ليس تحريف الوقائع التاريخية التي تخص حرب 1948 ونتائجها أمرًا جديدًا بالنسبة لمحاور اهتمام هذه المدونة. غير أنه لا بد لنا من الاعتراف بأن خطأ من قبيل ما لاحظناه كفريق “كاميرا العربية” في تقرير “سكاي نيوز العربية” الذي نشره موقع الشبكة مؤخرًا أمر نادر لم يصادفنا حتى الآن.
وقد تم نشر التقرير بعنوان “واشنطن تدعو إلى حل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم 23 مايو/أيار 2019 ، حيث تضمن الادعاء بأن “الأونروا تأسست في 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة.” أما الإحصائيات الحقيقية فتتناقض تمامًا مع هذا الرقم إذ لم يتجاوز عدد الذين فُوّضت الأونروا بمساعدتهم 750 ألف نسمة عام 1950 عندما باشرت الوكالة عملها في المنطقة.
ماذا يمثل إذًا الرقم 5 ملايين لاجئ فلسطيني؟ إنه قد يشير إلى عدد هؤلاء اللاجئين اليوم وفق إحصائيات وكالة الأنروا ذاتها (حيث تنشر الوكالة على موقعها أن هذا العدد تجاوز حاليًا 5 ملايين و 400 ألف شخص). قد تكون هذه الإحصائيات أيضًا موضع شك، علمًا بأن البعض يقول إن تلك الوكالة الأممية هي المسؤولة الرئيسية عن تضخم حجم قضية اللاجئين وتخليدها.. أيًا كان الأمر، فلا يجوز التهويل والتلويح بأعداد ضخمة للاجئين الفلسطينيين عند بزوغ مشكلتهم خلال حرب 1948 وفق ما فعلته “سكاي نيوز عربية” في تقريرها آنف الذكر. وافتراضًا منا أن تكون الشبكة الإماراتية- البريطانية قد ارتكبت هذا الخطأ من باب تعاطفها المعروف مع الفلسطينيين وقضاياهم، فلعل كان من الأجدر بنا تذكيرها بالمقولة الشهيرة “الزائد أخو الناقص”..
أنظر تقرير مرصد الإعلام البريطاني التابع لمؤسسة (كاميرا) حول القضية ذاتها