“بي بي سي عربي” تتبنى الرواية الفلسطينية فيما يتعلق بمواجهات جبل الهيكل

القدس. الصورة من: كاميرا عربي

لقد اعتادت قناة (وكذلك إذاعة) “بي بي سي عربي” تبني رواية منظمة التحرير الفلسطينية فيما يتعلق المواجهات التي كثيراً ما تدور في البلدة القديمة لمدينة أورشليم القدس، حيث تضفي الصبغة الإسلامية على المكان كله، متجاهلةً أهميته عند اليهود والمسيحيين، وتصف اليهود دوماً بالمعتدين. والجدير بالذكر هنا إن ما تصفه القناة العامة البريطانية بالحرم الشريف يُعرف في الديانتين اليهودية والمسيحية بجبل الهيكل، وهو المسمى التاريخي للموقع، ولا تنكر المسيحية قدسيته وأهميته البالغة في العقيدة اليهودية.

ما هو إذن سبب تجاهل “بي بي سي عربي” للروايات الأخرى وتبنيها للرواية الفلسطينية بحذافيرها ودوناً عن غيرها؟ وماذا عن ميثاق الشرف الذي طالما تغنت به القناة، والذي ينادي بالتناول الموضوعي والمنصف للأحداث؟ وهل إدارة المؤسسة اللندنية العريقة على علم بهذا التوجه المشبوه؟ أم إنه متعمد بهدف مغازلة العالمين العربي والإسلامي؟ أمامنا، على سبيل المثال وليس الحصر، نموذجاً صاطعاً للتحيز بتاريخ الحادي عشر من أغسطس/آب 2022، تحت عنوان: “اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بعد صلاة عيد الأضحى.”

وفي المقال المشار إليه، يمكننا قراءة:

وكانت جماعات يهودية متطرفة قد حاولت التجمع قرب باب المغاربة للدخول إلى المسجد للاحتفال بذكرى ما يسمى بخراب الهيكل، والذي تزامن هذا العام مع عيد الأضحى. (…) غير أن الشرطة سمحت في وقت لاحق لعشرات المتطرفين اليهود بالدخول لعدة دقائق إلى ساحات الحرم القدسي.

كما هو واضح، تُصر القناة على اعتبار أن المكان كله هو حكراً على الإسلام وأن كل ما يحيط بالمسجد الأقصى هو جزءً منه، لدرجة أن اليهود الذين يمرون بجواره هم “متطرفون دخلوا المسجد”، على حد وصف محرر التقرير. ويُعد هذا تحريفاً بيناً للواقع ونقلاً أعمى عن الإعلام الفلسطيني الرسمي. وهكذا تصف القناة اليهود المسالمين وغير المسلحين بالمتطرفين، وتكتفي بالإشارة إلى الطرف الآخر ب”الفلسطينيين”، علماً بأن منهم من يتعدى على المارة اليهود وكذلك على أفراد قوات الأمن بالزجاجات الحارقة وبالأحجار التي كثيراً ما تُحدث إصابات.

لقد رفعت مؤسسة “كاميرا” شكوى إلى إدارة تحرير القناة وتنتظر الجواب.

بقلمهادار سيلع

أنظر إلى التقرير الأصلي بنسخته الإنجليزية، كما ورد في موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *