في انتهاك صارخ لأخلاقيات العمل الصحفي وإرشادات الشبكة DW المنشورة، التي تشترط “فصل التعليقات بشكل واضح عن الأخبار”، قامت مذيعة قناة DW “دويتشه فيله” العربية، واسمها “ديما ترحيني”، بإبداء رأي شخصي، حيث وصفت دعوى السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية بأنها “خطوة انتظرناها منذ زمن طويل”.
في بث برنامج “مسائية DW ” في العاشر من سبتمبر، وهو البرنامج الإخباري المسائي الناطق بالعربية، التابعة للبرنامج الدولي العام في ألمانيا، كانت المذيعة، ديما ترحيني، تناقش إغلاق الولايات المتحدة لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة، عندما أخفقت في إخفاء وجهات نظرها الشخصية، وأثناء حديثها مع ضيفيها، وهو دبلوماسي من رام اللـه، وأستاذ في جامعة جورج ميسون، يقيم في واشنطن العاصمة، خرقت ترحيني بوضوح مبدأ الحياد الصحفي الواجب الالتزام به في مثل هذه البرامج، حيث قالت بعد 14 دقيقة تقريباً من بدء البث:
“ولكن الجانب الفلسطيني، دكتور محمد الشرقاوي، قد لجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهذه كانت في السابق، أعني، خطوة انتظرناها منذ وقت طويل، وقد قاموا الآن بهذه الخطوة، ويبدو أن هناك عدة قضايا يمكن تناولها من خلال مثل هذه الدعاوى في المحكمة الجنائية الدولية، مثل رفع قضية خان الأحمر أمام المحكمة، ألا ينبغي أن يُحسب ذلك على الأقل لصالح الجانب الفلسطيني، لأن هذا هو ما أثار غضب الجانب الأمريكي، لأن ذلك قد يُدين إسرائيل، وفقاً لما يقوله المحللون؟ ما رأيك في ذلك، كونك خبيراً في الشئون الدولية؟”.
(توضيح: الخان الأحمر هي قرية بدوية في محافظة القدس، تقع على الطريق السريع 1 شرق مدينة القدس، وبالقرب من مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، وهي مقامة على الأراضي C، بموجب تصنيف اتفاقية أوسلو للمناطق)
تخضع جميع البرامج الإخبارية لقناة دويتشه فيله، بغض النظر عن اللغة التي تُبث بها، للمعايير التي وضعها قانون دويتشه فيله لعام 2004، الصادر عن البوندستاغ (البرلمان الألماني)، الذي يفرض الفصل 1.2، القسم 5، المواد 2 و3، ما يلي من قواعد:
2. يجب أن تتيح البرامج للجمهور تكوين آراء مستقلة، ولا ينبغي لها دعم حزب أو جمعية سياسية أو جماعة دينية أو مهنة أو جماعة مصالح بشكل أحادي، ويجب احترام القناعات الأخلاقية والدينية والأيديولوجية لمستهلكي الراديو والتلفزيون.
3. يجب أن تكون التغطية شاملة وصادقة وواقعية، وأن تتم مع وعي بأن برامج دويتشه فيله تؤثر على علاقة جمهورية ألمانيا الاتحادية مع الدول الأخرى، كما يجب التحقق من أصل ومحتوى الأخبار التي تهدف إلى النشر بعناية واجبة، ويجب فصل التعليقات بوضوح عن الأخبار، وجعلها قابلة للتمييز على أنها تعليقات، مع الإشارة إلى اسم الكاتب.
إن تعبير ترحيني عن دعمها الشخصي للمسعى الفلسطيني المعادي لإسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، يعد انتهاكًا واضحًا للمبادئ التوجيهية التي وضعها البرلمان الألماني.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.
