في وقت سابق من هذا الشهر، قامت شبكة “دويتشه فيله” (DW) بطرد سبعة موظفين بعد استكمال تحقيق خارجي استمر لمدة شهرين، لفحص مزاعم تتعلق بمعاداة السامية داخل هيئة البث العامة الألمانية. بحث التحقيق فيما إذا كان عدد من الموظفين ملتزمين “بموقف DW الواضح بشأن حق إسرائيل في الوجود، وبموقف صارم ضد معاداة السامية. وينطبق ذلك أيضًا على الحسابات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي”، وفقًا لما أوضحته الشبكة.
كما هو موضح في نتائج تحقيق DW ( المنشور باللغة الألمانية) ومقتطفات باللغة الإنجليزية (هنا وهنا)، فإن الموظفين المقالين في القسم العربي من DW أدلوا بتصريحات دعمت تنظيم داعش، واعتبروا الهولوكوست “خدعة”، واتهموا اليهود بالسيطرة على الفن والإعلام والموسيقى، إلى جانب انتهاكات واضحة أخرى لقيم الشبكة.
وعلى الرغم من الكم الهائل من الأدلة التي توثق دعمهم للإرهاب ومعاداتهم الصريحة للسامية، ظهرت بعض الأصوات المعتادة التي حاولت تبرئة هؤلاء الموظفين من تعصبهم ودعمهم للإرهاب، عبر تصوير ذلك على أنه مجرد “انتقاد لإسرائيل”، في محاولة للتشكيك في التحقيق بأكمله.
من بين الموظفين المقالين كانت الصحفية الفلسطينية-الأردنية فرح مرقة، التي كتبت عدة مقالات في صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، التي يرأس تحريرها المعادي الشديد للسامية عبد الباري عطوان الذي يقيم في بريطانيا ويحمل الهوية الانجليزية، حيث أشادت بقتل المدنيين الإسرائيليين. تدعي مرقة أنها لم تُبلّغ بشكل صحيح بأسباب فصلها، وهي تتحدى قرار DW في المحكمة.
كما ورد سابقًا في صحيفة “The Algemeiner“، كتبت مرقة في ديسمبر 2015:
ولكني، وللتاريخ، سأعلن: “لو قاتلت الدولة الإسلامية في فلسطين من أجل التحرير، سأعيد النظر في كل أحكامي عليها، وعلى رجالها، ومموليها. وحين تدحر الإسرائيليين من الأرض المقدسة، سأكون ضمن صفوفها”.
وفقًا لصحيفة The Algemeiner، في مقال رأي منفصل، وصفت فرح مرقة إسرائيل بأنها “سرطان يجب استئصاله”، مستخدمة خطابًا قوميًا عربيًا شائعًا.
تكشف CAMERA Arabic هنا، ولأول مرة باللغة الإنجليزية، عن أمثلة إضافية قامت فيها مرقة بتمجيد العنف.
فيما يتعلق بإطلاق الإرهابيين من غزة صواريخ نحو تل أبيب، كتبت مرقة في يوليو 2014:
“عدنا لنطرب على أصوات صواريخ المقاومة تضرب عمق تل أبيب“.
كما أشادت بهجوم كنيس هار نوف في نوفمبر 2014، حيث قتل إرهابي فلسطيني خمسة مصلين وضابط شرطة، واعتبرته “نجاحًا إعلاميًا دوليًا”.
بكل الأحوال، علينا كفلسطينيين من مختلف الجنسيات والأصول، أن نتذكر أن الجهود الإعلامية إنما تبذل حين يبذل شهيدين كمنفّذي عملية القدس روحيهما فداءً لتلك الأرض، وحين يدبّ الرعب في نفوس المستوطنين، فلا يبقى أمام الإعلام بدٌّ عن الحديث بقضيتنا، حتى لو خاننا كل الساسة.
الزغاريد التي اطلقتها شقيقة عديّ الجمل، بأنفاس اختلط فيها الفرح مع الحزن المرّ على فراقه خلال البرنامج.. هذه الزغاريد المختلطة بالدموع.. هي التعبير الوحيد عنّي.. هي التعبير الوحيد عن فلسطين وقضيتها.. هذه الدموع والزغاريد هي التي ستسقط كل النظريات السياسية وعمليات السلام.. هي التي لن تجعل للفلسطيني وطنا آمنا طالما هم في أرضنا.. فالنساء ستظل تزغرد ألما. .وسنظلّ نغني “بنرفض نحنا نموت” ليحيا شهداؤنا في السماء..)
زغردي يا مقدسيّة.. فالقضيّة ستعود “الأساس” رغما عن أنف كلّ السياسيين!..
حول مقتل سمير القنطار، الإرهابي اللبناني المدان بقتل المدني داني هران وابنتيه الصغيرتين، بما في ذلك الطفلة عينات البالغة من العمر 4 سنوات، التي قام بسحق رأسها على صخرة، كتبت فرح مرقة في ديسمبر 2015:
لأحدد موقفي، أترحم على القنطار، فلا أحد يمكن أن ينكر عليه جهاده ضد الإسرائيليين وأسره لثلاثين عامًا.
حول الهجوم الإرهابي في شارع ديزنغوف في يناير 2016، والذي قُتل فيه ثلاثة مدنيين، قالت فرح مرقة عن المنفذ:
بالتأكيد لن أعقّب على نشأت ملحم وما فعله، فأنا أشعر أنني أصغر من أن أكتب حرفًا بحق ذلك البطل.
عند إطلاق سراح أحمد دقامسة من السجن، احتفت فرح مرقة بالجندي الأردني بسبب قتله سبع فتيات إسرائيليات من الصف الثامن عام 1997 في مارس 2017:
الأردنيون فرحون، ويحق لهم ذلك بكل المعايير، وهنا الحديث ليس فقط عن الانتقام وعن قتل اسرائيليات مستقر في عقيدة الاردنيين انهن “عدوّ”، وانما لأن بينهم من تحمّل نتيجة “فعلته” كاملة، حتى وان كانت قتلا وتطلبت منه دفع 20 عاما من حياته، فهو رجل يستطيع دفع كامل الثمن لفعلته.
حتى بعد انتقالها من عمّان إلى برلين قبل نحو أربع سنوات، لم تُبدِ فرح مرقة أي ندم على تمجيدها السابق للإرهاب. بل على العكس، فبعد إيقافها الأولي في ديسمبر 2021، استنكرت أي محاولة لمحاسبتها على ذلك، قائلة:
أولاً، اسمحوا لي أن أكرر: التنقيب في مقالاتي القديمة (التي تعود لأكثر من سبع سنوات)، وأخذ جمل خارج سياقها التاريخي والجغرافي والمضموني، واستخدامها لتشويهي واغتيال شخصيتي، هو أمر غير مقبول. أرفض أن ‘أدافع عن نفسي’ هنا، لأن ليس لدي ما أدافع عنه سوى الصحافة المهنية.
كثيرًا ما يحاول بعض الصحفيين تبييض رفض حق دولة اليهود في الوجود وتصوير تمجيد الإرهاب على أنه مجرد “انتقاد لإسرائيل”. إن اعتراف “دويتشه فيله” بهذا التحريض والتعصب على حقيقته يُعدّ أمرًا جديرًا بالملاحظة ويُشكر عليه.
أنظر إلى التقرير الأصلي على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.