تمكن فريق”كاميرا” المتابع لوسائل الإعلام العالمية الناطقة بالإنجليزية من إقناع الإذاعة الأمريكية العامة (PBS) بتعديل معطيات خاطئة كانت قد أوردتها في يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2020 ضمن برنامجها “ساعة أخبار نهاية الأسبوع” (NewsHour Weekend) حول عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان ولا سيما في مخيمات اللاجئين.
وقد جاء ضمن البرنامج المذكور، وتحت عنوان “اللاجئون الفلسطينيون يحتفلون بفوز بايدن-هاريس [في انتخابات الرئاسة الأميركية] ويتمنّون الإغاثة“، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) تقول إن هناك أكثر من 470 ألف لاجئ فلسطيني مقيم على الأراضي اللبنانية (هكذا على لسان مقدّم البرنامج ثم، في سياق تقرير مراسلة القناة العامة حول الموضوع تكررت إحصائية مماثلة تفيد بأن عدد هؤلاء اللاجئين يزيد على 450 ألفًا).
غير أن هذه الأرقام مبالغ فيها إلى حد كبير، ذلك لأن معطيات وكالة الأنروا تفيد حقيقة بأن هناك أكثر من 470 ألف لاجئ مسجَّل لديها لكن العدد المقدَّر لللاجئين الفلسطينيين المقيمين عمليًا على الأراضي اللبنانية لا يربو على 180 ألفًا. ويتماشى هذا الرقم مع معطيات صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) التي تتحدث عن تواجد حوالي 192 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان (بينهم نحو 18 ألفًا ممن لجأوا إلى لبنان من الأراضي السورية).
كما تضمن البرنامج المذكور خطأ آخر، إذ أفادت المراسلة التي قدّمت التقرير الخاص باللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأن غالبيتهم يقيمون في مخيمات عشوائية لم يكن مخططًا أصلاً لاستخدامها على المدى البعيد. غير أن هذا الادّعاء يتنافى أيضًا مع معطيات الأنروا التي توضح أن حوالي 45% من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون داخل مخيمات اللاجئين الـ12 القائمة في لبنان.
نظرًا لهذه الأخطاء، فقد راجع فريق “كاميرا” الإذاعة الأمريكية العامة بطلب تصحيحها، وبالفعل استجابت الإذاعة مشكورةً لهذا الطلب، إذ اختتمت حلقتها الأسبوعية التالية التي تم بثها يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2020 بهذا التوضيح على لسان مقدم البرنامج:
أخيرًا الليلة، توضيح حول قصة قمنا ببثّها نهاية الأسبوع الماضي حول اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وذكر تقريرنا أن أكثر من 450 ألف لاجئ يعيشون في لبنان. وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من 470.000 [لاجئ] ‘مسجلون’ ، بينما أقل من 200.000 يقيمون هناك. ويعيش 45٪ من هؤلاء في مخيمات اللاجئين في البلاد ، وليس ‘معظمهم’ كما ورد في التقرير
كما أحاطت الإذاعة الأمريكية العامة مؤسسة “كاميرا” علمًا بنيتها نشر هذا التصحيح على صفحتها الإلكترونية الخاصة بالتقرير المذكور. وبالفعل أوفت الإذاعة بوعدها ونشرت التصحيح المطلوب بصيغة مماثلة لما ذكِر أعلاه يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2020 على الصفحة الإلكترونية المعنية.
أنظر إلى التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية
