كتبت: تامار ستيرنثال
7 أكتوبر/ تشرين أول 2024
محاولة استبعاد الطلاب اليهود من الحرم الجامعي، تُعد واحدة من أكثر الجوانب فظاعة وتمييزًا وقعت أثناء الاحتجاجات المعادية لإسرائيل، التي شهدتها الجامعات خلال العام الماضي، في حين كانت هناك أحيانا محاولات حدثت بالفعل لمنع الطلاب اليهود من الوجود في مواقع معينة داخل الحرم الجامعي (في عدد من الجامعات). عموما، لا يوجد انتهاك لحق الطلاب في حرية التعبير أكبر من منعهم من حضور الدروس، أو التحرك بحرية داخل الحرم الجامعي.
ومع ذلك، وفي إطار مراجعتها لتأثير حرب إسرائيل وحماس على حرية التعبير في الجامعات، والاضطرابات المصاحبة لها في الحرم الجامعي، وتأثيره على حق الطلاب في حرية التعبير، لم تذكر وكالة الأسوشيتد برس كلمة واحدة عن هذا الانتهاك الأساسي لحقوق حرية التعبير: الحق في حضور الفصول الدراسية، والوجود في أي مساحة في الحرم الجامعي، من المفترض أن يكون لجميع الطلاب المسجلين الحق في استخدامها، (بعد مرور عام على حرب إسرائيل وحماس، يقول الطلاب إن التقييد على حرية التعبير قد وصل إلى الفصول الدراسية في الجامعات).
ويؤكد هذا المقال من وكالة “AP” (وهي اختصار لـ-Associated Press، وهي واحدة من أكبر وأهم وكالات الأنباء في العالم) أن الطلاب يخشون التحدث بحرية عن قضية الصراع بين إسرائيل وحماس أثناء وجودهم في فصولهم الدراسية، كما استشهد التقرير بشكاوى قدمها الطلاب المناهضون لإسرائيل، من أن اللوائح الجديدة تضر باحتجاجاتهم، لم يقدم كولين بينكلي ومايكل ميليا، الصحفيان في وكالة أسوشيتد برس في أي وقت أي تلميح إلى أن هذه الاحتجاجات ذاتها، غالبًا ما تقمع الحق الأساسي للطلاب اليهود في حرية التعبير، ويتمثل هذا في منعهم من الوصول إلى فصولهم الدراسية وغيرها من الأماكن العامة في الحرم الجامعي.
وعلى هذا، يقتبس المقال من مارك يودوف، الرئيس السابق لجامعة كاليفورنيا قوله: “إن أعضاء هيئة التدريس على خلاف مع بعضهم بعضا، والهيئة الطلابية على خلاف مع بعضها بعضا، وهناك حرب إيديولوجيات مستمرة”.
عموما نتفق في وجود حرب إيديولوجيات، لكن هذه الحرب شنها جانب واحد فقط قام بمنع الجانب الآخر حرفيًا من الوصول إلى فصوله الدراسية، وكانت إحدى جامعات ولاية كاليفورنيا ساحة اختبار رئيسية لإلغاء حقوق الطلاب اليهود في حرية الحركة، وبالتالي حرية التعبير.
وعلى هذا، وكما قالت وكالة أسوشيتد برس ذاتها منذ فترة ليست بالبعيدة: “حكم القاضي بأن جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لا يمكنها السماح للمحتجين بمنع الطلاب اليهود من دخول الحرم الجامعي“:
حكم قاضٍ فيدرالي يوم الثلاثاء الموافق الأول من أكتوبر ٢٠٢٤ بأن جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لا يمكنها السماح للمحتجين المؤيدين للفلسطينيين بمنع الطلاب اليهود من الوصول إلى الفصول الدراسية ومواقع أخرى من الحرم الجامعي.
صدر حكم القاضي الفيدرالي، مارك سكارسي، في دعوى قضائية تم رفعها في يونيو/حزيران، من قبل ثلاثة طلاب يهود في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA). وادعى الطلاب أنهم تعرضوا للتمييز في الحرم الجامعي خلال الاحتجاج بسبب ديانتهم، وأن الجامعة فشلت في ضمان وصول جميع الطلاب اليهود إلى الحرم الجامعي.
وقال سكارسي: “في عام 2024، في الولايات المتحدة الأمريكية، في ولاية كاليفورنيا، في مدينة لوس أنجلوس، تم استبعاد الطلاب اليهود من التواجد في مواقع بالحرم الجامعي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لأنهم رفضوا التخلي عن معتقدهم الديني”.
وبالمثل، زعم تقرير في مجلة The Atlantic حول الوضع في جامعة ستانفورد: “في الواقع، تم الإبلاغ عن حفلتين في جامعة ستانفورد تم تنظيمهما هذا الخريف، بسبب مزاعم تتعلق بإجبار الناس على ترديد مقولة “اللعنة على إسرائيل” أو “فلسطين الحرة” للدخول.
