لقد أبدت مؤسسة “كاميرا” اهتماماً كبيراً بطريقة تغطية الإعلام الغربي الناطق بالعربية للذكرى السنوية لقيام النظام الجزائري بطرد عشرات الألاف من المواطنين المغاربة المسالمين من منازلهم في الجزائر في شتاء 1975-1976، بين ليلةٍ وضحاها، تاركين ممتلكاتهم التي استولت عليها الحكومة الجزائرية بعد ذلك. تقدر المصادر المغربية عدد النازحين بما لا يقل عن 350.000 شخص، في حين أن التقديرات الدولية تشير إلى نزوح عشرات الألاف من العائلات. وقد تم طردهم بقرار تعسفي ومفاجئ من قبل القيادة الجزائرية في ذلك الوقت أثناء عيد الأضحى، رداً على تنظيم المغرب لما عُرف بالمسيرة الخضراء في صحراءه في ديسمبر/كانون الأول 1975.
ولقد تأسفت مؤسسة “كاميرا” لعدم ذكر قناة “بي بي سي عربي” لهذه المأساة النكراء في تقرير تناول تاريخ الصراع القائم بين المغرب والجزائر في العصر الحديث. التقرير الذي تناول الأحداث التي جرت بين البلدين في سبعينيات القرن الماضي، والصادر في السابع والعشرين من أغسطس/آب 2021، سرد الأحداث على النحو التالي:
1975: انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، واندلاع حرب عصابات بين جبهة البوليساريو والقوات المغربية استمرت 16 عاما، والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني يرفض قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الخاص بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وينظم ما عرف بـ” المسيرة الخضراء” التي دعا فيها 350 ألف مغربي للخروج من أجل السيطرة على الصحراء الغربية.
1975-1976: المغرب يضم ثلثي الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا منها. وجبهة البوليساريو تعلن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وحكومتها في المنفى في الجزائر. والآف من اللاجئين الصحراويين يفرون إلى غرب الجزائر ليقيموا مخيمات قرب بلدة تندوف.
مارس/ آذار 1976: قطع العلاقات بين المغرب والجزائر، على خلفية دعم الأخيرة لجبهة “البوليساريو”.
وقد قامت “كاميرا” باخطار رئاسة تحرير القناة البريطانية بملاحظتين:
الأولى هي أن التقرير تناسى قيام النظام العسكري القائم في الجزائر بطرد جماعي لأعداد ضخمة من المغاربة من دون أي ذنب إلا لكنوهم مغاربة، على خلفية الأزمة التي نشبت آنذاك بين الجزائر والمغرب والتي أدت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مارس/آذار 1976.
الثانية هي أن محمكة العدل الدولية، وبخلاف ما ورد في تقرير “بي بي سي” لم تصدر أي “قرار” بشأن وضعية الصحراء وإنما مجرد رأي استشاري.
وعليه فقد قامت رئاسة تحرير “بي بي سي عربي” بتصحيح الأخطاء على الفور بهذا الشكل:
أكتوبر 1974: المغرب يحيل ملف الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية التي أبدت رأيا استشاريا غير ملزم رأت فيه الرباط ما يدعم وجود “روابط تاريخية” بينها وبين القبائل التي تسكن المنطقة.
نوفمبر 1975: الحسن الثاني ينظم ما عرف بـ” المسيرة الخضراء” التي دعا فيها 350 ألف مغربي للذهاب إلى الصحراء الغربية، وانسحاب إسبانيا من المنطقة لتندلع حرب عصابات بين جبهة البوليساريو ) الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والقوات المغربية استمرت 16 عاما.
ديسمبر 1975: الجزائر تطرد آلاف المغاربة المقيمين فيها بعد مرور شهر على تنظيم المسيرة الخضراء، وتؤكد أن العملية أتت ردا على عدم تعويض المغرب للجزائريين المقيمين فيه بعد تأميمه الممتلكات والأراضي الزراعية العائدة لأفراد وكيانات أجنبية.
1975-1976: المغرب يضم ثلثي الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا منها. وجبهة البوليساريو تعلن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وحكومتها في المنفى في الجزائر. والآف من اللاجئين الصحراويين يفرون إلى غرب الجزائر ليقيموا مخيمات قرب بلدة تندوف.
مارس/ آذار 1976: قطع العلاقات بين المغرب والجزائر، على خلفية دعم الأخيرة لجبهة “البوليساريو”.
بقلم: هادار سيلع
أنظر إلى التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية