نشرت شبكة (سكاي نيوز العربية) مرة أخرى خبرًا تختلّ فيه موازين الخطأ و الصواب، وذلك يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ولاحظ فریق “کامیرا العربية” ما لا يقل عن ستة أخطاء في محتوى الخبر البالغ 138 کلمة فقط والذي يتمحور حول الانتخابات المحلية التي جرت في القرى الدرزية على هضبة الجولان یوم 30 أوکتوبر/تشرين الأول، مع العلم أن الانتخابات كانت الأولى من نوعها منذ بدء السيطرة الإسرائيلية على المنطقة عام 1967.
نظرًا لكثرة الأخطاء في الخبر، وتسهيلاً على القارئ المعني بإمعان النظر فيها، فقد ارتأينا تقديم الخبر الأصلي بصيغته الكاملة مرفقًا بالإشارة الدقيقة إلى مواطن الخلل الواردة فيه (من خلال وضع خط تحتها)، وهي كالآتي:
سكان الجولان يحتفلون بـ”إفشال” الانتخابات الإسرائيلية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
احتفل سكان الجولان السوري المحتل بإفشال الانتخابات البلدية الاسرائيلية، التي جرت الثلاثاء في الهضبة، للمرة الأولى منذ احتلالها عام 1967.
وذكرت مصادر اسرائيلية أن نسبة المشاركة تراوحت بين صفر، وواحد ونصف بالمئة [1]
وكان الجولان شهد إضراب عاما، رفضا للانتخابات الإسرائيلية المفروضة على السكان [2]، مؤكدين تمسكهم بالهوية السورية، وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا“.
كما انطلقت الثلاثاء مظاهرات في قرى الجولان، نظمها نشطاء مناهضو المحاولات الإسرائيلية للتهويد [3].
واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي [4] وقنابل الغاز لفض الاعتصام في بلدة مجدل شمس، كما تم اعتقال عدد من المتظاهرين [5].
ولأول مرة قررت وزارة الداخلية الإسرائيلية إجراء الانتخابات في القرى الأربع بهضبة الجولان،بقعاثا وعين قنيا ومسعدة ومجدل شمس، لكن المرشحين في بقعاثا ومسعدة انسحبوا من الانتخابات [6]، بسبب تهديدات بمقاطعتهم ممن يعارضون إجراءها، مما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء الانتخابات في البلدتين.
دعونا بالتالي نضع النقاط على الحروف ونصحح الأخطاء المشار إليها أعلاه مرتبة من أولها وحتى آخرها:
-
- “وذكرت مصادر اسرائيلية أن نسبة المشاركة تراوحت بين صفر، وواحد ونصف بالمئة“ – غير أن نسبة المشاركة في الانتخابات، مهما كانت ضئيلة، قد تراوحت على أرض الواقع، وحسب الاحصائيات الإسرائيلية الرسمية (الرابط باللغة العبرية) بين 1.3% في قرية عين قنيا و 3.3% في قرية مجدل شمس. اما القريتان الدرزيتان المتبقيتان على هضبة الجولان وهما مسعدة وبقعاثا فلم يتم إجراء أي اقتراع فيهما بتاتًا، وعليه كانت نسبة المشاركة فيهما صفرية بالفعل.
- “وذكرت مصادر اسرائيلية أن نسبة المشاركة تراوحت بين صفر، وواحد ونصف بالمئة“ – غير أن نسبة المشاركة في الانتخابات، مهما كانت ضئيلة، قد تراوحت على أرض الواقع، وحسب الاحصائيات الإسرائيلية الرسمية (الرابط باللغة العبرية) بين 1.3% في قرية عين قنيا و 3.3% في قرية مجدل شمس. اما القريتان الدرزيتان المتبقيتان على هضبة الجولان وهما مسعدة وبقعاثا فلم يتم إجراء أي اقتراع فيهما بتاتًا، وعليه كانت نسبة المشاركة فيهما صفرية بالفعل.
-
- “الانتخابات الإسرائيلية المفروضة على السكان” – إن هذه الصياغة تتناقض بالحرف الواحد مع الحقيقة، إذ كانت السلطات الإسرائيلية قد قررت إجراء الانتخابات في القرى الدرزية على هضبة الجولان عقب التماس (الرابط باللغة العبرية نقلاً عن موقع “والا”) قدمته مجموعة من السكان الدروز أنفسهم إلى المحكمة العليا الإسرائيلية.
