نتيجة لجهود مؤسسة كاميرا…بي بي سي عربي توجه خطابا حازما إلى محرريها

أصدرت مؤسسة “كاميرا” بيانًا صحفيًا صدر في يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من ديسمبر عام  2022 قالت فيه :

بي بي سي تحذر الصحفيين بصورة حازمة من أسلوب تعاطيهم الإعلامي مع عدد من القضايا ، ويأتي هذا التحذير على إثر ما كشفت عنه مؤسسة “كاميرا” بالعربية عن وجود إخفاقات فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية للقضايا الإسرائيلية.
القدس – نتيجة لتحقيق أجرته مؤسسة “كاميرا” بالعربية يتعلق بالبحث الإجرائي والشامل للتغطية الإعلامية لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية للقضايا الإسرائيلية وشؤون الشرق الأوسط ، قررت الهيئة إجراء إصلاحات جذرية في خدمتها باللغة العربية.

وكشف تحقيق كاميرا بالعربية عن وجود أخطاء متكررة وتناقضات جذرية واضحة في التغطية الإعلامية لشؤون الشرق الأوسط تحديدا.  (توضيح: تم توثيق هذه الأخطاء بدقة من فريق كاميرا) ووفقًا لما نشرته صحيفة جويش كرونيكل البريطانية، والتي نشرت نتائج البحث الاستقصائي والإعلامي الذي قامت به مؤسسة كاميرا، فيما يتعلق بالخدمة العربية لبي بي سي. (توضيح: رأت مؤسسة كاميرا أن ما يتم تقديمه من أخبار وتحليلات من بي بي سي يمثل عملا معيبا وناقصا في التعاطي الإعلامي)

وقد أرسل محمد يحيى، مدير الوسائط المتعددة في بي بي سي العربية، رسالة إلكترونيًا للموظفين مطالبا إياهم بضرورة الالتزام بإرشادات بي بي سي. ووفقًا لما نشره تقرير صحيفة جويش كرونيكل، أوقفت بي بي سي التعامل مع الخبير السياسي عبد الباري عطوان بناءً على الأفكار المعادية للسامية والمؤيدة للإرهاب التي عبر عنها على مدى عقود، والعديد منها تم ترجمته لأول مرة إلى الإنجليزية من خلال “كاميرا” العربية. على سبيل المثال، كشفت “كاميرا” العربية عن فيديو يوتيوب لعبد الباري عطوان تم عرضه في أبريل 2022، حيث أثنى على قتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين في هجوم إرهابي في تل أبيب ، حيث وصف هذه العملية الإرهابية بأنها “معجزة”.

وفي شهر سبتمبر من نفس العام، أكدت بي بي سي أن ظهور عطوان المستمر في الشبكة يأتي في إطار المصلحة العامة. (توضيح: مصطلح المصلحة العامة يعني عرض القضايا من مختلف الزوايا..إلا أن عطوان كان يستخدم أسلوبا تحريضيا غير مهني في حديثه عبر بي بي سي)

ورغم ذلك نقلت صحيفة جويش كورينيكل عن مصدر رسمي في بي بي سي ، في الثامن من ديسمبر إن هيئة الإذاعة البريطانية قررت عدم استضافة عطوان ، قائلا: ” كنا نستضيفه كثيرًا، ولكن تم توجيهنا  بعدم فعل ذلك مرة أخرى.” وأضاف المصدر إن القائمين على هيئة الإذاعة عقدوا اجتماعًا افتراضيًا على إثر تقرير كاميرا العربية، وعقب المراجعة القانونية الشاملة لموظفي اللغة العربية ، تم إبلاغ القسم العربي نصا بالرسالة التالية: “نحن ندافع عنكم دوما، لكننا لا يمكن أن نفعل ذلك إلى الأبد. يجب أن تلتزموا بإرشادات بي بي سي ابتداءً من الآن”.

عموما فإن تأثير تفاصيل ما نشرته مؤسسة كاميرا ، فضلا عن تداعيات ذلك من توبيخ إدارة الهيئة للصحفيين العاملين في الخدمة العربية بالهيئة ، ثم حذف أسم عبد الباري عطوان من قائمة ضيوف الشبكة ، كل هذا يمثل اعتذارًا نادرًا لبي بي سي ، والتي اعترفت بتعاطي القسم العربي “الغير مقبول” مع عدد من الأخبار .

وعن التأخر النسبي في تفاعل هيئة الإذاعة البريطانية في الرد على شكاوى مؤسسة كاميرا ، يشير ممثل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: “نعتذر عن التأخير غير المقبول في الرد ، وسنضمن إصدار ردود رسمية في أقرب وقت ممكن” ، جدير بالذكر أن هيئة الإذاعة البريطانية فشلت في التعاطي والتفاعل مع معظم الشكاوى التي قدمتها كاميرا العربية منذ مايو 2021 حتى نهاية عام 2022 ، حيث قدمت مؤسسة كاميرا  26 شكوى بهذا الصدد في تلك الفترة. وبعد تقديم هيئة الإذاعة البريطانية لهذا الاعتذار النادر، قامت بالتعاطي وفحص جميع الشكاوى الصادرة من كاميرا العربية. وفي هذا الصدد تقول تامار ستيرنثال، مدير مكتب كاميرا في إسرائيل: “الاعتذار الصادر الشهر الماضي عن هيئة الإذاعة البريطانية ، فضلا عن العشرات من التصحيحات، تلاها بعد ذلك بعض من التحذيرات الداخلية ، ثم حذف عبد الباري عطوان المعروف بآرائه المعادية للسامية ، كل هذه الخطوات تشهد على تأثير العمل المتميز والفريد لمؤسسة كاميرا العربية.

من خلال كشف التغطية المعيبة التي كانت تخضع سابقًا لصفر الفحص الداخلي أو الخارجي، تعمل كاميرا العربية على زيادة الوعي ضمن قيادة وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية”، وفي هذا الصدد تقول هدار سيلا، المحرر المشارك في كاميرا المملكة المتحدة: “كاميرا العربية تلعب دورًا حيويًا في ضمان مساءلة بي بي سي تجاه دافعي الضرائب البريطانيين الذين يمولون هذه الخدمة. بالإضافة إلى تذكير بي بي سي بأن التغطية باللغة العربية تخضع لنفس المعايير التحريرية التي يخضع لها التغطية باللغة الإنجليزية، نجحت كاميرا العربية في وضع التغطية العربية لبي بي سي التي تعاني من التحيز على رادار الجمهور”.

وكشفت صحيفة غويش كرونيكل أن مجموعة ثنائية الأحزاب من النواب وأعضاء مجلس اللوردات ستقوم بالتحقيق في تغطية بي بي سي لإسرائيل واليهود. وقد تأسست كاميرا العربية في عام 2018 بهدف ضمان أن تكون تغطية وسائل الإعلام الغربية باللغة العربية لإسرائيل دقيقة وتلتزم بمعايير السلوك الصحفي المهني. يتبادل موظفو كاميرا المراسلات باللغتين العربية والإنجليزية بانتظام مع المحررين لتحفيز التصحيحات وضمان تغطية صحفية صوتية. وتعتبر تقارير القسم العربي لمؤسسة كاميرا مصدرًا لا غنى عنه للصحفيين والباحثين الذين يهتمون بالممارسة الصحفية المهنية ضمن تغطية الأخبار باللغة العربية، وقد تمت الإشارة إلى عمل مؤسسة كاميرا كثيرا ضمن تقارير صحيفة غويش كرونيكل بصورة مستمرة.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *