تصحيح “بي بي سي عربي” لتقرير كان قد احتوى على فقرة تشبه إسرائيل بألمانيا النازية

نشر موقع قناة “بي بي سي عربي” في الخامس عشر من مايو/أيار 2019 تقريراً إخبارياً بخصوص مظاهرة جرت قبل أيام قليلة في العاصمة البريطانية لندن، وناقش موقع كاميرا في تقرير له فعاليات هذه المظاهرة.

التقرير الإخباري الذي عرضه موقع قناة “بي بي سي عربي” وضع عنواناً فرعياً حمل عنوان “متضامنون بريطانيون”، والذي تلاه ما يلي:

“وقد شهدت العاصمة البريطانية لندن تظاهرة حاشدة يوم السبت الماضي لإحياء الذكرى وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين لا سيما في قطاع غزة.”

ولم تتوفر في التقرير الإخباري أية معلومات تتعلق بمنظمي تلك المظاهرة أو أن من بين المتحدثين فيها ناشط محترف معروف بارتباطه بمنظمة حماس الإرهابية.

بعد ذلك، وفي سياق هذه الجزئية، أجرى الموقع حوارات مع بعض من النشطاء، وهي الحوارات التي أجراها أحد أعضاء فريق عمل BBC Trending، والذي لم يتم ذكر اسمه أو الإشارة إليه في ثنايا هذا التقرير.

وقبل إجراء حوارات مع عدد من النشطاء، أشار الموقع: “ولكن لماذا يتخلى هؤلاء المتضامنون عن يوم الاسترخاء والأوقات الطيبة مع الأسرة ليشاركوا في عمل سياسي لصالح قضية أعجزت كثيراً من زعماء وقادة العالم الذين أخفقوا في وضع حلٍ نهائي لها على مر السنوات؟ التقت ‘بي بي سي عربي’ ترند مع بعض المشاركين في محاولة للحصول على الإجابة.”

وفي هذا الإطار أجريت مقابلة مع خمسة مشاركين وتم تضخيم اتهاماتهم العبثية وغير الدقيقة في كثير من الأحيان من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، بما في ذلك تشبيه نازي معاد للسامية من شخص أجري معه حوار يُدعى “جاي”، والذي قال نصاً ما يلي: “لقد كنت متعاطفاً جداً مع ضحايا المحرقة وقمت بزيارة متحف القدس لمعرفة المزيد عنهم، ولكني لا أفهم كيف يرتكب الإسرائيليون هذه الأعمال ضد الفلسطينيين، وهي الأعمال التي تشبه وتماثل ما كان يقوم به النازيين ضد اليهود.”

من أجل التعرف على فداحة تأثير ما قاله الضيف، يمكن الاطلاع على التعريف اللفظي والوصف التفصيلي للمحرقة اليهودية، وبعض من القواعد العلمية التي حددتها منظمة IHRA لمعاداة السامية، والتي تنص على عدم جواز قبول عقد مقارنات بين السياسة الإسرائيلية والنهج المتبع من قبل ألمانيا النازية.

وتم تقديم شكوى إلى هيئة الإذاعة البريطانية في هذا الصدد، وتحديداً إلى القسم المعني بالشكاوى داخل قناة “بي بي سي عربي” بشأن هذه المسألة، ويتضمن الرد الذي تلقيناه ما يلي:

“نشكرك على تواصلك وعلى شكواك التي تزعم فيها أننا “نروج لمعاداة السامية”، وهو اتهام يستند لتقرير إخباري نشرته خدمة بي بي سي العربية. لقد قمنا بإعادة توجيه رسالتك التي تلقيناها عبر البريد الإلكتروني إلى محرري الخدمة العربية، وردًا على ذلك قالوا أنهم يحاولون وبقدر الإمكان تغطية جميع الزوايا المختلفة للصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما لا يعني بالضرورة وضع هذه الزوايا في كل قصة… لقد ذكرنا في بداية المقال كيف ينظر الطرفان ويحتفلان ويحزنان على هذا اليوم، وقد ركزت هذه القصة على زاوية واحدة بسبب طبيعة الحدث والأشخاص الذين أجري الحوار معهم وشاركوا في الحدث والاتجاه السائد على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية، وباختصار – وجهة نظرنا هي أن أي تقييم موضوعي لتغطية الصراع العربي الإسرائيلي في خدمتنا  العربية يجب أن يستند إلى عموم تعاطي منصاتنا مع هذه القضية، سواء المنشور في الخدمة العربية في التلفزيون وشبكة الإنترنت والبث الإذاعي، ولا يجوز الحكم على توجهاتنا من خلال تحليل مقال واحد.

وبالنسبة للنقطة محل الشكوى المتعلقة باستخدام ألفاظ تروج لمعاداة السامية، فإن حديث الضيف صدر على النحو التالي: “كنت، وما زلت، متعاطفًا جدًا مع ضحايا المحرقة وقد زرت متحف هرتزل في القدس لمعرفة المزيد عنهم، ولكن والآن لا أستطيع أن أفهم حقيقة أن الإسرائيليين يمارسون أعمال العنف على نفس المستوى من الفظائع التي يمارسها ضد الفلسطينيين.” وبناءً على ذلك فلا نقبل الشكوى القائلة بأن ما سبق ذكره “يشجع على معاداة السامية”. هدفنا هو نقل الرسالة الصحيحة للعالم كما جاءت من المتحدث. لقد نقل فريق التحرير باللغة العربية رأي المتحدث بكل دقة. ومع ذلك، فقد قمنا بإزالة الاقتباس (محل الجدل) لأنه يمثل، في رأينا، مبالغة لفظية لا داع لها من جانب المتحدث. نتمنى أن يكون ما ورد أعلاه قد وضح الأمر.”

وقد تمت إزالة الاقتباس بالفعل من التقرير الاخباري في 29 مايو – أي بعد أسبوعين من نشر التقرير الإخباري لأول مرة – ولكن دون التوضيح أو الاعتراف للقراء بهذه الخطوة. مرة أخرى نرى أنه، بالإضافة إلى تجاهل التوصيات المتعلقة بفحص تداعيات الكلمات وآثارها، يبدو أن هيئة الإذاعة البريطانية تعتقد أنها تمتلك السلطة والخبرة اللازمة لإصدار نطق لما يعتبر أو لا يعتبر معاداة للسامية. لقد أشرنا في الماضي هنا إلى حاجة هيئة الإذاعة البريطانية إلى العمل وفقًا لوصف معترف به لمعاداة السامية – مثل التعريف الذي نشره التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست منذ أكثر من ثلاث سنوات – من أجل منع ظهور خطاب معاد للسامية في محتواها الخاص وكذلك في لوحات التعليقات وغرف الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للهيئة. ومن المؤسف أن هذه الحاجة لا تزال واضحة بصورة واضحة ، في ظل تواصل معاداة السامية بصورة سافرة في منصات القناة.

للاطلاع على أصل التقرير باللغة الإنجليزية على موقع “CAMERA UK” لمؤسسة “الكاميرا”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *