تفاصيل وراء إنكار وكالة فرانس برس باللغة العربية لحقيقة وجود معابد يهودية على جبل الهيكل

المصور: عكيفا شتيرنثال

في خدمة أنباء وكالة فرانس برس باللغة العربية، ينفون وبصورة عنيدة حقيقة وجود معابد يهودية قديمة كانت تقع على جبل الهيكل في القدس، وهي حقيقة تاريخية دامغة. ويؤثر هذا العناد والنفي التحريري من الوكالة (في قسمها العربي) سلبًا على التغطية. عموما عندما انتقدت مؤسسة كاميرا وكالة فرانس برس، وتحديدا القسم العربي في هذه الوكالة الأسبوع الماضي بسبب نشر معلومة كاذبة، قامت الوكالة الفرنسية بتجاوز هذا التصحيح وقامت بحذف أي ذكر للصلة اليهودية بالموقع. وقالت الوكالة نصا أن الرواية اليهودية تشير إلى وجود معابد يهودية قديمة على الهيكل، زاعمة أن هذه الحقيقة التاريخية ليست إلا ادعاءً غير مؤكد. وفي النص العربي الذي يحتوى على الكثير من المعلومات المنافية للحقيقة والذي نشرته وكالة فرانس برس ، ونقله عنها موقع سويس إنفو على هامش تغطية الوكالة الفرنسية  لمسيرة الأعلام للاحتفال بيوم القدس، واعتبرت الوكالة إن معلومة وجود معابد يهودية على جبل الهيكل ، تمثل معتقدا يهوديا ، دون الإشارة إلى أن هذه هي الحقيقة الدينية والتاريخية المؤكدة. (توضيح : مسيرة الأعلام ، هي مسيرة تقوم بها إسرائيل ومواطنيها للاحتفال بتوحيد مدينة القدس، وللعلم يشارك عدد من أبناء الأقلية العربية في هذه المسيرة باعتبارهم مواطنين في الدولة).

الصياغة التحريرية الخاطئة (المغلوطة) لتداول الوكالة الفرنسية للأنباء يعاد نشرها بنفس الصيغة عبر موقع سويس إنفو السويسري

وقالت الوكالة في معرض حديثها عن هذه النقطة: ” حائط البراق الواقع في ساحة المسجد الأقصى، يقول عنه اليهود إنه بُني على جبل الهيكل، والذي يعتبر الموقع الأقدس في اليهودية”.
(توضيح: يستخدم المسلمون مصطلح حائط البراق للإشارة لهذا الحائط ، بينما يستخدم العالم والمراجع العلمية مصطلح حائط المبكى)
(توضيح: يعتبر الموقع المشار أليه على جبل الهيكل الموقع الأقدس في اليهودية ، كما أنه يصنف إسلاميا باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين)

عموما لا يوجد جدل أثري بشأن حقيقة أن المعابد اليهودية كانت تقع على جبل الهيكل. وقد أشار الموقع باستخفاف إلى موقع المعابد على الجبل، وهو الموقع الأكثر قدسية في اليهودية وثالث أقدس موقع في الإسلام، كما مجرد مسألة عقيدة يهودية، إذ جاء فيها: “حائط المبكى، الواقع في قاعدة المسجد الأقصى، والذي يقول اليهود إنه بني على جبل الهيكل، أقدس موقع في اليهودية”. عموما فإن الحقيقة التاريخية التي لا غبار عليها تشير إلى أن المعابد اليهودية كانت موجودة على جبل الهيكل، وقد اضطرت صحيفة نيويورك تايمز.

إلى تعديل مقال يشكك في وجود هذه المعابد اليهودية في جبل الهيكل نشرته عام ٢٠١٥ ، وقد تم تصحيح الصحيفة لمحور موضوع قامت به عن موقع ومكان وجود المعابد تحديدا في الموقع، وليس عما إذا كانت بالأساس موجودة أو لا، كما كان منشورا في النسخة الأصلية لهذا التقرير ، وقد أخطأت نسخة سابقة من هذا المقال في صياغة السؤال الذي لم تجب عنه العديد من الكتب والأطروحات العلمية بشكل قاطع فيما يتعلق بالهيكلين اليهوديين القديمين. السؤال هو أين كانت تقع المعابد في موقع جبل الهيكل الذي تبلغ مساحته 37 فدانًا، وليس ما إذا كانت المعابد موجودة هناك على الإطلاق.

بالإضافة إلى الاكتشافات الأثرية، تشهد مجموعة متنوعة من المصادر التاريخية ، بما في ذلك النصوص الإسلامية والمسيحية الكلاسيكية على وجود المعابد في الموقع.  عموما فإن الجدار الغربي (وليس “المبكى”)، وهو جدار استنادي لجبل الهيكل، في واحدة من بقايا مجمع المعبد. والجدير بالذكر أن التقارير الخاطئة لا تظهر في النسخة الإنجليزية من تقرير وكالة فرانس برس نفسه، الذي يتخطى ماضي الموقع، والذي يشير بشكل صحيح إلى “الحائط الغربي”.

والجدير بالذكر أن التقارير الخاطئة لا تظهر في النسخة الإنجليزية من تقرير وكالة فرانس برس نفسه، الذي يتخطى ماضي الموقع، والذي يشير بشكل صحيح إلى “الحائط الغربي”.

المصور: عكيفا شتيرنثال

موقع دويتشه فيليه يعكس حقيقة أن بعض من النسخ العربية من المواقع الإخبارية والمنصات الرقمية الغربية يمكنها أن تعترف بشكل صحيح بأن المعابد اليهودية كانت جزءًا لا يتجزأ من هذا الموقع المقدس.

وقد أفادت  القناة الألمانية لهذه المعلومة بالقول: “أما بالنسبة لليهود، فيشيرون إلى المكان باسم “جبل الهيكل” ويعد أقدس مكان لدى اليهود. وتضم البلدة القديمة في القدس قبة الصخرة والمسجد الأقصى، فيما يوجد بها أيضا أماكن مسيحية مقدسة. وحتى تدمير الهيكل على يد الرومان عام 70 بعد الميلاد، كان يقف هنا الهيكل اليهودي الثاني، كما أن  البقعة المقدسة  بالنسبة للمسلمين ترتبط “برحلة المعراج وصعود النبي محمد إلى السماوات”.

(توضيح: دويتش فيله: واختصارها DW أي الموجة الألمانية) هي هيئة البث الدولية لألمانيا إلى العالم الخارجي، وهي واحدة من كُبْرَيَات هيئات البث الموجهة إلى الخارج”

بالإضافة إلى ذلك، حذفت قناة الحرة، الشبكة الأمريكية العامة التي تمولها الدولة، مؤخرًا فقرة تقول إن “اليهود… يعتقدون” بوجود معبد تم تدميره في عام 70 ميلادية. وعلى عكس ذلك، قامت وكالة الصحافة الفرنسية بخطوة أسوأ من مجرد عدم تصحيح المقالة، حيث لقد أزالت بالكامل الإشارة المعيبة وغير الكافية إلى موقعه كموقع أقدس في اليهودية، واستبدلتها بالتالي: “المسجد الأقصى، ثالث أقدس المواقع في الإسلام.”

وقد تجاوزت وكالة الصحافة الفرنسية أيضًا تصحيح الإشارة الخاطئة إلى “حائط البراق”.

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *