جاء في النُسخ الأولية للتقرير الذي وضعه موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) باللغة الإنجليزية، بخصوص اتفاقية تطبيع العلاقات التاريخية بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة (حيث نُشر التقرير على الموقع يوم 13 أغسطس/آب 2020) ما يلي:
“تُعتبر الاتفاقية ثالث اتفاقية سلام إسرائيلية عربية منذ إعلان استقلال دولة إسرائيل عام 1948، حيث كانت مصر قد وقعت اتفاقية كهذه عام 1979 ثم وقعها الأردن عام 1994.”
غير أن فريق “كاميرا عربية” لاحظ هذا الخطأ واتصل بفريق تحرير BBC لإحاطته علمًا بأنه كانت هناك اتفاقية سلام أخرى كانت إسرائيل قد وقعتها مع موريتانيا عام 1999 إلا أن موريتانيا قررت تجميدها بعد مضي عقد من السنين على توقيعها). ويعني ذلك أن الاتفاقية الإسرائيلية الإماراتية حديثة العهد هي الرابعة لدولة إسرائيل مع دولة عضو في الجامعة العربية منذ عام 1948.
وعقب موقع BBC على ملاحظة فريقنا بالآتي: “إننا نشكركم على تواصلكم معنا حول تقريرنا بعنوان إسرائيل ودولة الإمارات تتوصلان إلى اتفاقية تاريخية لتطبيع العلاقات. وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك بـ”ثالث اتفاقية سلام رسمية بين إسرائيل ودولة عربية”، وعليه نُصرّ على صيغتنا. غير أننا أضفنا للتقرير جملة تشير إلى الاتفاقية مع موريتانيا التي كانت الأخيرة قد جمدتها عام 2009.”
وبالفعل تتضمن الصيغة الحالية لتقرير BBC المنوَّه به الآتي: “لقد وقعت مصر اتفاقية مع إسرائيل عام 1979 ثم قام الأردن بذلك عام 1994. كما أن موريتانيا أنشأت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 1999 إلا أنها جمدت مفعول الاتفاقية عام 2009.”
نشير ختامًا، في سياق مماثل، إلى أنه كانت هناك بالفعل اتفاقية أخرى وقعتها إسرائيل مع لبنان أثناء ما يُعرف حاليًا باسم “حرب لبنان الأولى” (ابتداءً من عام 1982)، وتحديدًا يوم 17 مايو/أيار 1983 خلال فترة ولاية أمين الجميّل رئيسًا للبنان. غير أن مسؤولين إسرائيليين، ومن ضمنهم وزير الخارجية آنذاك يتسحاق شامير (أنظر كلامه أمام الكنيست الإسرائيلي [بالعبرية])، أقرّوا بأن الاتفاقية لم تَرقَ إلى مستوى اتفاقية سلام كاملة بل كانت أساسًا مجموعة تفاهمات أمنية، علمًا بأن الحكومة اللبنانية نفسها تراجعت رسميًا عن الاتفاق، بفعل ضغوط سورية شديدة خضعت لها، يوم 5 مارس/آذار 1984.
أنظر التقرير المنشور أصلاً بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”
