عدّلت صحيفة “الغارديان” البريطانية صيغة تقرير لها تناولت فيه قصة سناء دراوشة، فهي حكم لكرة القدم من بلدة عرابة الإسرائيلية أصبحت أول مرأة عربية في إدارة وتنظيم الالعاب الرياضية العالمية التابعة لـ”فيفا”.
وتم نشر التقرير في موقع “أوبزرفر” التابع لصحيفة “الغارديان” يوم 12 يناير/كانون الثاني 2020. وفي الوقت الذي نرى فيه أن “الغارديان” تستحق الثناء على تسليطها الضوء على قضايا النساء العربيات الإسرائيليات، من خلال تطرقها إلى قصة الشابة دراوشة (28 عامًا) الفريدة حقيقةً، إلا أن الصيغة الأولية للتقرير تضمنت خطأ فادحًا كونها قد وصفت أماكن سكن مواطني إسرائيل العرب بأنها “تقتصر غالباً على مناطق معينة [جغرافيّاً] حيث تكون الموارد محدودة، كما أن نسبة تمثيلهم [السياسي] ضئيلة أو معدومة“.
غير أن هذا الوصف خادع على اعتبار أنه يلمّح، ولو من طرف خفي، إلى أن المواطنين العرب في إسرائيل مرغَمون على الإقامة في مناطق معينة، مع العلم أنه لا توجد أي قيود مفروضة منذ عقود على إقامة المواطنين العرب داخل إسرائيل أينما شاؤوا (بخلاف الوضع الذي كان سائدًا حتى عام 1966، أي خلال الأعوام الـ18 الأولى على قيام دولة إسرائيل، حيث كانت غالبية السكان العرب داخل إسرائيل تخضع لحكم عسكري قيّد بالفعل تحركاتهم).
أما حديث تقرير “الغارديان” آنف الذكر عن أن نسبة التمثيل السياسي للأقلية العربية في إسرائيل “ضئيلة أو معدومة”، فإن هذه الصياغة تتجاهل القائمة المشتركة ثالث أكبر كتلة برلمانية في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الذي تضم في عضويتها غالبية عظمى من الممثلين العرب (12 من أصل 13 نائبًا)، ناهيك عن عدد آخر من ممثلي المجتمع العربي الإسرائيلي الذين تمكنوا على مرّ السنين من المشاركة في الحياة السياسية عبر أحزاب أخرى.
وبالتالي راجع فريق “كاميرا” المختص بالإعلام البريطاني مراسل “أوبزرفر” ساشين نكراني بطلب تصحيح هذه الصيغة الجارحة. ولقيت هذه المراجعة التجاوب من قبل هيئة التحرير للموقع وتم حذف عبارة “حيث تكون [نسبة] التمثيل السياسي ضئيلة أو معدومة”. ويؤسفنا القول إنه لم يتم، بالمقابل، تعديل الصيغة التي تنوه إلى إقامة مواطني إسرائيل العرب في مناطق معينة فقط.
أنظر التقرير الصادر أصلاً على موقع “مرصد الإعلام البريطاني” التابع لمؤسسة “كاميرا”