-
- “المحاولات الإسرائيلية للتهويد“ – إن هذا الادّعاء المتكرر بشأن “محاولات التهويد” الإسرائيلية في المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1967 قد أصبحت للأسف جزءًا لا يتجزأ من الدعاية المكشوفة التي لا تتردد بعض وسائل الاعلام العربية في نشرها ضد السلطات الإسرائيلية، وخاصة في سياق ملف القدس والحرم الشريف والمسجد الأقصى. وسبق لموقعنا أن نشر عدة مقالات عن هذه الظاهرة. أما الحقيقة فلا مجال للنقاش حولها، كون الانتخابات قد جرت في قرى الجولان الدرزية بمشاركة مقترعين وقوائم مرشحين من أبناء الطائفة الدرزية حصرًا ودون أن يشارك فيها ولو مواطن يهودي واحد..
- “المحاولات الإسرائيلية للتهويد“ – إن هذا الادّعاء المتكرر بشأن “محاولات التهويد” الإسرائيلية في المناطق التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1967 قد أصبحت للأسف جزءًا لا يتجزأ من الدعاية المكشوفة التي لا تتردد بعض وسائل الاعلام العربية في نشرها ضد السلطات الإسرائيلية، وخاصة في سياق ملف القدس والحرم الشريف والمسجد الأقصى. وسبق لموقعنا أن نشر عدة مقالات عن هذه الظاهرة. أما الحقيقة فلا مجال للنقاش حولها، كون الانتخابات قد جرت في قرى الجولان الدرزية بمشاركة مقترعين وقوائم مرشحين من أبناء الطائفة الدرزية حصرًا ودون أن يشارك فيها ولو مواطن يهودي واحد..
-
- “واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي” – غير أن متحدثاً باسم الشرطة الإسرائيلية أكد لـ”كاميرا العربية” أن قوات الشرطة لم تستخدم الرصاص الحي خلال التظاهرات التي واكبت العملية الانتخابية. كما أن أبرز وكالات الأنباء الدولية مثل رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية لم تورِد في تقاريرها عن الانتخابات في الجولان أي دليل يدعم ادعاء “سكاي نيوز” الآنف الذكر.
-
- “تم اعتقال عدد من المتظاهرين” – في واقع الحال، وتمشيًا مع بيان المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية وكذلك مع تقرير وكالة رويترز للأنباء أيضًا، لم يتم اعتقال أي من المتظاهرين.
- “المرشحين في بقعاثا […] انسحبوا من الانتخابات” – غير أن أحد المرشحين في قرية بقعاثا لم ینسحب من الانتخابات، رغم الضغوط التي مورست عليه، ولذلك تم تعيينه رئيسًا منتخبًا (الرابط بالعبرية نقلاً عن صحيفة “إسرائيل اليوم”) لمجلس القرية رغم إلغاء الاقتراع.
تقرّ المقولة العربية الدارجة الشهيرة “سبحان اللي ما يغلط” باستحالة العصمة من الخطأ، ولا شك في أن وسائل الإعلام التي تمارس عملها وسط ظروف موضوعية صعبة قد تكون مرشحة أكثر من غيرها للوقوع في فخ الأخطاء. غير أن هذا الكمّ الهائل من الأخطاء في سياق تقرير مقتضب كما سبق، إنما يمثل بنظرنا استخفافًا من جانب (سكاي نيوز العربية) بأبسط أخلاق ومعايير المهنة الصحفية، خاصة وأن فرصة التحقق من صحة المعلومات التي أوردتها كانت متوفرة بكل سهولة لمراسلها. وعليه ندعو مرة أخرى موقع (سكاي نيوز العربية)، الذي يتدثر بعباءة مؤسسة (سكاي) البريطانية العريقة ذائعة الصيت عالميًا، إلى تحري الدقة والتزام جانب الحياد والموضوعية في تغطيته للقضايا الإسرائيلية.
أنظر تقرير مرصد الإعلام البريطاني التابع لمؤسسة (كاميرا) حول القضية ذاتها