أخطأ تقرير فيديو أعدته الصحفية في “بي بي سي” رندة درويش، في معالجة قضية الوصاية المزعومة للأردن على المواقع المسيحية في مدينة القدس. التقرير نشر على موقع بي بي سي العربي في 7 نيسان/أبريل 2023، وناقش أحداث العنف التي وقعت في ذلك اليوم في الحرم القدسي، غير أنه وفي معرض مناقشته لهذه الأطروحات دون سواها، فقد أخطأت معدة التقرير أكثر من مرة عند تطرقها لنقطة موضوع “الوصاية” المزعومة للأردن على المواقع المسيحية في القدس:
وفقا لما هو معروض نصا أو عبر الفيديو الخاص بالقناة: “فإن الوصاية الهاشمية تعني السلطة التي تمنح الأردن حق الإشراف وإدارة المواقع المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس”. وفي مخاض ذلك تطرقت المادة الفيلمية للقناة عن القدس، وأشارت إلى أن الوصاية الهاشمية تعود إلى الأماكن المقدسة في القدس، والموجودة منذ عام 1924. عموما وفي عام 1994، وقعت إسرائيل والأردن على اتفاقية وادي عربة للسلام، وهي الاتفاقية التي تكرّس الوصاية الأردنية ودورها في حماية الأماكن المقدسة في القدس”.
(توضيح من المترجم لا يتضمنه النص الأصلي: تنص المادة التاسعة من بنود معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية على التالي: تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وعند انعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستولي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن).
وفي حديثه مع القناة يقول هايل داود، وزير الأوقاف الأردني السابق إن “أهمية هذه الاتفاقية إنها تمنح الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، فضلا عن إنها تمنحها الحماية المطلوبة”.
ولكن لم يتم عرض وشرح تفاصيل ما قاله الوزير الأردني عن هذه النقطة خلال مقابلته مع بي بي سي.
ومع ذلك، وكما أشارت كاميرا العربية سابقًا:
- وفقاً لاتفاقية السلام لعام 1994، فإن “الدور الخاص” الأردني (وليس الوصاية) الذي تعترف به إسرائيل يمتد إلى المواقع الإسلامية فقط.
- وهذا أيضًا هو النوع الوحيد من الدور الذي يعود تاريخه إلى عام 1924، حيث كانت الدول ذات الأغلبية المسيحية بما في ذلك فرنسا والسويد واليونان وإثيوبيا والمملكة المتحدة مسؤولة عن المواقع المسيحية في ذلك الوقت.
- في حين أن أقدم تشريع أردني يتعلق بإدارة المواقع المسيحية في القدس يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، فقد تخلى الأردن نفسه عن هذا الدور منذ عام 1988، واحتفظ فقط بالوصاية على المواقع الإسلامية.
- المنظمة الدولية الوحيدة التي اعترفت بـ”الوصاية المسيحية” المزعومة للأردن هي منظمة إسلامية. ولم تقم أي دولة مستقلة – مسيحية أو مسلمة أو غير ذلك – بفعل ذلك بشكل فردي، على عكس حالة المواقع الإسلامية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تخطئ فيها بي بي سي عند التطرق لهذا الموضوع: التصحيح الأخير طلبته الكاميرا العربية في نوفمبر 2022 مع اعتراف المؤسسة بما يلي: “وصاية الأردن (أو دوره الخاص) على الأماكن المقدسة في القدس… تمتد إلى الأماكن الإسلامية فقط”.
وقد بادرت مؤسسة كاميرا العربية بالاتصال بهيئة الإذاعة البريطانية بشأن هذا الخطأ المتكرر من خلال خدمتها العربية وتلقت الرد التالي في 3 مايو: “قام محررو الخدمة العربية بمراجعة الفيديو مع زملائهم في مكتب عمان…وقد تم تعديل الفيديو ليعكس الحقائق الصحيحة حول دور الأردن فيما يتعلق بالمواقع المقدسة في القدس..نعتذر عن الأخطاء”.
وبناءً على ذلك، تمت إزالة جميع الإشارات إلى المواقع المسيحية من المصدر الأصلي للفيديو وأصبح التقرير الآن أقصر بمقدار 28 ثانية نتيجة لذلك (عقب حذف المعلومات الخاطئة)… وتم تصحيح النص على النحو التالي:
قامت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية بوصف ما حدث من مواجهات بأنه انتهاك للمسجد الأقصى والمقدسات في مدينة القدس، وذلك وفقا واستنادا إلى الوصاية الهاشمية التي تمنح الأردن حق الإشراف وإدارة المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس”.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

