نشر موقع شبكة “CNN” الأمريكية العامة تقريرًا باللغة الإنجليزية يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2019، حلل فيه المراسل سام كيلي احتمالات اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة. وتطرق كيلي، في معرض تحليله، إلى الأبعاد الإقليمية للملف الإيراني منوهًا في هذا السياق إلى إسرائيل أيضًا. غير أنه أقدم على ارتكاب خطأ فادح حيث وصف حربيْ 1948 و-1967 بأنهما كانتا “حربين إسرائيليتين متتاليتين لتوسيع الأراضي”.
تبدو هذه الملاحظة غريبة بالنسبة لكل من لديه معرفة ولو بسيطة بالحقائق التاريخية، إذ بات من المشهود له أن كلتا الحربيْن المذكورتيْن كان الهدف منهما أساسًا اقتلاع إسرائيل من الوجود أصلاً. ويزداد الأمر غرابةً إذا تذكرنا أن المراسل كيلي نفسه كان قد إعترف بهذه الحقائق التاريخية عام 2008، حيث جاء في مقال له نشره على صفحات صحيفة “غارديان” البريطانية وتناول فيه أحداث 1948 ما يلي:
“خاضت جيوش مصر وسوريا والأردن بنفسها معركة لمحو الدولة اليهودية“
أما حرب 1967 فمن المتعارف عليه أن قادة الدول العربية هددوا مرارًا وتكرارًا بتدمير إسرائيل قبل شنها هجومها الوقائي عليهم يوم 5 يونيو/حزيران 1967. وخلال السنوات التي سبقت الحرب أكد الرئيس المصري جمال عبد الناصر علنًا رغبته ونظراءه القادة العرب في إبادة الدولة العبرية في عدة مناسبات، مثلًا خلال زيارته لمدينة حلوان عام 1965 حيث قال:
“طبعًا هدفنا هو عودة حقوق شعب فلسطين كاملة يعني هدفنا هو القضاء على إسرائيل (…) في مؤتمر القمة العربي الأول الذي انعقد من أجل فلسطين والذي كان الهدف منه أن تكون هناك وحدة عمل من أجل فلسطين حددنا هدفنا إلى قسمين. هدف عاجل وهو أن تستكمل القوى الدفاعية العربية وهدف قومي وهو القضاء على إسرائيل“.
نشير أيضًا، على صعيد آخر، إلى أن المراسل كيلي قلل في مقاله الآنف الذكر من عدد الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم إلى الأردن خلال حربي 1948 و-1967 وذريتهم، حيث ادعى أن عددهم يبلغ 200 ألف، مع العلم أن عدد الفلسطينيين غير المتجنّسين القاطنين في المملكة الهاشمية يُقدَّر بـ630 ألفًا، فيما يُقدَّر عدد الفلسطينيين من مواطني الأردن أصحاب الحقوق كاملة بـ1.8 مليون.
بالطبع استرعت هذه الأخطاء انتباه فريق (كاميرا) باللغة الإنجليزية الذي راجع موقع CNN بالأمر. وبعد مضي أكثر من أسبوعين على نشر هذه الأخطاء (وتحديدًا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2019) عمد موقع CNN إلى تصحيحها، إذ أقر محررو المقال في ملاحظة جانبية بما يلي:
“في 1948 تعرضت إسرائيل تعرضت لغزو جيوش عربية هاجمتها فور إعلان إسرائيل استقلالها. في 1967 سددت إسرائيل ضربة وقائية ضد ما اعتبره قادتها هجمات واعتداءات وشيكة من قبل دول عربية مجاورة (…)“
كما تم تصحيح المعطيات الخاطئة الواردة في المقال بشأن عدد الفلسطينيين المقيمين في الأردن، حيث تشير الصيغة الجديدة إلى تواجد 500 ألف فلسطيني يقيمون في مخيمات اللاجئين في الأردن.
