يبدو وكأن رياح التطبيع الخليجي مع إسرائيل قد وصلت إلى غرفة تحرير صحيفة “اندبندت عربية” لتؤثر وبشكل واضح على ميزاج صحفييها وأقلامهم. ومن الجدير بالذكر أنه لا علاقة بين جريدة “اندبندت” البريطانية الشهيرة و”اندبندت عربية” المملوكة لمجموعة SRMG السعودية. وربما تعد “اندبندت عربية” الصحيفة العربية الأكثر إشكاليةً من الناحية المهنية من بين كل المنابر العربية التي تحمل أسماء جرائد ووسائل إعلام غربية.
لقد كتب، على سبيل المثال وليس الحصر، رئيس تحرير “اندبندت عربية” عضوان الأحمري تغريدة على تويتر في التاسع عشر من أغسطس/آب الماضي على النحو التالي:
التمسك السعودي بمبادرة السلام موقفها الدائم وقد يتبدل مستقبلا.المتغيرات في المنطقة وضجيج العلاقات مع إسرائيل سيغير طريقة التعاطي للقضية الفلسطينية. المزاج العام أصبح ليّنا تجاه أي علاقة مع تل أبيب؛ردات فعل طبيعية لحفلات النكران والشتم التي يمارسها بعض الفلسطينيين منذ عقود. حقيقة.
ويأتي هذا التوجه الجديد، والمتمثل في تغريدة الأحمري، على غرار تغير لهجة الجريدة الملحوظ بشأن “يوم النكبة”، في سياق الموقف السعودي المعاتب للقيادات الفلسطينية والذي بات في مواجهة معها منذ عدة سنوات، ولا سيما في الأشهر الماضية.
على أية حال، فإن الرياض، كما ذكرناه مراراً وتكراراً في الماضي، تسيطر تماماً على السياسة التحريرية لوسائل الإعلام المختلفة التي تمولها أو المتمركزة على أراضي المملكة، وذلك بغض النظر عن المحتوى وعن التعاطي مع المشهد الإسرائيلي وتغطيته بشكل أكثر حياديةً وإجابيةً من السابق.
أنظر إلى التقرير المنشور أصلاً بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”