على الساحل الشرقي، الوضع ليس أفضل، أفادت وكالة الأنباء اليهودية (Jewish Telegraphic Agency) “تقرير فريق عمل جامعة كولومبيا عن التمييز “الساحق” ضد اليهود والإسرائيليين”:
تم طرد الطلاب اليهود في جامعة كولومبيا من غرفهم في السكن، ومطاردتهم خارج الحرم الجامعي، وإجبارهم على إخفاء هويتهم اليهودية، ونبذهم من قبل أقرانهم، وتحقيرهم من قبل أعضاء هيئة التدريس، وفقًا لتقرير صدر يوم الجمعة عن فريق العمل التابع للجامعة لمكافحة معاداة السامية.
وعلى نحو مماثل، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مُنع الطلاب اليهود “جسديًا من التحرك عبر الحشد المناهض لإسرائيل في الردهة الرئيسية للمعهد”.

في صورة لوكالة الأسوشيتد برس بتاريخ 26 أبريل/ نيسان 2024، على اليسار، حمل المتظاهرون في جامعة جورج واشنطن لافتة تحذر الصهاينة (“المستعمرين”) من البقاء في واشنطن العاصمة، (من الواضح أن مغادرة الحرم الجامعي في واشنطن العاصمة، الذي تم تسليط الضوء عليه في قصة بينكلي، ليست كافية).
إن طرد الطلاب اليهود من مساحات الحرم الجامعي يعوق بشكل واضح حريتهم في التعبير، ومع ذلك لم تذكر مقالة وكالة الأسوشيتد برس، التي من المفترض أن تغطي قمع حرية التعبير في الجامعات، كلمة واحدة عن هذه الظاهرة المقلقة والمظلمة.

وفيما يتعلق بجامعة جورج واشنطن، إحدى الجامعات التي تم تسليط الضوء عليها، قام الطلاب المؤيدون لحماس في جامعة واشنطن بإسقاط عبارة “المجد لشهدائنا” على أحد مباني الجامعة في 24 أكتوبر/ تشرين أول 2023، في مدح للإرهابيين الذين نفذوا مجزرة 7 أكتوبر/ تشرين أول. (الصورة من حساب Stopantisemitism على منصة X).
وفي القصة، التزمت المقالة الصمت بشأن الشعار العملاق “المجد لشهدائنا” الذي تم عرضه على مبنى الجامعة بعد أسابيع فقط من مذبحة حماس في جنوب إسرائيل، وبدلاً من ذلك، خففت المقالة من حدة “الهتافات التي اعتبرها البعض دعوات لدعم الفلسطينيين، واعتبرها آخرون تهديدًا لليهود“، ولعل المقال أشار إلى هذا الشعار، فقد يقرر القراء بأنفسهم ما إذا كان الثناء على إرهابيي حماس الذين نفذوا المذبحة يشكل تهديدًا لليهود أم لا.
والواقع، أنه لم يكن هناك شك في الطبيعة المهددة للخطاب الذي يستهدف الطلاب اليهود في حدث مدرسي في مطعم كوشير بالقرب من كلية باروخ؛ تم ترديد هذه الجمل “لن تعودوا إلى المنزل الليلة” و”الكلاب خارج الحرم الجامعي”. ولم يكن هناك أي غموض حول الشعار الموجود خارج حرم CUNY Hillel.
(توضيح من المترجم لا يشمله النص الأصلي: CUNY Hillel هو فرع من فروع منظمة Hillel، وهي منظمة تهدف إلى دعم الطلاب اليهود في الجامعات والكليات، تقع CUNY Hillel في إطار نظام جامعة مدينة نيويورك (CUNY) وتعمل على تقديم الدعم للطلاب اليهود، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج الثقافية والدينية والاجتماعية).
كما أفادت مجلة تابليت:
“يقول مدرس اللغة الإنجليزية في جامعة مدينة نيويورك ومدير هيلل، إيليا براتمان؛ إن حدة العنف تفاقمت خلال الصيف، حيث أصبح المتظاهرون أكثر إحباطًا وتقلبًا، وفي الأسبوع الماضي ساروا خارج هيلل حاملين لافتة بيضاء مطلية بأحرف حمراء مكتوبًا عليها: “أعيدوا الحرب إلى الوطن”، ومرسوما عليها مدفعا رشاشا”.
لم يقدم المقال أي إشارة إلى أن الطلاب اليهود يتعرضون لانتهاكات صريحة وصارخة متواصلة، وهي تهديدات لا شك فيها وواضحة بصورة قاطعة.
من خلال الفشل في الإبلاغ عن منع الطلاب اليهود من حياتهم الأكاديمية والاجتماعية في الحرم الجامعي، أخضعتهم وكالة أسوشيتد برس لمحو ثانٍ.
وبإخفاء التهديدات المفتوحة للحياة اليهودية في الحرم الجامعي، تخاطر وكالة أسوشيتد برس بتمكين القوى غير الليبرالية التي تسعى إلى تطهير المساحات الجامعية من الطلاب اليهود وأصواتهم.
توضح ملاحظة مرفقة في أسفل مقال بينكلي:
تتلقى تغطية وكالة أسوشيتد برس للتعليم دعمًا ماليًا من مؤسسات خاصة متعددة، وكالة أسوشيتد برس مسئولة وحدها عن كل المحتوى، يمكنك العثور على معايير AP للعمل مع المؤسسات الخيرية، وقائمة الداعمين ومناطق التغطية الممولة على موقع AP.org.
أنظر التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية