في الأول من يوليو/تموز من العام الجاري، حيث اهتم الإعلام العالمي بموضوع امكانية أن تضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية في سياق الإعلان عن مبادرة السلام الأمريكية المعروفة بصفقة القرن، نشر موقع “بي بي سي عربية” على الإنترنت تقريراً بعنوان: “المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية: ماذا تعرف عنها؟ ولماذا أُنشئت؟”
ويحتوي التقرير على خمسة أخطاء أساسية تم رصدها من قبل فريق “كاميرا عربية” الذي اتصل على الفور بهيئة تحرير “بي بي سي عربية” لطلب التصحيح. ولم يأت أي رد حتى اليوم، بالرغم من مرور عدة أشهر، مع العلم أن هذه ليست أول مرة يرتكب فيها موقع “بي بي سي عربية” الأخطاء ثم يتجاهل طلبات تصحيحها.
1- “يوشك الكنيست الإسرائيلي على التصويت على قرار بضم المستوطنات الإسرائيلية […]”
أنذاك الحديث كان يدور فقط حول امكانية تطبيق القانون المدني الإسرائيلي على عدد محدود من المستوطنات (لم يتم حتى ذكرها بالاسم)، بعد مناقشة الأمر في مجلس الوزراء المُصغر بعد الأول من يوليو/تموز. ولو أن المشروع كان قد حظي بموافقة حكومية، لكان سيُطرح أولاً للمناقشة في لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قبل أن يتم التصديق عليه من قبل البرلمان.
2- “[…] المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.”
بحسب قاموس المفردات الأكاديمية المُتبع من قبل “بي بي سي”، فإن الأراضي الفلسطينية هي “الأراضي الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية”. بينما لا تدير السلطة الفلسطينية “المناطق ج” كونها تخضع، طبقًا لاتفاقات أوسلو، لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية كاملة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المناطق يعيش فيها إسرائيليون (سكان معظم المستوطنات) إلى جانب الفلسطينيين.
3- “تقول معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة – والاتحاد الأوروبي – إن إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تعد انتهاكا للقانون الدولي. وكانت الولايات المتحدة تتخذ هذا الموقف، رسمياً على الأقل.”
هذا الادعاء غير دقيق، حيث أن الولايات المتحدة لم تتبنَّ هذا الموقف منذ أكثر من أربعة عقود. وعلى الرغم من ادانة بعض المسؤولين الأمريكيين لمشاريع البناء في المستوطنات واصفين إياها بأنها “عائق أمام السلام”، لم تصدر أي إدانة صريحة لها من الإدارات الأمريكية المتعاقبة ذُكر فيها أن المستوطنات تتنافى مع القانون الدولي.
4- “المستوطِنة الإسرائيلية تلد في المتوسط أكثر من سبعة أطفال في الوقت الراهن.”
هذا الرقم غير دقيق وهو منسوب عن طريق الخطأ إلى أستاذ علم الاجتماع د. ينون كوهين. حيث تؤكد أبحاث د. كوهين (المشار إليها على موقعه) أن معدل الإنجاب لسكان المستوطنات هو أقل من ذلك بكثير ويبلغ 5.1 أطفال تقريبًا (حسب إحصائيات د. كوهين العائدة إلى عام 2012، بحيث تراجع هذا المعدل إلى 4.9 أطفال وفق أحدث إحصائية إسرائيلية رسمية من العام الماضي 2019). ويبدو أن الأرقام قد اختلطت على كتّاب التقرير، على اعتبار أن معدل الولادة المذكور فيه (7 أطفال) يطال النساء في شريحة اليهود المتشددين دينيًا (الحريديم).
5- تضمنت ملاحظة توضيحية لخارطة للضفة الغربية تشير إلى الجدار الفاصل الأمني الإسرائيلي، عبارات مثل “حدود الضفة الغربية” أو “مستوطنات قيد الإنشاء”، في الوقت الذي تشير فيه الخطوط الحمراء الواردة في الصورة إلى الجدار، وليس إلى الحدود أو إلى المستوطنات. وكان قد سبق لفريق “كاميرا عربية” أن نوه عن ذات الخطأ في مقال سابق.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجلزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”