في السادس والعشرين من فبراير/شباط 2023، قام فلسطيني مسلح بإطلاق الرصاص على مدنيين إسرائيليين، الأخوان هلال (22 عاماً) وإيغال يانيف (20 عاماً)، في محيط بلدة حوارة الواقعة في السامرة بشمال الضفة الغربية. في سياق تغطيتها لعملية القتل وتبعاتها على المشهدين الأمني والسياسي في إسرائيل، استضافت قناة “بي بي سي عربي” أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في أورشليم القدس د. مئير مصري.
سألته المقدمة دينا وقّاف، والتي بدأت مسيرتها الإعلامية كمذيعة بالتلفزيون السوري في بداية الألفية، “ما هي الرسائل التي تفهمها إسرائيل من وراء حادث حوارة”، فسرعان ما أجابها د. مصري:
“هو ليس حادثاً، وإنما هي جريمة شنعاء. شخصان مدنيان تم إطلاق الرصاص عليهما بهدف قتلهما. هذا لم يكن حادثاً. هذا عمل إجرامي يجب التنديد به. أنا طبعاً أئسف لأن يقال أنه حادث.”
ثم أضاف، معقباً على ضيف آخر كان قد وصف قتل الإسرائيليين بالمقاومين والثوريين، ومشيراً إلى كون “بي بي سي” قناة بريطانية حكومية يمولها دافع الضرائب البريطاني:
“وضيفكم الكريم يقول أن هؤلاء ثوار؛ الذين يطلقون الرصاص على الأطفال ويطعنون إمرأة حامل داخل حافلة، أو فتاة عمرها 7 سنوات تخرج مع أبويها من الكنيس بعد الصلاة… هذا عمل ثوري، ثوري! شيء غريب حقيقةً، و’بي بي سي’ قناة بريطانية… شيء مؤلم فعلاً…”
وفي النهاية، ذكر د. مصري المشاهدين، معقباً على إدعاء البعض بأن إسرائيل تبادر بالقيام بخطوات أحادية الجانب مع من تصفها القناة البريطانية بالفصائل الفلسطينية:
“إسرائيل لا تريد التصعيد ولا تقوم باجرائات أحادية الجانب. الإرهاب الفلسطيني هو أحادي الجانب. الإرهاب لا يستشير إسرائيل، لا يستشير المدني الذي يقتله. هذا الإرهاب مدعوم من الخارج. ولا توجد “فصائل” فلسطينية [كما تقولون]، يوجد فصيل واحد، هو حركة حماس المسيطرة بالحديد والنار على قطاع غزة منذ انقلابها [على الشرعية] بالعام 2007. وهي مدعومة وممولة ومدربة من قبل النظام الإيراني. إذن هناك فصيل واحد ولا توجد فصائل، وكأن هناك ثورة ضد إسرائيل… في حين أن إسرائيل دخلت، ولم تقتحم، مدينة نابلس وفقاً للاتفاقيات المبرمة مع السلطة الفلسطينية في منطقة أ فقدتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية وانسحبت منها. وكما رأينا على شاشتكم الكريمة المدججين بالسلاح… والسلاح الذي يرونه المشاهدون هو سلاح غير شرعي.”
صدق الدبلوماسي السعودي المخضرم د. سعود كاتب حينما قال: “كثير من القنوات الدولية أفقدتها النسخة العربية مصداقيتها.” حيث استقطبت هذه القنوات الكثير من الهواة الذين “نقلوا مشاكلهم وأجنداتهم وهمومهم إلى هذه القنوات فأفقدوها الكثير من مصداقيتها“، بحسب وكيل وزارة الخارجية السعودية سابقاً.
