
الصورة لقطة شاشة من مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية
أعلن وزير الخارجية المالاوي، أيزنهاور مكّا، في 3 نوفمبر/تشرين ثان 2020 (مرفق صورة من المؤتمر الصحفي لوزير خارجية مالاوي) أن مالاوي ستفتتح سفارتها هذا الأسبوع في القدس، مما أثار موجة من الأخطاء الإعلامية تم تصحيحها لاحقًا بفضل نشاط CAMERA. كان الخطأ الأكثر شيوعًا هو الادعاء بأن مالاوي ستكون أول دولة إفريقية تفتح سفارة في القدس، عاصمة إسرائيل، في حين لا توجد حاليًا أي سفارات إفريقية أخرى في القدس، فإن دولًا إفريقية أخرى كانت لها في الماضي سفارات إسرائيلية في القدس.
ففي عام 2018، كانت صحيفة هآرتس قد ذكرت سابقًا عن السفارات الإفريقية الموجودة في القدس حتى بعد حرب يوم الغفران عام 1973؛ في الواقع، كانت هناك فترة في تاريخ إسرائيل القصير عندما كانت جواتيمالا واحدة من 16 دولة على الأقل كان لها سفراء متمركزون في المدينة، ثلاث منها كانت دولًا إفريقية – ساحل العاج وزائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية الآن) وكينيا.
إذن كيف انتقلت القدس من استضافة 16 سفارة إلى الصفر؟ كانت الضربة الأولى بعد حرب يوم الغفران، عندما قطعت ساحل العاج وزائير وكينيا علاقاتها مع إسرائيل في أعقاب اجتماع حركة عدم الانحياز في الجزائر في سبتمبر/أيلول 1973، لكن وفقًا للكتاب السنوي الوطني الإسرائيلي للعام اليهودي 5729 (الذي بدأ في سبتمبر/ أيلول 1968)، كان هناك عشر دول إفريقية، وليس ثلاث دول، لها سفارات في القدس في ذلك الوقت (الصفحات 145-151)، وشملت تلك الدول ساحل العاج، التي مثل سفيرها أيضًا، النيجر وبنين (داهومي سابقًا) وبوركينا فاسو (فولتا العليا سابقًا)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير آنذاك)، والكونغو برازافيل، ومدغشقر (جمهورية مدغشقر)، وليبيريا، والجابون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وأعادت ساحل العاج فتح سفارتها في القدس لفترة وجيزة استمرت عدة أشهر في عام 1986.

كانت رويترز صريحة بشكل خاص في تصحيح تقريرها الذي أخطأ: “قالت مالاوي إنها ستفتح سفارة كاملة لإسرائيل في القدس، لتصبح أول دولة إفريقية تفعل ذلك في المدينة المتنازع عليها” (“تقول… “مالاوي ستفتح سفارة في القدس، في سابقة هي الأولى لدولة إفريقية”، وردًا على رسالة من “كاميرا”، قام المحررون بتعديل النص للإشارة بدقة إلى مالاوي “كأول دولة إفريقية منذ عقود”.
وعلاوة على ذلك، أضافت رويترز التصحيح التالي إلى أسفل المقال، مع الالتزام بأعلى مستوى من المساءلة والشفافية الصحفية: “يصحح التقرير ليقول إن مالاوي ستكون أول دولة إفريقية تفتح سفارة لإسرائيل في القدس منذ عقود، وليس الأولى على الإطلاق”.

كانت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قد نشرت عنوانًا باللغة الإنجليزية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني أخطأت فيه، وذكرت المقالة المرفقة بالخبر بشكل أكثر دقة: “أعلن وزيرا خارجية إسرائيل ومالاوي يوم الثلاثاء؛ أن الدولة الإفريقية ستفتح سفارة في القدس، مما يجعلها الدولة الوحيدة من القارة التي لديها سفير مقيم هناك”. وردًا على اتصال “كاميرا”، أعادت وكالة الأنباء الألمانية نشر القصة في اليوم التالي تحت العنوان الدقيق “مالاوي ستصبح الدولة الإفريقية الوحيدة التي لديها سفارة في القدس”.
كما نشرت صحيفة جيروزالم بوست مقالًا بدأ على النحو التالي: “تخطط مالاوي لفتح سفارة في إسرائيل ووضعها في القدس، مما يجعلها أول دولة إفريقية تفعل ذلك، أعلن وزير خارجية مالاوي أيزنهاور مكاكا يوم الثلاثاء أثناء زيارته لإسرائيل” (“مالاوي ستكون أول دولة إفريقية لديها سفارة في القدس”). وفي حين ظل العنوان غير الدقيق دون تغيير، عدلت جيروزالم بوست النص المصاحب لينص الآن بشكل صحيح على: “تخطط مالاوي لفتح سفارة في إسرائيل ووضعها في القدس، مما يجعلها أول دولة إفريقية تفعل ذلك في العقود الأخيرة”، وعلى عكس رويترز، لم تلحق جيروزالم بوست تصحيحًا ينبه القراء إلى التغيير.

كما اتصلت CAMERA بـ Media Line بالأمس بشأن قصتها في ذلك اليوم، “مالاوي ستصبح أول دولة إفريقية تفتح سفارة في القدس“، التي بدأت: “ستفتح مالاوي سفارة في القدس، لتصبح أول دولة إفريقية تفعل ذلك، وفقًا لوزير خارجية مالاوي أيزنهاور مكاكا”. ردت Media Line بأنها اكتشفت الخطأ، وكلفت محررًا بإصلاحه، ينص العنوان الآن بشكل صحيح على “مالاوي ستفتح سفارة في القدس”، ويبدأ المقال المعدل بدقة: “ستفتح مالاوي سفارة في القدس، وفقًا لوزير خارجية مالاوي أيزنهاور مكاكا”، لا يوجد تعليق ملحق بالنص ينبه القراء إلى التصحيح.
وأبلغ العديد من الصحافيين منظمة “كاميرا” أن مصدر المعلومات المضللة هو وزير الخارجية الإسرائيلي، جابي أشكنازي، الذي أشار إلى مالاوي باعتبارها أول دولة إفريقية تفتح سفارتها في القدس. وتحدثت كاميرا بعد ذلك مع متحدث باسم وزارة الخارجية الذي أيد بيان أشكنازي، ولكن مع التحفظ الرئيسي بأن وزير الخارجية كان يشير إلى “الجولة الحالية”، أي في السياق الحالي منذ افتتاح السفارة الأمريكية، ولذلك اعترفت وزارة الخارجية بأن دولًا إفريقية أخرى كانت لديها سفارات في القدس من قبل.
كما احتوت قصة وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن سفارة مالاوي على أخطاء، لكن من طبيعة مختلفة. أولًا، أخطأ عنوانها: “مالاوي تنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس“. وكررت الفقرة الأولى خطأ العنوان بأن مالاوي “تنقل” سفارتها في إسرائيل، قائلة: “تخطط حكومة مالاوي لنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس”، لا يوجد لدى مالاوي حاليًا أي سفارة في إسرائيل، لذا فهي لا تنقل سفارة، بل تفتح واحدة. وفي خطأ منفصل، ذكر المقال بشكل غير صحيح أن السودان نقل سفارته إلى القدس، مخطئًا: نقلت الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب في عام 2018، متابعة لوعد انتخابي قطعه الرئيس دونالد ترامب، وحذت السودان حذوها الشهر الماضي وسط تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

في حين أعلنت السودان عن التطبيع مع إسرائيل الشهر الماضي، إلا أنها لم تفتح سفارة في القدس أو في أي مكان آخر في الدولة اليهودية، ولا توجد سفارة سودانية في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإعلان السوداني الأمريكي الإسرائيلي المشترك ، لا يذكر تبادل السفارات، وذكرت صحيفة واشنطن بوست، من بين أمور أخرى: لا يستلزم الاتفاق على الفور إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، على سبيل المثال تبادل السفارات، لكنه اتفاق لبدء المناقشات حول التطبيع مع التركيز الأوّلي على الأمور الاقتصادية والمسائل ذات الصلة. عند تلقي اتصال من CAMERA، قامت UPI على الفور بتصحيح العنوان المعدل الآن بدقة: “مالاوي ستفتح سفارة في إسرائيل في القدس”. وبالمثل، فإن الجملة الأولى المصححة تقول: “تخطط حكومة مالاوي لفتح سفارة في إسرائيل في القدس”.
أما بالنسبة للسودان، فإن الإشارة التي لا أساس لها من الصحة إلى تلك الدولة الأفريقية التي تفتح سفارة في القدس لم تعد تظهر، ستواصل CAMERA الاتصال بالمنافذ الإعلامية التي تسيء نشر تقارير عن السفارات الإفريقية في القدس، وستنشر التحديثات هنا.
تحديث 8 نوفمبر/ تشرين ثان: تصحيحات إضافية لوسائل الإعلام
في يوم الخميس (5 نوفمبر/ تشرين ثان)، دفعت CAMERA بتصحيح هذه المشكلة في صحيفة Israel Hayom وJNS. حملت كلتا الصحيفتين في الأصل عنوانًا خاطئًا، “مالاوي ستكون أول دولة إفريقية تفتح سفارة في القدس”، وقام المحررون على التوالي بتعديل العناوين بحيث ذكرت بشكل صحيح “مالاوي ستكون أول دولة أفريقية تفتح سفارة في القدس منذ عقود”، و”مالاوي ستفتح سفارة في القدس بحلول الصيف”.
بالإضافة إلى ذلك، بالعمل بشكل وثيق مع CAMERA، دفعت InfoEquitable، وهي منظمة مراقبة إعلامية مقرها باريس، بتصحيح تقارير وكالة فرانس برس باللغتين الفرنسية والإسبانية.
تحديث 9 نوفمبر/ تشرين ثان: VOA تصحح
قامت Voice of America today أيضًا بتصحيح مقالتها وألحقت الملاحظة التالية في أسفل المقال: “تم تحديث القصة للإشارة إلى أن مالاوي ستكون أول دولة إفريقية تفتح سفارة لإسرائيل في القدس منذ عقود، وليست الأولى على الإطلاق”.
تحديث 11 نوفمبر: CBN يصحح
قام موقع CBNNews.com بتصحيح مقالته.
أنظر التقرير الصادر أصلاً بهذا الخصوص على موقع مؤسسة “كاميرا” بالإنجليزية