل ميرا صيداوي إسرائيل “بسرقة المطبخ الفلسطيني” من من وصفتهم بالشعوب “الأصلية” التي تعيش تحت “الاحتلال”، وذلك في حلقة عرضتها “بي بي سي عربي”، وهي قناة المملكة المتحدة الرسمية الناطقة بالعربية، في الثلاثين من أبريل/نيسان 2022. والجدير بالذكر أن صيداوي لم تتحدث عن المناطق المتنازع عليها وإنما عن دولة إسرائيل عامةً، أي في حدودها المعترف بها دولياً.
على صعيدٍ آخر، أكدت ميرا صيداوي على أن المكون العربي في البلاد يمثل “الشعب الأصلي” وأن اليهود ليسوا إلا دخلاء، غرباء على الأرض، احتلوها عنوةً. ولعل الممثلة التي طالما اعتادت تمثيل دور الضحية قد تناست بأن لليهود جزور عميقة في هذه الأرض ضاربة في التاريخ، بأن اليهود مكون أساسي وقديم في هذه البلاد مذكور في الأدبيات القديمة والكتب المقدسة بما فيها القرآن وبأن قطاعات واسعة من العرب المقيمين في البلاد هم من بني إسرائيل الذين تنصروا وأسلموا على مر العصور أو أتوا من هجرات مختلفة، ولا سيما عقب الغزو العربي وفي ظل الإمبراطوريات الإسلامية المتعاقبة. كما أنها، وفقاً لكلامها، ترفض أن تعترف بأن لدولة إسرائيل المعاصرة شرعية قانونية بموجب عضويتها في منظمة الأمم المتحدة وتعتبرها من إفرازات الاستعمار.
لقد قامت ميرا صيداوي بتوريط “بي بي سي عربي” من جديد بتصريحات جدلية معادية لإسرائيل وبعيدة كل البعد عن المهنية الإعلامية. فهل دافع الضرائب في المملكة المتحدة على علم بهذه المهزلة المستمرة، وهو الذي يمول القناة البريطانية قليلة الانضباط؟!
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.