أحمد فاخوري هو أحد المقدمَين الرئيسيين لبرنامج “ترندينغ” على شاشة “بي بي سي عربي” حيث تشاركه في التقديم رانيا العطار. وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 2021، نشر مقطع فيديو على قناته الخاصة في اليوتيوب تحت عنوان “عن أبو تريكة والحياد في بي بي سي”، ناقش فيه سياسة البرنامج التحريرية بخصوص إذاعة ملاحظات الجمهور التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي.
يُذكر أن محمد أبو تريكة هو لاعب كرة قدم مصري متقاعد تسببت أقواله المعادية للمثليين أثناء لقاء تلفزيوني مباشر أجري معه في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 جدلاً واسعاً في أرجاء العالم العربي وداخل المملكة المتحدة.
قام بتحرير ما يلي المستشار في مؤسسة “كاميرا” د. مئير مصري.
إن أقوال فاخوري حول تقيده بالخطوط الإرشادية التحريرية لمشغله يجب أن توضع في سياقها، إذ كان هو والعطار حتى أشهر معدودات يتفوهان بنفس النوع من الأقوال التي يقول الآن أنه من غير المقبول أن تُعرض على شاشة “بي بي سي”.
وكانت مؤسسة “كاميرا” سباقة في لفت الأنظار إلى هذه الظاهرة، حين وثقت حالات أقدم فيها برنامج “ترندينغ” على تضخيم محتويات في وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن رهاب المثلية ومعاداة السامية بين منتصف عام 2019 ومنتصف 2021.
وقد تناولت صحيفتا “ديلي ميل” و”جويش كرونيكل” البريطانيتان هذا الموضوع طالبتين من “بي بي سي” التعليق عليها (في يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2021 على التوالي). وفي الوقت الذي أزيلت فيه بعناية المحتويات المتضمنة لرهاب المثلية من منصاتها عقب نشر خبر “ديلي ميل”، إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراء مماثل حيال الأقوال المعادية لليهود والإسرائيليين والتي كانت “كاميرا” ساعدت صحيفة “جويش كرونيكل” وهيئة “بي بي سي” على اكتشافها، كما لم يصدر أي اعتذار عن “بي بي سي”.
وبل حتى أن في تلك الفترة أصدر المتحدث باسم “بي بي سي” بياناً عاماً جاء فيه أن هيئة الإذاعة البريطانية لا تجد حرجاً في نقل ملاحظات خلافية – سواء كان مضمونها ينطوي على رهاب المثلية أو معاداة السامية أو أي نوع آخر من أنواع الكراهية.
إن ازدواجية معايير “بي بي سي” حينما يدور الحديث حول معاداة السامية ورهاب المثلية بالإضافة إلى وجهة نظرها إزاء التلاعب بالأقوال بهدف الالتزام بالمعايير التحريرية قد تم التطرق إليها بالتفصيل من قبل أحد أعضاء طاقم “كاميرا” ضمن مقال رأي نُشر على صفحات جريدة “جويش كرونيكل” في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
خلاصة القول، على الرغم من إيراد الخطوط الإرشادية لقناة “بي بي سي” والقائمة منذ وقتٍ طويل، إلا أن المقطع الذي نشره فاخوري بعيد عن الإقرار بأن برنامجه لم يلتزم بهذه الخطوط حتى زمن قريب وبأن التغير لم يتم إلا بعد قيام مراقبين خارجيين بلفت نظر “بي بي سي” إلى طبيعة هذا المحتوى الوارد باللغة العربية. وإضافةً إلى ذلك، فإن المقطع يثير تساؤلات حول المعايير التي يتبناها برنامج “ترندينغ” لقناة “بي بي سي عربي”، حيث بدلاً من النظر فيما يحظى بتأييد جمهور شبكات التواصل الاجتماعي بالعربية، تحول برنامج “ترندينغ” من تطبيع الكراهية إلى إخفائها كلياً (“مع احترام توجهات الجمهور العربي”، كما يقول مقدم البرنامج).
أنظر إلى التقرير الأصلي بنسخته الإنجليزية، كما ورد في موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.