بعد وفاة أحد أخر يهود العراق في مارس/آذار 2021، الطبيب ظافر فؤاد الياهو، عن عمر يناهز 61 عاماً، نشرت “بي بي سي عربية” تقرير تحت عنوان: “يهود العراق: أربعة فقط بعد وفاة آخر طبيب من أبناء الطائفة.”
وقد اقتبس المقال فقرات من تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” بتاريخ 28 مارس/ آذار 2021 (تقرير “فرانس برس” كان قد صدر أيضاً باللغة الإنجليزية بتاريخ 27 مارس/ آذار 2021)، ولكن بعد حزف الاشارة إلى ما عرف بمذبحة الفرهود وكذلك مع محاولة التقليل من حجم معاناة يهود العراق سواء كان من قبل الدولة العراقية آنذاك أو على يد الأغلبية المسلمة.
وهذه هي المعلومات التي تم حزفها من قبل “بي بي سي عربية” في نسختها المنقحة لتقرير “فرانس برس”، في ما يعد قراءة انتقائية للتاريخ تهدف إلى تفادي التطرق إلى معاناة يهود العراق:
- مذبحة الفرهود التي راح ضحيتها “أكثر من مئة” (179) يهودي “في بداية الأربعينات” (في يونيو/حزيران 1941).
- مشاركة العراق في حرب 1948 ضد إسرائيل.
- إجبار يهود العراق على التخلي عن جنسيتهم وممتلكاتهم مقابل السماح لهم بمغادرة البلاد.
- الاضطهاد الذي تعرض له ما تبقى من يهود العراق أثناء العقد الأخير من قبل السلطات والعنف الذي مارسته ضدهم المليشيات.
- اعتبار “دعم الصهيونية” جريمة عقوبتها الإعدام حتى يومنا هذا.
وحينما ذكرت “بي بي سي عربية” في مقالها قضية اضطهاد اليهود في الخمسينات من قبل الدولة العراقية، نقلاً عن تقرير وكالة الأنباء الفرنسية، حرصت على إخلاء مسؤوليتها مضيفةً عبارة “بحسب فرانس برس”.
كما أن “بي بي سي عربية” اعتبرت تأسيس دولة إسرائيل في العام 1948 سبباً في بداية مغادرة اليهود للعراق، في حين أن النزوح كان قد بدأ في بداية الأربعينات مع وصول رشيد علي الكيلاني الموالي لألمانيا النازية إلى الحكم والتنكيل باليهود من قبل السلطات. حيث أن المقال لم يتطرق بتاتاً إلى أحداث الفرهود أو إلى مشاركة العراق في حرب 1948.
والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تسعى فيها “بي بي سي عربية” التقليل من حجم معاناة اليهود في بعض الدول العربية أو تفادي تلك المواضيع. حيث أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نقلت القناة البريطانية الناطقة بالعربية عن موقع منظمة “JIMENA” الواقعة في سان فرانسيسكو تقريراً تاريخياً عن يهود سوريا حزفت منه التشهير الدموي الذي طال هذه الطائفة في العام 1840 حيث جرى اتهامها بفرية الدم، وكذلك مذبحة حلب عام 1947 والعملية الإرهابية التي استهدفت كنيس دمشق عام 1949.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”
