كتبت: هدار سيلع
في التاسع من نوفمبر/ تشرين ثان، قام محررو “بي بي سي العربية” أخيرًا بتعديل نعي العالِم الإسلامي القطري – المصري يوسف القرضاوي (المنشور بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول 2022)، حيث كان القرضاوي يُعتبر على نطاق واسع بمثابة شخصية روحية بارزة في حركة الإخوان المسلمين. كان هذا التعديل واحدًا من سلسلة تعديلات قامت بها “بي بي سي العربية” بفضل الجهود المشتركة بين مؤسسة “كاميرا عربيك”، ومؤسسة “كاميرا المملكة المتحدة”، وصحيفة “جويش كرونيكل”.
في نسخته الأصلية، جاء النعي متجاهلاً دعم القرضاوي للإرهاب ضد المدنيين الإسرائيليين، حيث يقول التقرير:
“القرضاوي مُنع من دخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب دعمه للعمليات الانتحارية التي تستهدف الجنود الإسرائيليين، التي وصفها بأنها “عمليات استشهادية”.
كانت التفجيرات الانتحارية التي شرعنها القرضاوي بوصفها “عمليات استشهادية” تستهدف جميع الإسرائيليين، الجنود والمدنيين على حد سواء. وقد كرر القرضاوي موقفه هذا مرارًا، مبررًا مثل هذه الهجمات بحجة أن أي فرد من المجتمع الإسرائيلي لا يمكن اعتباره مدنيًا بحق، حتى في عام 2016، وهو في سن الـ89، أشاد بهجوم إرهابي وقع في تل أبيب، نتج عنه سقوط ضحايا كلهم من المدنيين.
على عكس النعي المنشور باللغة العربية من “بي بي سي”، فإن النسخة المنشورة باللغة الإنجليزية، اعترفت بهذه الحقيقة، مستشهدة بمقابلة مع القرضاوي أجرتها “بي بي سي” في عام 2004:
“ادعى القرضاوي أن الإسلام يبرر الهجمات الانتحارية الفلسطينية ضد الإسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي بدأت في عام 2000، وفي مقابلة مع “بي بي سي” في عام 2004، قال: “أعتبر هذا النوع من العمليات الاستشهادية دليلاً على عدالة اللـه تعالى”.
لم تذكر المملكة المتحدة ولا الولايات المتحدة آراء القرضاوي حول الجنود الإسرائيليين، عند تحديد الأسباب التي على أساسها مُنع من دخول تلك الدول.
وقد ذكرت الداخلية البريطانية أنها “لن تتسامح مع وجود أولئك الذين يسعوْن إلى تبرير أي أعمال عنف إرهابية، أو التعبير عن آراء قد تشجع على العنف بين المجتمعات”، وبالمثل، أشارت الولايات المتحدة إلى أنه “دعا إلى العنف”، بناءً على شهادة القرضاوي نفسه.
من خلال الادعاء بأن القرضاوي مُنع من دخول المملكة المتحدة من قبل وزارة الداخلية بسبب آرائه حول الجنود الإسرائيليين (بدلاً من المدنيين)، فشلت “بي بي سي العربية” – وهي فرع من خدمة “بي بي سي” العالمية الممولة جزئيا من الحكومة – في تمثيل قرار الحكومة البريطانية بدقة.
بعد التواصل مع محرري “بي بي سي العربية”، تم اتخاذ إجراء في النهاية بعد 30 يوم عمل من تقديم الشكوى الأصلية، خارج الإطار الزمني لمعالجة الشكاوى الذي حددته “بي بي سي” نفسها، النسخة المعدلة من المقال الآن تقول:
“القرضاوي مُنع من دخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب دعمه للعمليات الانتحارية التي تستهدف الإسرائيليين، التي وصفها بأنها ‘عمليات استشهادية‘”.
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.