في إطار موجة تصحيح الأخطاء التي قامت بها قناة “بي بي سي عربي” في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قامت “بي بي سي عربي” بحذف مقطع يوتيوب سبعة أشهر بعد تلقيها شكوى من قبل مؤسسة “كاميرا”، في مارس/آذار 2022. أظهر الموقع مجموعة من الناشطين اليهود والمسلمين على جبل الهيكل، مع عبارة: معبدان “يزعم اليهود أنهما كانا في موقع الحرم القدسي”.
تمثل هذه العبارة ثلاث إشكاليات. أولاً، فإنها تشكك في “الرواية اليهودية” باستخدامها كلمة “زعم”، متبنيةً الموقف الفلسطيني والإسلامي التقليدي الذي كثيراً ما يشكك في التراث اليهودي واصفاً أقدس مكان في اليهودية بالهيكل “المزعوم”. ثانياً، الإثباتات التاريخية والأثرية لم تعد تقبل بالشك في أن المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 ميلادياً. ثالثاً، فإن الهيكل المهدم مذكور وموقعه مؤكد في كافة الأدبيات المسيحية. الموضوع غير مقتصر إذن على الرؤية الدينية اليهودية.
لقد أتى جواب “بي بي سي عربي” 160 يوماً بعد تلقيها الشكوى، أي 16 ضعف المهلة الزمنية التي تتعهد القناة بتصحيح الأخطاء خلالها. وبررت إدارة تحرير القناة البريطانية موقفها على النحو التالي: ليس في كلمة “يزعم” ما يوحي بعدم صحة الرواية اليهودية، أي بناء المسجد الأقصى على أنقاض الهيكل، وإنما المقصود هو أن هذا هو ما يؤمن به اليهود، بغض النظر عن صحته من عدمه. إلا أنه منعاً من أي لبس، تم حذف المقطع.
فور تلقيها هذا الجواب، اقترحت “كاميرا” على قناة “بي بي سي عربي” قطع الطريق أمام المشككين من خلال إصدار منشور على موقع القناة يعترف صراحةً بأن الهيكل ليس أسطورة، بل صرحاً وجد في السابق في هذا المكان. إلا أن القناة رفضت بحجة أن نصاً كهذا سوف يعطي الانطباع وكأن “بي بي سي” لم تكن تعترف بذلك من قبل، أي أنها كانت تشكك في وجود الهيكل، “الشيء الذي لا يعبر عن الحقيقة”.
بقلم: هادار سيلع
أنظر إلى التقرير المنشور بالإنجليزية على موقع “CAMERA UK” التابع لمؤسسة “كاميرا”.
