“بي بي سي” تصحح خطأً بخصوص مقال عن مجزرة صبرا وشاتيلا

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. الصورة من: deutsch_laender, CC BY 2.0 , عبر ويكيميديا كومنز

في الذكرى الأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا، قامت قناة “بي بي سي” الناطقة بالعربية بنشر مقالاً بتاريخ التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كان قد أعده مراسلها في بيروت محمد همدر. وقد احتوى المقال على خطأً، قامت القناة الإخبارية البريطانية مشكورةً بتصحيحه. ولعلها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها فريق تحرير “بي بي سي” بالتراجع عن بعض العبارات الخاطئة، بناءً على طلب مؤسسة “كاميرا” وجريدة “جویش کرونیکل”.

وعلى الرغم من تناول المقال واقعة صبرا وشاتيلا الأليمة، إلا أن الكاتب لم يوضح هوية مرتكبي المجزرة، أي عناصر من ميليشيا القوات اللبنانية المسيحية. بل إنه حرص على التذكير بالتحالف الذي جمع اليمين المسيحي في لبنان بإسرائيل آنذاك (وبل عقود قبل ذلك)، قبل أن يتطرق إلى المجزرة في فقرة عنونها على النحو التالي: “ماذا حدث في بيروت عام 1982؟”

في اليوم التالي للاغتيال، دخلت القوات الإسرائيلية العاصمة بيروت. وفي 16 أيلول/سبتمبر انطلقت أعمال القتل في مخيمي صبرا وشاتيلا.

وقد قامت مؤسسة “كاميرا” على التو بالاتصال بفريق تحرير “بي بي سي” لحثه على توضيح ملابسات الواقعة، حيث من قام بالمجزرة وفقاً لإجماع المؤخرين هم عناصر من القوات اللبنانية، وهو الذراع العسكري آنذاك للجبهة اللبنانية المكونة من عدة أحزاب لبنانية مسيحية في مواجهة الوجود العسكري الفلسطيني وكذلك اليسار الإسلامي في بلد الأرز. وقامت إسرائيل بحراسة المعسكرين، إلا أنها غير مسؤولة عما حدث داخلها كما أن الجيش الإسرائيلي أوصى المسلحين اللبنانيين بعدم التعرض إلى المدنيين الفلسطينيين وشدد على ذلك. إلا أن عناصر الميليشيا قامت بتطهير المعسكرين انتقاماً لاغتيال قائدها الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، والذي اتهمت الفلسطينيين بقتله في البداية.

لقد أثرت الحرب الأهلية اللبنانية على طريقة كتابة وصياغة التاريخ، حيث ذهب البعض ليتهم إسرائيل بالمسؤولية بدون أدنى دليل أو ليبالغ في قدرة إسرائيل على توقع حدوث المجزرة وبالتالي التقصير بعدم منع حدوثها. في الوقت الذي لم يتم فيه مسائلة المسؤولين المباشرين من أمثال إيلي حبيقة وفادي أفرام الذين أصبحوا وزراء في حكومات لبنانية لاحقة وتم العفو عنهم بعد أن انتهى بهم الأمر بالتحالف مع نظام حافظ الأسد بموجب الاتفاق الثلاثي الذي كرس الاحتلال السوري للبنان.

ولقد راجعت قناة “بي بي سي” مشكورةً تاريخ المجزرة الشنيعة والتي لم يثبت تورط الجيش الإسرائيلي في وقوعها، لتعاد صياغة العبارة على النحو التالي:

في اليوم التالي للاغتيال، دخلت القوات الإسرائيلية العاصمة بيروت. وفي 16 أيلول/سبتمبر بدأت مجموعات تابعة لميليشيا القوات اللبنانية بتنفيذ أعمال قتل في مخيمي صبرا وشاتيلا.

بقلمهادار سيلع

أنظر إلى التقرير الأصلي بنسخته الإنجليزية، كما ورد في موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *