وسائل إعلام ادعت أن “القدس الشرقية فلسطينية” ثم تراجعت عن خطئها

القدس. الصورة من: كاميرا عربي

في التاسع والعشرين من مايو/أيار 2022، قام فريق مؤسسة “كاميرا” باللغة العربية بإرسال عدة رسائل لوسائل إعلام غربية كانت قد وصفت شرق مدينة أورشليم القدس بأنها “أرض فلسطينية”، تحثها فيها على تصحيح الخطأ الذي ورد في سياق تغطيتها لما يعرف بمسيرة الأعلام في إسرائيل. النص الأصلي صدر عن وكالة الأنباء الفرنسية باللغة الفرنسية (على عكس النسخة الإنجليزية لموقع الوكالة)، ومن ثم تناقلته وسائل إعلام عدة كقناة الحرة الأمريكية الناطقة بالعربية، “بي بي سي عربي” و”فرانس 24 عربي”:

انتشرت قوى الأمن الإسرائيلية بكثافة، الأحد، في القدس الشرقية لمواكبة “مسيرة الأعلام” التي تنظم سنوياً في ذكرى احتلال إسرائيل للشطر الفلسطيني من المدينة، وتثير خشية من توترات جديدة.

فمن الخطأ تسمية شرق المدينة بالشطر “الفلسطيني”، حيث أنه لا يتبع لمناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، كما لم يتبع في الماضي لأي كيان سياسي “فلسطيني”. لقد كان الشطر واقعاً تحت الاحتلال الأردني في الفترة ما بين 1948 و1967. وحينما قامت المملكة الأردنية الهاشمية بضمه بشكل رسمي مع الضفة الغربية عام 1950، لم تعترف بهذه الخطوة أحادية الجانب سوى أربع دول فقط وهي العراق، باكستان، المملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما أن الأخيرتان قد تراجعتا فيما بعد واستثنيتا شرق أورشليم القدس من الاعتراف.

أما عن منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت آنذاك الجهة الممثلة للشعب الفلسطيني في نظر الفلسطينيين، العالم العربي وقسم كبير من المجتمع الدولي، فلم تطالب بأي سيادة “فلسطينية” على شطر المدينة، معترفةً بأردنيته، وإنما كان شعارها هو “الكفاح المسلح” من أجل بسط سيادتها على غرب المدينة، وكذلك على المناطق الإسرائيلية في حدود إسرائيل المعترف بها دولياً. حيث لم يكن هدف المنظمة، منذ نشأتها عام 1964 وحتى عام 1993، قيام “دولة فلسطينية” على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وإنما القضاء على دولة إسرائيل.

حتى قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947، والمعروف بالقرار 181، كان قد أخرج “القدس الكبرى” (والتي كانت تضم، في التعريف الأممي، مدينة بيت لحم الخاضعة اليوم لحكم السلطة الفلسطينية وفقاً لاتفاقيات أوسلو) عن المعادلة ووضعتها تحت وصاية الأمم المتحدة لمدة 10 سنوات، حتى يتم التوصل إلى حل مرضٍ للأطراف المتنازعة. إلا أن رفض الجامعة العربية للقرار وإعلان العالم العربي الحرب على إسرائيل لم يسمح بتفعيل القرار.

بفضل تواصل مؤسسة “كاميرا” مع الجهات المعنية، قامت وكالة الأنباء الفرنسية وقناتي الحرة و”بي بي سي” بتصحيح الخطأ، حيث اكتفى كلٌ منهما بالإشارة إلى “شرق القدس”. وإن أخذ تصحيح “بي بي سي عربي” للخطأ خمسة أشهر. أما قناة “فرانس 24” باللغة العربية، فلم تقدم بعد على تعديل المنشور.

بقلم: هادار سيلع ود. مئير مصري

أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *