دويتشه فيله العربية تحذف تقريراً مليئاً بالأخطاء عن القدس

14  مارس/آذار 2022

دفعت الجهود المستمرة التي بذلتها مؤسسة كاميرا عربية هيئة الإذاعة العامة الألمانية دويتشه فيله (DW) إلى حذف تقرير تمهيدي باللغة العربية عن القدس، والذي احتوى على العديد من الأخطاء الواقعية المتعلقة بالمدينة المقدسة والصراع الدائر حولها. وقد نُشر هذا التقرير في الأصل في مايو 2021، إلا أنه كان يعاد نشره بشكل دوري إلى جانب مواد جديدة من دويتشه فيله العربية، على الرغم من الطلبات المتكررة لتصحيحه من قبل كاميرا، والتي بدأت أولى هذه الطلبات في نوفمبر الماضي. وكانت أحدث مرة ظهر فيها التقرير التمهيدي في موقع دويتشه فيله عربي بتاريخ 9 فبراير/شباط 2022 حيث كان مضمّناً (مشمولاً) ضمن إحدى صفحات الموقع.

الأخطاء كانت على النحو التالي (جميع التأكيدات والملاحظات بين الأقواس من إعداد فريق كاميرا عربي):

اللوحة (التقرير) رقم 1 وصفت جميع اليهود المشاركين في اشتباكات 10 مايو/أيار 2021 في القدس بأنهم “مستوطنون”، مشيرة إلى وقوع”اشتباكات بين الفلسطينيين من جهة والشرطة والمستوطنين من جهة أخرى”.

لكن أماكن سكن هؤلاء اليهود لم تكن معروفة، وبالتالي لم يكن من الممكن تحديد ما إذا كانوا فعلاً “مستوطنين” أو مواطنين يعيشون داخل الأراضي الإسرائيلية المعترف بها دوليا، كما أن هذه المعلومة لم تكن ذات صلة مباشرة بالقصة. جدير بالذكر أن وسائل إعلام أخرى قامت سابقاً بتصحيح أخطاء مشابهة أو مطابقة في تقاريرها باللغة العربية خلال عام 2021، من بينها CNN وBBC.

اللوحة (التقرير) رقم 6 قدّمت معلومات مغلوطة عن المواقع الدينية المقدسة في القدس، وتاريخها وموقعها، حيث جاء فيها: “يعتقد اليهود أن المسجد الأقصى بُني مكان مزار يهودي (الهيكل) دمره الرومان في عام 70 ميلادية، ولم يتبقَّ منه سوى حائط المبكى، المعروف أيضاً باسم الحائط الغربي أو البراق.”

لكن الواقع أن اليهود لا “يعتقدون” فقط أن الهيكل كان قائماً في الموقع الذي يُعرف اليوم بالحرم الشريف/جبل الهيكل، بل إن وجوده حتى تدميره على يد الرومان عام 70 ميلادية هو حقيقة موثقة جيداً في التاريخ القديم والآثار.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المسجد الأقصى يقع بجوار الجدار الجنوبي للمجمع، في حين أن الهيكل كان يقع في مركزه تماماً، في الموقع الذي يوجد فيه اليوم قبة الصخرة. لذلك، فإن الادعاء بأن المسجد الأقصى “بُني بدلاً من” الهيكل هو ادعاء غير صحيح كما ورد في المادة الأصلية.

وعلاوة على ذلك، فإن حائط المبكى لم يكن جزءاً من الهيكل نفسه، بل كان جداراً استنادياً للساحة التي بُني عليها الهيكل.

إضافة إلى ذلك، فإن حائط المبكى ليس الجزء المتبقي الوحيد من مجمع الهيكل القديم. في الواقع، لا تزال هناك بقايا عديدة قائمة من ذلك المجمع، تشمل الجدران الاستنادية الجنوبية والشرقية والشمالية. ومن أبرز المعالم الباقية بمحاذاة الجدار الجنوبي: سلم عريض يؤدي إلى أحد مداخل جبل الهيكل (الحرم)، بالإضافة إلى بوابتين تُعرفان باسم بوابات حولدة، كانتا تُستخدمان للدخول إلى الجبل. ولا تزال أجزاء داخلية من البوابة المزدوجة الهيرودية (وهي إحدى بوابات حولدة) قائمة حتى اليوم. كما لا يزال “قوس روبنسون”، الموجود في الزاوية الجنوبية الغربية من مجمع الهيكل، قائماً حتى الآن. وقد قامت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً بتصحيح هاتين النقطتين الأخيرتين.

لكن الخطأ الفادح الأكبر كان في الشريحة رقم 9 (الصورة على اليسار)، حيث زُعم بشكل خاطئ أن جميع الضحايا الإسرائيليين في الانتفاضة الثانية كانوا “جنوداً ومستوطِنين”. فقد اختلقت الشريحة النص التالي:
“بلغ عدد ضحاياها [الانتفاضة] عشرات الآلاف من القتلى والجرحى الفلسطينيين، ومئات من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين”.

في الواقع، فإن مئات من الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الانتفاضة الثانية كانوا مدنيين، وكانت إقامتهم داخل الأراضي المعترف بها دولياً لإسرائيل، أي أنهم لم يكونوا لا جنوداً ولا مستوطنين.
ومن بين هؤلاء المدنيين غير المستوطنين الذين قُتلوا في ذلك الوقت:

وفي مراسلات مع المحررين، حثّت منظمة CAMERA Arabic قسم اللغة العربية في الشبكة على الالتزام بإرشادات دويتشه فيله وتصحيح الأخطاء العديدة في المادة التمهيدية. وفي نهاية فبراير، قامت دويتشه فيله بإزالة المادة التمهيدية عن القدس بشكل كامل.
تأتي هذه الخطوات الهامة في أعقاب خطوات مهمة اتخذتها الشبكة مؤخراً لمعالجة التحيز ضد اليهود وإسرائيل داخل المؤسسة، بما في ذلك بين موظفي المنصة العربية.

أنظر إلى التقرير الأصلي على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *