وكالة “فرانس برس” تهون من أعمال الشغب التي اصطحبت مباريات كأس العالم 2022

لقد اصطحبت مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 عدد هائل من التجاوزات ذات الطابع السياسي والتي سوف يذكرها التاريخ طويلاً. ويبدو أن بعض وسائل الإعلام الغربية قد تماشت مع الأوضاع إرضاءً لقطر ومن منطلق: الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح.

ففي تغطيتها للمباريات، قامت وكالة “فرانس برس” مرتان بنشر تقارير باللغة العربية تختلف بعض الشيء عن تلك التي صدرت عنها بالإنجليزية، الفرنسية والإسبانية، مجاملةً لقطر أو ربما خشيةً من عصاها الغليظ، تلك الدويلة التي أساءت معاملة الصحفيين الرياضيين كما لم تفعل دولة مستضيفة من قبل.

ففي تقرير أصدرته وكالة الأنباء الفرنسية بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تم التغاضي نهائياً عن كل الانتهاكات التي تعرضوا لها الإعلاميين والمشجعين الإسرائيليين، مكتفيةً بنقل شهادة مواطن إسرائيلي يُدعى حاييم: “أشعر أنني أتابع كأس العالم بالخفاء. الأجواء عدائية نحونا.” ثم ادعت الوكالة بأنه “باستثناء رفض التحدث مع الإعلام الإسرائيلي، لم تُسجّل أي حوادث ضد إسرائيليين خلال تواجدهم في قطر”. إلا أن تلك العبارة الكاذبة لم ترد إلا في النسخة العربية.

في الواقع، لقد تعرض عدد من المراسلين الإسرائيليين لمضايقات جمة من قبل مشجعين عرب، تم توثيقها وبثها، تشمل شتائم معادية لليهود وأعمال عنف لفظي وتنمر. والملاحظ هو أن نفس أجهزة الأمن التي عنفت، وبلا هوادة، كل من رفع أعلام المثلية الجنسية، تعاملت برقة ولا مبالاة مع المشاغبين المناهضين لإسرائيل والكارهين لليهود.

مراسل القناة الثالثة عشر الإسرائيلية، ويُدعى طال شورير، أثناء تعرضه لوابل من الشتائم المعادية لليهود في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2022. المقطع مأخوذ عن صفحته على تطبيق “تويتر” وقامت بترجمته مؤسسة “كاميرا”.

في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2022، قامت “فرانس برس” بالعربية بتغطية حدث وفاة الصحفي الأمريكي جرانت وال أثناء مشاهدته لمباراة الأرجنتين وهولندا في التاسع من الشهر ذاته.

ولكن بعكس ما أصدرته في نسخها الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية والصينية، تغاضت الطبعة العربية عن سرد حيثيات واقعة احتجاز وال وتعنيفه من قبل السلطات القطرية بسبب ارتداءه قميص يحمل شعار المثلية، تضامناً مع المثليين.

والجدير بالذكر أن الانتهاكات التي تعرض لها المعلق الرياضي الأمريكي سُردت بوضوح على مواقع “سي إن إن“، “بي بي سي“، “الحرة“، “اندبندنت عربية“، على سبيل المثال وليس الحصر.

وعلى الرغم من قيام مؤسسة “كاميرا” بإرسال شكوى إلى “فرانس برس”، إلا أنها لم تتلقى أي جواب في المقابل، فمن النادر أن تقوم الوكالة بتصحيح أخطاءها. كما أن هيئة تحريرها قد إعتادت على تنقيح النسخة العربية، دوناً عن غيرها، بالشكل الذي يعفيها من الحرج أمام بعض الدول وبما يتلائم مع التوجه العام السائد في العالم العربي.

أنظر إلى التقرير الأصلي على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *