كتبت: تمار ستيرنثال
20 مايو 2024
في تقرير زاخر بالمعلومات ويمثل أهمية كبيرة قامت وكالة رويترز للأنباء في 15 أيار/مايو، بتسليط الضوء على تطور مثير ، ويدعو للقلق فيما يتعلق بالعدوان الإيراني في المنطقة، حيث قامت بتضخيم عدد اللاجئين العرب الفلسطينيين الذين فروا إلى الأردن في أعقاب حرب عام 1948، ووصفت دلالتهم العددية باعتبارها “ملايين”.
تقرير الوكالة حمل عنوان “في ظل وقوع المملكة بظلال حرب إسرائيلية إيرانية… الأردن يحبط مؤامرة لتهريب الأسلحة داخل أراضيه”. ويقول التقرير إن معظم سكان المملكة الأردنية والبالغ عددهم 11 مليون نسمة هم من أصل فلسطيني، لأن الأردن استقبل ملايين اللاجئين الفلسطينيين الفارين من وطنهم في السنوات المضطربة التي تلت الإعلان عن دولة إسرائيل.
عموما فإن الحقيقة التاريخية والعلمية إن عدد اللاجئين الفلسطينيين في ظل حرب الاستقلال عام 1948 لم يصل حتى إلى مليون لاجئ، سواء ممن لجئوا إلى الأردن أو غيرها من الدول العربية. ويشير تقرير سابق نشرته وكالة رويترز ذاتها في الرابع عشر من مايو عام ٢٠٢٤ إلى إن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في ذلك الوقت بلغ قرابة ٧٠٠ ألف شخص. وتدفق هؤلاء إلى الدول العربية والعالم في أعقاب الحرب العربية الفاشلة لإبادة إسرائيل في عام 1948، ووصل حوالي نصفهم فقط إلى الأردن.
عموما لا توجد أي إحصائية علمية دقيقة تقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين بالملايين. وعموما فإن تقرير الوكالة المنشور باللغة العربية بعد ذلك لم يتضمن صفه الملايين الإحصائية للإشارة إلى أعداد اللاجئين الفلسطينيين ممن وصولوا إلى الأردن. والحقيقة العلمية المجردة التي تنشرها التقارير الفلسطينية ذاتها، ومنها الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية تعترف بذلك.
عموما تعترف الموسوعة بأن عدد سكان الضفة الغربية عام 1949 وصل إلى 740.000 نسمة، منهم 280.000 لاجئ. في نفس الوقت كان عدد سكان الضفة الشرقية 470.000 نسمة، بينهم 70.000 لاجئ. ويبلغ عدد سكان الأردن مجتمعين أكثر من 1.2 مليون نسمة، ثلثاهم من أصل فلسطيني، وهو ما يعرف بــ أردني من أصل فلسطيني. بمعنى آخر، استقبل الأردن نحو 350 ألف لاجئ فلسطيني (280 ألفاً من الضفة الغربية و70 ألفاً من الضفة الشرقية)، وليس “الملايين”. عموما اتصلت مؤسسة الكاميرا برويترز لطلب التصحيح وتدارك هذا الخطأ المعلوماتي… ترقبوا تحديثا.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.