تحديث: “رويترز” تحذف قصة تتعلق بمدني إسرائيلي قُتل وتم الإدعاء كذباً بأنه كان عميلًا للموساد

مقالة رويترز.
تحديث في 6 مارس 2025 
رويترز تحذف المقال بالكامل
استجابةً للتواصل من موظفي كاميرا وكتاب الرسائل من كاميرا، قامت رويترز بحذف المقال بالكامل. تجدون أدناه التحديث التفصيلي.

عندما تأخرت إسرائيل لفترة وجيزة في إطلاق سراح قاتل فلسطيني في الشهر الماضي، حاولت رويترز استفزاز مشاعرنا والتأثير عليها – ليس لأن عائلة الضحية كانت ستشهد هروب القاتل من العدالة، ولكن لأن والدة السجين كانت تأمل في إطلاق سراحه بشكل أسرع وحمل تقرير وكالة رويترز عنوان (“تحطم آمال أم من غزة في عودة ابنها المعتقل منذ زمن”).

مقالة رويترز

كان هذا موضوعًا غريبًا لقصّة إنسانية. السجين، ضياء الأغا، كان قد قتل إسرائيليًا بوحشية، حيث ضربه بالفأس حتى الموت. ومع ذلك، دُعي القراء للانتظار مع والدته لعودة السجين.

لكن هذا ليس العنصر الغريب الوحيد في القصة. في أربع مناسبات منفصلة، وصف مقال رويترز باللغة الإنجليزية الضحية بأنه ضابط استخبارات من الموساد.

مرة واحدة كانت في السطر الأول من ملخص وكالة الأنباء المدمج في أعلى القصة: “ابن يُسجن لقتله ضابطًا في الموساد الإسرائيلي”.
مرتين إضافيتين في فقرات متتالية، مع الإشارة إلى الجريمة بشكل مختصر:
“تم سجن ضياء الأغا في عام 1992، وكان عمره 17 عامًا، بسبب قتل ضابط في وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد.
على موقع عائلته الإلكتروني، يظهر تقرير صحفي صورة لجندي إسرائيلي وهو يحمل الفأس التي استخدمت في قتل عميل الموساد”.

مرة أخرى في فيديو مُعتمد من وكالة رويترز والذي تم تضمينه أعلى القصة: “كان ضياء في السابعة عشرة من عمره عندما سُجن في عام 1992 بسبب قتل ضابط في وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد.”

وفي النسخة العربية من نفس القصة، تم تحديد الضحية بشكل خاطئ مرتين كضابط في الموساد.
لكن أماتسيا بن حاييم، القتيل الضحية التي غُيّب اسمها عن القصة، لم يكن عميلًا في الموساد. في قائمته على موقع الضمان الاجتماعي الإسرائيلي، المخصص لضحايا الإرهاب من المواطنين المدنيين، وقد تم تكريمه كأب لثلاثة أطفال وزوج، وكان قد خدم في السابق بالجيش الإسرائيلي وأدى واجب الخدمة الاحتياطية في وحدة الكوماندو الخاصة “سايرت ماتكال”.

وعندما انتقل إلى الحياة المدنية، عمل في مصنع القرية الذي يعيش فيه ضمن برمجة أنظمة الري للمزارعين. وقد تم قتله أثناء أداء واجب مدني، بينما كان يقوم بتشخيص نظام ري معطل في الدفيئة الزراعية.

ملحوظة من المترجم لا يتضمنها النص الأصلي: الدفيئة الزراعية هي بيت زجاجي أو بلاستيكي مُغطى ومُحكم الإغلاق يُستخدم لتهيئة بيئة زراعية محمية لزراعة النباتات. تُعرف أيضًا باسم الصوبة الزراعية أو البيت المحمي.

وفي وقت لاحق، وردت تفاصيل الحادثة في تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. أماتزيا بن حاييم كان يذهب إلى هذه المزارع، ويقوم بتركيب أنظمة الري، وغالبًا ما يعود لصيانتها أو لإصلاح الأعطال عند الحاجة. بعض هذه المزارع كانت في قطاع غزة، قبل أن تقوم إسرائيل بإخلاء جميع مزارعها ومستوطنيها من غزة.

في أحد هذه الرحلات، كان أماتزيا يساعد أحد الفلاحين في غزة، وكان مركزًا تمامًا على خط الري الذي ربما كان مسدودًا، أو على سلك الكمبيوتر الذي قد يكون به خلل. لم يكن ينتبه للشاب الذي كان يعمل بالقرب منه، وهو يزيل الأعشاب باستخدام المعول. وكانت تلك آخر يوم في حياة أماتزيا، حيث ضربه الشاب بالمعول على رأسه، فقتل على الفور، وأصبح زوجته أرملة وأطفاله يتامى. الشاب، الذي كان يرغب في الانضمام إلى حماس، قيل له أن “يقتل يهوديًا” كشرط للانضمام إلى المنظمة الإرهابية القاتلة.

ووفقا لذلك فإن السؤال: ما هو الأساس الذي جعل وكالة رويترز تصف الضحية المدني بأنه ضابط في الموساد؟ المقال لا يوضح ذلك. إنها حقيقة تم ذكرها مرارًا وتكرارًا، وإذا فات القارئ، تم تكرارها مرة أخرى.

لماذا؟ يبدو أن الهدف من ذلك هو إخفاء حقيقة أن ضياء الآغا قتل مدنيًا، لكي يكون القراء أكثر ميلًا للتعاطف مع موضوع القصة، وهي والدته المتعجلة (الغير صبورة).

قد يبدو من المفاجئ أن تعمد مؤسسة إخبارية جادة، تتعهد بتقديم “أخبار غير متحيزة وموثوقة” في نهاية كل تقرير، إلى إعادة تصوير ضحية مدنية على أنها ضابطة استخبارات نشطة. ومع ذلك، قد لا يكون الأمر مفاجئًا تمامًا.

ملحوظة من المترجم لا يتضمنها النص الأصلي: العديد من سكان الجنوب الإسرائيلي كانوا يبادرون بمساعدة أهالي غزة سواء بتقديم المساعدات المالية لهم أو اصطحابهم للمستشفيات والمراكز الصحية أو جمع الملابس لهم مع غيرها من أشكال المساعدات… وهو ما وضح أيضا عقب عملية السابع من أكتوبر الإرهابية لحماس… حيث تم اختطاف وقتل الكثير من الإسرائيليين ممن كانوا يدعمون ويساعدون الفلسطينيين.

في 30 يناير، وصفت شبكة CBS News خطأً الرهينة البالغة من العمر 29 عامًا، أربيل ياهود، بأنها جندية، رغم أنها كانت مدنية. تم تصحيح هذا الخطأ بعد أن نبهت منظمة CAMERA الشبكة إليه. وبعد ذلك بأسبوعين، في 16 فبراير، زعمت صحيفة لوس أنجلوس تايمز خطأً أن معظم الرهائن المتبقين في غزة هم جنود. وعقب إخطار الصحيفة من قبل منظمة CAMERA بأن الغالبية العظمى منهم مدنيون، تم تصحيح الخطأ في نهاية المطاف بعد تدخل بعض أفراد الجمهور أيضًا.

دعت منظمة CAMERA وكالة رويترز إلى تصحيح أخطائها بالمثل. ترقبوا أي تطورات.
البحث من إعداد تمار ستيرنثال وCAMERA بالعربية. شكر خاص لمجلة Tablet.

تحديث 6 مارس: رويترز تحذف المقال بالكامل

استجابةً لمراسلات موظفي CAMERA وكُتاب الرسائل التابعين لها، قامت وكالة رويترز بحذف هذا المقال بالكامل. تم استبدال المقال بالتحديث التالي:

رويترز تسحب قصة انتظار أم لعودة ابنها من السجن“:
غزة، 25 فبراير (رويترز) – تم سحب قصة رويترز حول انتظار أم فلسطينية لإطلاق سراح ابنها المسجون منذ فترة طويلة، والذي أُدين بقتل إسرائيلي. لم تتمكن رويترز من التحقق من وجود صلة بين الضحية ووكالة التجسس الإسرائيلية “الموساد”، كما زعمت عائلة السجين الفلسطيني. لن يكون هناك إصدار بديل للمقال.

تشيد CAMERA بخطوة رويترز المناسبة والضرورية لحذف هذا القدر الهائل من المعلومات الخاطئة والتغطية المتعاطفة مع عائلة قاتل، والتي قدمت معلومات زائفة حول الجريمة القاتلة التي ارتكبها الابن. من بين وسائل الإعلام الثانوية التي نشرت المقال في البداية ثم قامت بحذفه لاحقًا: US News & World Report وYahoo وColorado Springs Gazette.

تحديث 7 مارس: رويترز تحذف المقال باللغة العربية
قامت رويترز كذلك بحذف النسخة العربية من هذا المقال، والتي تم حذفها لاحقًا من موقع SwissInfo أيضًا.

بقلم: جلعاد عيني

للاطلاع على أصل التقرير بالإنجليزية أنقر هنا.

تعريف بكاتب التقرير:

جلعاد عيني هو محلل أبحاث أول في مؤسسة CAMERA. نُشرت مقالاته في العديد من الصحف، بما في ذلك جيروزاليم بوست، كريستيان ساينس مونيتور، كولومبيا جورناليزم ريفيو، وCommentary، كما ظهرت آراؤه في برامج إذاعية اسرائيلية ودولية. وقد ألقى محاضرات واسعة حول تغطية وسائل الإعلام للصراع العربي الإسرائيلي، وإيني هو المؤلف المشارك في الدراسة “إدانة إسرائيل: تغطية نيويورك تايمز للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

حساب جلعاد عيني عبر منصة أكس: http://twitter.com/GileadIni

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *