ملف تعريف “رويترز” عن محمد أشتية يغفل التفاصيل غير المحببة

محمد أشتية. الصورة من: UNCTAD, CC BY-SA 2.0 , عبر ويكيميديا كومنز

ملف تعريف “رويترز” المليء بالثناء على استجابة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمد أشتية لجائحة كوفيد-19، يغفل نظرة أقل إيجابية؛ ومنها شيطنته للجنود الإسرائيليين، واتهامهم زوراً بالبصق على المركبات الفلسطينية.  ووفقًا لتحليل “علي سوافتة، ونضال المغربي”، فإن أشتية يقود أو أصبح الوجه للاستجابة الفلسطينية للفيروس بسبب بروزه في التعامل مع الجائحة، وحقيقة أنه يأخذ المنصة كل أسبوع ليطمئن الفلسطينيين، (في مقال بعنوان: الجائحة تعزز من مكانة رئيس الوزراء الفلسطيني كخليفة محتمل لعباس، في السادس من مايو/ آيار باللغتين الإنجليزية والعربية).  ومن هنا يتضح لنا أن ملفهم اللامع يغفل حقيقة أن وجه استجابة السلطة الفلسطينية لجائحة كورونا قد اتخذ طابعاً معادياً للسامية بوضوح.

ويؤكد الصحفيان أيضًا أن “الجهود العاجلة التي بذلتها السلطة الفلسطينية للحد من انتشار الفيروس، أسهمت في إعادة إحياء صورة هيئة يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها فاسدة وغير فاعلة”، بحسب ما ذكره، علي سوافتة وندال المغربي، بناءً على نسبة التأييد التي أفادت بها رويترز لسياسات أشتية الصحية، التي بلغت 96% بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، يبدو أن هذا التقييم صحيح.

ومع ذلك، يغفل التحليل عنصراً مهماً في استجابة أشتية لجائحة كوفيد-19، رغم أنه غير مُرضٍ، فإنه ضروري، فقد اتهم زورا الجنود الإسرائيليين بمحاولة نشر الفيروس عن طريق البصق على مقابض السيارات، وذلك بعد انتشار فيديو لجندي إسرائيلي واحد يبصق على الأرض وهو يمر بجانب سيارة في قرية فلسطينية، أصدر أشتية البيان التالي في 29 مارس: “تلقينا شهادات تفيد بأن بعض الجنود (الإسرائيليين) يحاولون نشر الفيروس على مقابض السيارات، هذا هو العنصرية والكراهية من جانب أشخاص يتوقون إلى موت الآخرين، سنسجل هذا في قائمة الجرائم”.

وكما أفادت “ريكي هولاندر” من مؤسسة “كاميرا” في ذلك الوقت، كان أشتية أرفع شخصية تشارك في حملة تشهير فلسطينية واسعة النطاق في نهاية مارس. باستخدام فيديو الجندي كنقطة انطلاق، شارك مسئولون آخرون من السلطة الفلسطينية وفتح، بما في ذلك كبير المفاوضين، صائب عريقات، والمتحدث باسم فتح، أسامة القواسمي، والمتحدث باسم السلطة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، في حملة التحريض ضد إسرائيل”.

وبحسب منظمة مراقبة الإعلام الفلسطيني، نشرت صحيفة الحياة الجديدة اليومية الرسمية التابعة للسلطة الفلسطينية ثلاثة تقارير على الأقل في الثلاثين من مارس/ آذار، تشير إلى أن “عشرات الجنود الإسرائيليين بصقوا على سيارات السكان الفلسطينيين ومقابض أبواب المنازل”، وأن آخرين “مرروا أيديهم على ماكينات الصراف الآلي”، أو بدلاً من ذلك، “حاولوا الاقتراب من عمالنا والاختلاط بهم من أجل نقل المرض إليهم”. وعلى نحو مماثل، ادعت الصفحة الرسمية لحركة فتح على فيسبوك في التاسع والعشرين من مارس/ آذار أن “إسرائيل شنت حرباً بيولوجية ضد فلسطين”.

ومن المؤكد أن حملة التشهير المعادية للسامية التي شنتها حركة فتح، التي تردد صدى تقليد طويل الأمد من ربط اليهود بانتشار الأمراض، لم تكن مخصصة للترجمة إلى الإنجليزية أو العبرية، فقد افترض الصحفي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، أن دوره والصحفيين الإسرائيليين الآخرين في ترجمة وتوزيع محتويات الحملة خارج الأراضي الفلسطينية، كان بمثابة المحفز الرئيسي لفيديو لاحق لحركة فتح يستهدفهم شخصياً.

 لكن بغض النظر عن الخوف من انتقام السلطة الفلسطينية، فإن الصحافيين في رويترز “صوافطة والمغربي” يتحملان مسئولية صحفية تتمثل في الكشف عن أن شيطنة أشتية للجنود الإسرائيليين، حتى مع تعاونهم الوثيق مع الفلسطينيين، كانت عنصرا لا يتجزأ من نشاط رئيس الوزراء المتعلق بكوفيد-19.

 ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها أشتية إسرائيل بنشر المرض بين الفلسطينيين، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، تعهد بمحاسبة إسرائيل قانونيا في المحاكم الدولية، لأنها استخدمت مواقع في الضفة الغربية “مكبّات” للنفايات النووية، وبالتالي نشر السرطان بين الفلسطينيين الأبرياء. ومثل الاتهام المتعلق بكوفيد-19، تجاهلت وسائل الإعلام السائدة الناطقة باللغة الإنجليزية هذه القصة؛ وهي أعمال روائية فلسطينية أعيد تدويرها منذ عقود للتحريض ضد إسرائيل، إلى حد كبير، على الرغم من أسسها المعادية للسامية الواضحة، والمكانة البارزة التي يتمتع بها أشتية كرئيس للوزراء.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *