مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تتجاهل معاداة اليهود الواضحة في علم الحركة الحوثية اليمنية

نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية الاقتصادية الشهيرة، في عددها المطبوع الصادر يوم 8 فبراير/شباط 2020 مقالاً بعنوان “نمط السلطة الحوثي“، حيث تناول بعض ملامح الحركة الحوثية أحد أطراف الحرب الأهلية المتواصلة منذ سنوات في اليمن. وتضمن المقال الفقرة التالية:

ينتمي الحوثيون إلى فرع صغير للشيعة يُدعى الزيدية وهو الأقرب إلى السُنّة بين الفروع الأخرى [للشيعة]. وكان أدعياء سعوديون يجتازون على مدى عقود الحدود [اليمنية] وصولاً إلى محافظة صعدة حيث يقيم الحوثيون لغرض تحويل أتباع الزيدية إلى السنة. غير أن عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين [الحوثيين] قد سعى إلى حجب النفوذ السعودي، حيث زيّن الزيدية برموز المقاومة الشيعية. إن علم الحوثيين، مثله مثل علم حزب الله، الحركة اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران، يُظهر القبضة المشدودة ورشاش كلاشنيكوف والشعاران ’الموت لأميركا’ و’الموت لإسرائيل’.

غير أن هذه الفقرة، للأسف، تشمل بعض النقاط الخاطئة والمضللة. إذ يجب الإشارة أولاً إلى أن الزيدية، رغم كونها بالفعل تيارًا صغيرًا في باقي المجتمعات الشيعية، هي التيار الوحيد لدى الشيعة اليمنيين الذين تبلغ حصتهم من مجموع السكان في اليمن حوالي 40%. كما أن أتباع المذهب الزيدي ينتشرون في محافظات مختلفة من شمال اليمن وليس في صعدة وحدها كما جاء في تقرير “الإيكونوميست”.

لكن الخطأ الأكثر فداحةً في تقرير المجلة البريطانية يعود إلى وصفهم الناقص للعلم الحوثي الذي يتضمن، كما يظهر في الصورة أدناه، من خمسة شعارات. ولا مبرر في نظرنا لتجاهل حقيقة أن يحتوي العلم على عبارة “اللعنة على اليهود” الدالة على أن عداء الحوثيين لا يقتصر فقط على دولة إسرائيل (بإعتبارها كيانًا سياسيًا يهيمن عليه اليهود) بل يتعداها ليطال جميع أتباع الديانة اليهودية أينما وُجدوا.

أما إشارة “الإيكونوميست” إلى رموز حزب الله اللبناني التي تبناها الحوثيون فإنها (أنظر الصورة أدناه) تخص بالفعل علمًا آخر لكنه أقلّ انتشارًا واستخدامًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن.



وتدل الصورة الواردة أدناه على شيوع رفع علم الحوثيين في تظاهراتهم:

وعليه تقدم فريقنا بالتعاون مع “مرصد الإعلام البريطاني” التابع أيضًا لمؤسسة “كاميرا” بشكوى إلى هيئة تحرير مجلة “إيكونوميست” بشأن الأخطاء السالفة الذكر، إلا أن هذه المراجعة لم تلقَ حتى الآن أي تجاوب.

أنظر إلى التقرير الوارد بالإنجليزية في موقع “مرصد الإعلام البريطاني”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *