اتُهم صحفيٌّ يظهر بصورة متكررة عبر القسم العربي في قناة بي بي سي لتغطية أحداث غزة الإسرائيليين بأنهم ليسوا بشرا، كما وصف اليهود بـ”شياطين المنافقين”. ظهر أحمد الآغا على قناة بي بي سي العربية لتغطية الصراع مراتٍ عديدة بداية من شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي.
قود ظهر يوم الأحد الموافق الثلاثين من إبريل مُقدّماً تقريره بالقرب مستشفى ناصر في خان يونس، بعد لحظات من اغتيال القوات الإسرائيلية إسماعيل برهوم، القيادي البارز في حماس، في غارة جوية على هذه المنشأة الطبية. وقد تم تصوّير الكاميرا لحظة القصف، كما ظهر” الأغا” معلقا على ذلك عبر بي بي سي نيوز.
تبيّن الآن أن السيد الآغا، الذي يُقدّم على الهواء كصحفي فلسطيني، قد خصَّ اليهود بالإدانة، ووصف الإسرائيليين بأنهم أسوأ من “الوحوش” على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ردًا على لقطات قصف إسرائيل لأبراج غزة في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، نشر الأغا على منصة أكس بعد بضعة أيام:
“هذا ليس فيلمًا هوليووديًا؛ هذا ما حدث في هذه الأبراج في مدينة غزة من قبل الإحتلال الإسرائيلي، ويحدث لنا في غزة، هذا فقط في مشهد واحد.
إنه كيان القذارة، ومستنقع الخبث بلا منافس، فإن اليهود هم شياطين المنافقين. هكذا وصفهم القرآن”.

وفي اليوم التالي، نشر بوستا آخر قال فيه: “ولعلمنا أيضا أن الإسرائيليين ليسوا بشرًا أصلًا، بل ليسوا بهائم، لعلهم جنس لا تعلم له وصفا يليق بشبقه وساديته!
هكذا في مشهد واحد.
فكيف لو جمعنا كل إجرامهم في كل ذلك التاريخ الأسود منذ احتلالهم حتى اللحظة.
إنه كيان القذارة، ومستنقعٌ الخبث بلا منافس”.

في مساء هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي أدت إلى مقتل أكثر من 1200 يهودي، كتب السيد الآغا على موقع X، في إشارة واضحة إلى ضحايا حماس: “انزعوا تعاطفكم، مهما كانت حالتهم البشعة. إنهم الجانب الفاسد من هذه القصة يا صديقي. دمهم المسفوك ليس شرفًا”.
عموما فإن بعض منشورات الآغا المسيئة لليهود والإسرائيليين عموما تعود إلى ما قبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ردًا على حادثة إطلاق نار قرب كنيس يهودي في القدس، والتي أودت بحياة سبعة مدنيين في يوم ذكرى الهولوكوست في يناير 2023، نشر صورة للمهاجم (شمال)، وأضاف الرسالة: “هذا الشهيد سرق قلبي، لقد قتل ثمانية صهاينة بمفرده”.
في مارس من العام الماضي، بدا الأغا وكأنه يُلمح إلى أن الدولة الفلسطينية ستشمل كامل المنطقة التي تُغطيها إسرائيل الآن، مُلمّحًا إلى تدمير الدولة اليهودية.
وقد نشر على موقع X: “كثيرًا ما نسمع عبارة: فلسطين عربية من البحر إلى النهر. لكن هل نعرف معناها؟ باختصار، فلسطين عربية بالكامل، شرقًا وغربًا”.
وقد حُذفت العديد من منشورات الأغا من موقع X بعد أن تواصلت معه صحيفة التلغراف للتعليق. بدورها أكدت مصادر إن الأغا ليس عضوًا في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
وقد أدان بعض من المراقبين الإعلاميين تعاون هيئة الإذاعة البريطانية مع “الأغا”، متهمين بي بي سي عربي، وهي جزء من الخدمة العالمية لبي بي سي، بمعاداة السامية والتحيز ضد إسرائيل.
وتقول لجنة الدقة في تقارير وتحليلات الشرق الأوسط (كاميرا) إن ذلك يدل على استعداد بي بي سي العربية لتوظيف والتعاون مع مساهمين لا يمكن الوثوق بهم لتقديم تقارير أو عمل إعلامي من المفترض أن يتحلى بالموضوعية والتوازن.
وقال متحدث باسم كاميرا المملكة المتحدة: “لطالما فشلت بي بي سي في التعامل بشكل مناسب مع موظفيها ممن نشروا وأعجبوا بتعليقات تدعم استهداف المدنيين الإسرائيليين”.
ويُضاف سجل الأغا عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى مجموعة الأدلة التي تُظهر أن العديد من الأفراد الذين تعتبرهم بي بي سي “صحفيين” ويقدمون معلومات من المفترض أنها ذات مصداقية وموثقة من غزة، “لا يصمدون عند مراجعة آرائهم الأساسية ولا يمكن تمييزهم عن الداعين للدعاية”.
وقد دعت كيمي بادينوخ، زعيمة حزب المحافظين الشهر الماضي، إلى “إصلاح شامل” لقناة بي بي سي العربية بعد أن اتهمها تقريرٌ نشرته كاميرا بـ”معاداة السامية المروعة والتحيز ضد إسرائيل”.
وفي رسالةٍ إلى تيم ديفي، المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، قالت السيدة بادينوخ: “تهدف بي بي سي العربية إلى تقديم أخبار عالية الجودة وموثوقة لمئات الملايين من الناطقين بالعربية. ينبغي أن تلتزم بأعلى معايير البث الإذاعي العام. وبدلاً من ذلك، يبدو أن الخدمة العالمية قد تُثير التطرف وتُضلل الجماهير – بينما تُموّل من دافعي الضرائب ورسوم الترخيص. هذا أمرٌ غير مقبولٍ على الإطلاق ويجب أن يتوقف”.
وقد قامت بي بي سي بالتحقيق مع عددٍ من الإعلاميين والمراسلين في القسم العربي ممن أعجبوا أو شاركوا منشوراتٍ على وسائل التواصل الاجتماعي بدت وكأنها تُشيد بفظائع السابع من أكتوبر، لكنها لم تتخذ أي إجراءٍ إضافي ضدهم.
وقال متحدثٌ باسم بي بي سي: “لا يُسمح للصحفيين الدوليين، بمن فيهم بي بي سي، بالدخول إلى غزة، لذا نستمع إلى آراء مجموعةٍ من المتواجدين هناك”.
ويضيف المتحدث ان “أحمد الآغا كان فقط متعاونا، وهو ليس عضوًا في فريق بي بي سي أو ضمن فريق إعداد التقارير فيها. في هذه الحالة، لم نكن على علم بنشاط المساهم على مواقع التواصل الاجتماعي قبل التواصل معه”.
ويوضح المتحدث “الأغا لم يُعبَّر عن آرائه على منصة بي بي سي، ومنشوراته لا تعكس وجهة نظر بي بي سي، ونحن على يقين تام بأنه لا مكان لمعاداة السامية في خدماتنا”.
ولم يستجب السيد الآغا لطلبات التعليق التي أرسلتها له تلغراف.
كتب: باتريك ساوير ويعقوب فريدلاند.
5 إبريل 2025
للاطلاع على أصل التقرير أنقر هنا.